بقلم: د. رجب بن علي العويسي | في ظل النمو الذي يشهده قطاع التسوق بالسلطنة، والتوسع في مراكز التسوق الكبرى ( المولات) في محافظة مسقط وبعض ولايات السلطنة، فـ : سيتي سنتر مسقط وبانوراما مول مسقط ، وعمان افينيوز مول، وجراند مول مسقط والعريمي بوليفارد، والتوقعات بشأن مسقط مول وعمان مول وغيرها كثير، إضافة اقتصادية تشهدها عمليات التسويق للبضائع والمنتجات والخدمات العالمية، وشواهد اثبات تضيف إلى عشرات المراكز الحالية والقادمة مساحات أوسع للتسوق والترويح والاستجمام والتنزه العائلي.
وتشير المؤشرات السياحية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إلى أن اجمالي عدد الزوار القادمين إلى السلطنة حتى شهر نوفمبر من عام 2018 بلغ (2.8) مليون زائر، كما بلغ عدد القادمين إلى السلطنة في شهر نوفمبر الماضي 268 ألف بزيادة بلغت 4.6 عن نفس الفترة من عام 2017، حيث احتل الخليجيون المرتبة الأولى بنسبة بلغت (39%) في حين أن الجنسيات الهندية والبريطانية والألمانية في المرتبة التالية بنسبة بلغت بالترتيب ( 13.9%)، و(5.7%)، و(3.6%) وهو عدد مرشح للزيادة الفائقة في عدد القادمين للسلطنة خاصة في هذه الفترة الممتدة من شهر ديسمبر وحتى شهر مارس، ولمّا كان لمراكز التسوق الكبرى (المولات) في العديد من الدول أو المدن الاقتصادية والتجارية العالمية، رقما صعبا، في نشاطها الاقتصادي ونموها السياحي، فإنه ينتظر منها إسهاما أكبر في تعزيز المسار السياحي الوطني في الفترة المقبلة.
على أن تحقيق هذا التحول بات مرهونا بحجم العمليات التطويرية والترويجية والتسويقية، وكفاءة الإدارة والجودة في الخدمة التي تقدمها هذه المراكز للمستفيدين منها، بحيث تطرح في خطة عملها زيادة المساحة المتاحة لعمليات الجذب السياحي، سواء في توفير المواقف المستوعبة لأعداد القادمين، وسرعة الوصول إليها من خلال التوسع في الطرق البديلة والجسور المرتبطة بها مباشرة لتجنب الازدحام، بالإضافة إلى نوعية الخدمة وجودتها وحالة الابهار وزيادة المحطات الاستيعابية، من حيث زيادة أعداد المطاعم والمقاهي العالمية والمحلية المشهورة، أو في خصوصية المكان وما يوفره من بيئة للاسترخاء والتنزه العائلي، وأماكن للترفيه وتجمع الأصدقاء، بالإضافة إلى ما يمكن أن تحتويه من وجود صالات البولينغ والتزلج والحدائق المائية والألعاب لمختلف الفئات، أو بما يمكن ان تفتتحه من مراكز ثقافية وفنية وسينما وغيرها من المساحات الجاذبة للتسوق العالمي.
إن صناعة تحول في دور هذه المراكز ونقلها من مجرد كونها منصات للتبضع والتسوق، إلى جعلها واجهة سياحية قادمة، وبوابة عبور لتمكين السياحة الوطنية ( الداخلية والوافدة ) على حد سواء من أن تنشط بشكل أكبر، يضع أمام هذه المراكز، مسؤولية البحث عن بناء معايير جديدة للتميز والتنافسية والاستيعاب في شكل هوية التسوق والترفيه والمفاهيم المرتبطة بهما، لا تقتصر على احتضان العلامات التجارية العالمية وتعزيز حضورها وتقديم أحدث خدماتها في السوق العماني، بل في تبنيها لمبادرات نوعية في مختلف أشكال الخدمات التي تقدمها، عبر مراعاة الاحتياجات المتنامية لمختلف الفئات العمرية والمهنية، في ظل ذائقة جمالية وأسلوب عصري راق، يتسم بالتنويع ويجمع بين البساطة والعمق والعالمية والتجديد، بشكل يستوحي من خصوصيات المجتمع والثقافة العمانية، منطلقات للتميز ومسارات لمزيد من الجاذبية والابهار والاستمتاع.