إعفاء العمانيين من “شنغن”.. الكرة في مضرب الاتحاد الأوروبي..!

جهود تبذلها وزارة الخارجية لتسهيل الدخول لمنطقة اليورو  
مسقط – يوسف بن أحمد البلوشي|
لا يزال الشارع المحلي العماني، خاصة الذين يسافرون إلى دول الاتحاد الأوروبي، يتابعون باهتمام بالغ جهود وزارة الخارجية برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي بن عبدالله، وكذلك أمين عام وزارة الخارجية، السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، اللذين يجتمعان بين الفينة والأخرى مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لبحث حلحلة إعفاء المواطنين العمانيين من تأشيرة “شنغن”، الأمر الذي يسهل من دخولهم الى منطقة اليورو بسهولة بدل الإجراءات التي يدخلون فيها مع مكتب التأشيرات للحصول على تأشيرة شنغن.
قبل أيام اجتمع “بن علوي” في بروكسل مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية وسياسة الأمن بالاتحاد الأوروبي وبحث معها أوجه التعاون المشترك، وموضوع رفع تأشيرة شنغن عن المواطنين العمانيين. 
كما بحث السيد بدر البوسعيدي مع عدد من المسؤولين الأوروبيين بينهم، أمين عام هيئة العمل الخارجي وسياسة الأمن بالاتحاد الأوروبي، التعاون المشترك الى جانب إعفاء العمانيين من تأشيرة شنغن، خاصة وأن السلطنة استوفت كل الشروط. 
وأكد البوسعيدي في تصريح لمراسلة تلفزيون سلطنة عُمان في بروكسل: “ان الكرة ما زالت في ملعب الأوروبيين، لبدء عملية الإجراءات المرتبطة، والتي يمكن أن تكون في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل” . 
“وجهات” تطرح هذا الموضوع على عدد من الشخصيات، فيما يخص قرار الإعفاء، ولماذا كل هذا التأخير في إعفاء العمانيين من الحصول على تأشيرة منطقة شنغن. وما هي الفوائد التي سيجنيها العُماني والاقتصاد في السلطنة ودوّل الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا كانت السلطنة مستوفية كل الشروط، من جانب، وأن السلطنة تعتبر دولة آمنة وتملك شهادة دولية بصفر إرهاب، الأمر الذي يتطلب حصول رعاياها على معاملة خاصة في مثل هذه الحالات. 

تعاون

يقول عبدالعظيم بن عباس البحراني الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عمان: إن العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري بين الدول يساهم بشكل كبير في تسهيل وإيجاد علاقات سياسية واجتماعية متزنة، كما أنه يساهم في خلق بيئة استثمارية جاذبة، ويشجع على انتقال واستثمار رؤوس الأموال من قبل جميع الأطراف.

وأضاف البحراني: لا شك إن الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية من أجل الوصول إلى اتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي لإلغاء تأشيرة شنغن سيعمل بشكل كبير ومباشر على تعزيز التجارة، وفتح فرص جديدة للمستثمرين ورواد الأعمال، لاسيما وأن السلطنة أصبحت تتبوأ مراكز متقدمة دوليا في العديد من العناصر المهمة والتي من بينها تصدر السلطنة المرتبة الأولى على مستوى العالم في مؤشر وقوع الإرهاب، والذي يعكس خلو الهجمات الإرهابية، ويعزى ذلك إلى الاستقرار السياسي والأمني للسلطنة في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم، وغيرها من المراكز المتقدمة في العديد من مؤشر التنافسية والذي بدوره يجعل السلطنة في مصاف الدول التي تتمتع باستقرار أمني ينعكس على رجال الاعمال والمستثمرين العمانيين وعموم المواطنين.

وأضاف البحراني قائلا: نرى بأن الدول الأوروبية تمثل شراكة لها طابع استراتيجي للسلطنة نظير ما يضمه الاتحاد الأوروبي بأعضائه الـ 27 من قدرات اقتصادية متطورة تشمل مختلف الجوانب، ويهم القطاع الخاص العماني تعزيز العلاقات مع دول الاتحاد والاستفادة من الأنشطة المتعلقة بنقل المعرفة والتقنية في مجالات الطاقة والبيئة والزراعة والتصنيع والتعليم وغيرها من القطاعات.

تراجع

مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين السلطنة والاتحاد الأوروبي شهدت منحنى تنازليا خلال الفترة الماضية، فقد انخفضت الصادرات العمانية إليها من 464.6 مليون دولار في عام 2015م إلى  291.2 مليون دولار فقط في 2017، أما واردات السلطنة السلعية من دول الاتحاد الأوروبي، فقد بلغت في عام 2017م حوالي 1.7 مليار دولار بنسبة 8.4% من إجمالي الواردات العمانية الكلية، وبالتالي نرى أن انخفاض قيم التعاون التجاري بين الجانبين يفتح مجالا اوسع لتطويره إلى مستويات أكبر وهي فرصة سانحة للجانبين ومن بين الطرق التي ستعمل على تسهيل وتقوية العلاقات التجارية والإستثمارية هي إلغاء تأشرة شنغن. 

واختتم حديثه قائلا: إن التسهيلات التي تقدمها الدول المختلفة والتي من بينها دول الاتحاد الأوروبي للمستثمرين ورجال الأعمال والسياح وتبسيط الحصول على التأشيرات وتأشيرة “شنغن” على وجه الخصوص يساعد على توطيد أواصر العلاقات الاقتصادية، ويجعلها أكثر قوة ويسهم في زيادة عدد السياح العمانيين الراغبين في زياره الدول الأوروبية والاستثمار فيها، والعكس صحيح بالنسبة للأوروبيين لزيارة السلطنة والتعرف على المناخ الاستثماري بالسلطنة وإيجاد مشاريع استثمارية وتجارية مشتركة.

انتخابات برلمانية
يقول رجل الأعمال جمعة بن درويش البلوشي، إن
ملف الطلب العماني لم يبت فيه حتى الان إلى ما بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في شهر مايو القادم وحتى يتم اختيار إدارة جديدة سيتم البت فيه مع الإدارة الجديدة.
وقال: لا يوجد لدي أدنى شك على موافقة الاتحاد الأوروبي في هذا الطلب، نظرا لما تتمتع به السلطنة من سمعة طيبة، وهي شريك أساسي مع الاتحاد الأوروبي في حل القضايا المتعلقة في المنطقة، هذا من الجانب السياسي، أما من الجانب الاقتصادي  فهناك شراكات قائمة بين دول الاتحاد الأوروبي والسلطنة.
أما عن الجانب السياحي فهناك كثير من العمانيين أما ان لديهم املاك عقارية أو زوار لهذه الدول ويتمتعون بسمعة جيدة، لذلك فإن دول الاتحاد الأوروبي  سترحب بقبول الطلب العماني والموافقة عليه.
زيادة
ويؤكد المهندس محمد بن محمود الزدجالي مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة، نائب رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن قرار الغاء تأشيرة شنغن عن المواطنين العمانيين سوف يساهم في زيادة الحركة السياحية من السلطنة الى دول الاتحاد الأوروبي حيث سيكون السفر سهلا.
وقال، كما ان ذلك سيعمل على زيادة رحلات الطيران العُماني الى عديد الوجهات في دول “الشنغن”، وهذا سيعمل ايضا على تعزيز الجوانب الاقتصادية والتجارية بين السلطنة والاتحاد الأوروبي.
تبادل 
من جانبه، يؤكد المهندس حمود السعدي رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان في محافظة جنوب الباطنة: إن إلغاء تأشيرة شنعن سيساهم بشكل كبير ومباشر في نمو وتعزيز الحركة السياحية بين السلطنة ودول الاتحاد الأوروبي من خلال تبادل الوفود السياحية بين الجانبين العماني والأوروبي وزيادة عدد الرحلات الجوية، خاصة وأن إلغاء التأشيرة سيسّهل دخول المواطنين العمانيين لعدد كبير من الدول الأوروبية، أضف إلى أنه سيمنح السلطنة ميزة إضافية تشجع السائح الأوروبي على زيارة السلطنة واكتشاف معالمها السياحية وبالتي يساعد في في تنشيط الحركة التجارية في السلطنة.
واضاف: أما في الجانب الاقتصادي فإن إلغاء التأشيرة سيعزز من مكانة السلطنة الاقتصادية وسيخلق العديد من الفرص الاستثمارية للمستثمر الأوروبي، وزيادة حجم التبادل التجاري بين السلطنة ودول الاتحاد الأوروبي، بجانب وصول المنتج العماني الذي يتميز بالجودة العالية إلى السوق الأوروبي الذي يركز على المنتجات التي تنطبق مع المواصفات القياسية الأوروبية.
 
فوائد متعددة 
ويقول الاعلامي خلفان الطوقي: الفوائد التي سيجنيها المسافر العماني من الغاء شنغن لن تكون فقط للفرد وإنما للمؤسسات، وآثارها لن تكون قصيرة المدى، وإنما ستكون طويلة المدى ايضا، ولن تكون آثار شخصية فقط، كما يتوقعها البعض، بل آثار اقتصادية وتجارية وسياحية.
ويشير الطوقي فعلى الجانب المباشر والمدى القصير سيتمكن العماني من السفر بشكل مباشر وميسر إلى جميع الدول التي تقع تحت مظلة الاتحاد الأوروبي دون عناء، وستكون لديه خيارات واسعة للسفر، وإذا نظرنا للموضوع من جوانبه الأخرى، فإن المسافر العماني سيكون منفتحا آخر ومطلعا على ثقافات أخرى، وخاصة أن الثقافات الأوروبية منفتحة ومتقدمة من جوانب مختلفة، ايضا علينا ألا ننسى أنه في حال زاد سفر العمانيين، فإنه سيلتقي بأعداد كبيرة من الاوروبيين، مما سيمكنه للترويج للسلطنة، واقناعه بزيارة والاستثمار في السلطنة، والاطلاع على الفرص السياحية أو التجارية ايضا، فالاثار لن تكون لحظية، وإنما سيكون ثأثيرها على المدى القصير والمتوسط والطويل.
وقال علينا أن نستذكر أن شركة الطيران العماني ستعمل بشكل أفضل، حيث أن الكثير من هذه الخطوط بها نسب أقل من العمانيين مقارنة بالخطوط الاخرى، كما علينا أن نتذكر أن مكاتب الطيران ستعمل من حجم أعمالها، ايضا ستتجع شركات الطيران العالمية لفتح خطوط من وإلى السلطنة وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، كل هذا سيعزز من النشاط التجاري والسياحي من وإلى السلطنة وسيفتح آفاقا جديدة لم تكن موجودة من قبل، وإني على ثقة بأن وزارة الخارجية العمانية تعتبر أن هذا الموضوع في غاية الأهمية وستضعه في قمة أولوياتها في المستقبل.
زيادة الحركة السياحية
وأكد بدر بن ناصر الحجري صاحب شركة الكثبان الذهبية للسياحة، أن السياحة العمانية الى أوروبا مع إلغاء تأشيرة شنغن سوف تزيد من الحركة السياحية والتجارية وخاصة أن الطيران العماني يطير الى وجهات كثير في أوروبا.
كما سيساهم ذلك في فتح وجهات جديدة للطيران العماني الى أوروبا مع وجود سياح من السلطنة الى تلك الوجهات، وبالتالي امكانية استقطاب سياحة معاكسة الى السلطنة مع توفر الجسر الجوي. كما يعزز من معرفة الاوروبيين بالسلطنة من خلال السياح العمانيين الذين سوف يسافرون الى دول الاتحاد الأوروبي.
وأشار الحجري إلى اننا في فصل الصيف احيانا ننتظر لمدة شهر حتى نأخذ موعد من السفارة وهذا فيه مشقة وتعب وانزعاج كبير، كذلك البعض لديهم بعض الابناء يدرسون في الخارج اذا حدث عندهم اي شي طارىء كيف يستطيع المواطن العُماني السفر في نفس اليوم على سبيل المثال اذا لم يكن عنده تأشيرة مسبقة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*