ستوكهولم – شينخوا|
تمتع السيّاح الصينيون الزائرون لأوروبا خلال عام السياحة بين الاتحاد الأوروبي والصين 2018 بطرق أكثر ملاءمة بالنسبة للسفر وطرق الدفع، كما اقتربوا بشكل أكبر من الثقافات الأوروبية.
أعمق وأوسع
وفي مقابلة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، قال ولفجانج جورج أرلت، مدير معهد أبحاث السياحة الخارجية في الصين، إنه على عكس الأنماط السابقة لمشاهدة المعالم السياحية والتسوق على نحو سريع، زار السياح الصينيون القادمون إلى أوروبا العديد من الوجهات السياحية لوقت أطول، كما كان لديهم اهتمام أكبر بالتفاعل مع السكان والفن والثقافة على المستوى المحلي هناك.
وخلال الدورة الأولى لمنتدى السياحة الصيني-الفرنسي الذي عُقد في وقت سابق الشهر الجاري، قالت باتريشيا بارتيليمي، مديرة قسم الترويج والتسويق التابع لمكتب باريس للمؤتمرات والزوار “على عكس جولات المجموعات التقليدية، يختار المزيد من الشباب الصينيين التدفق الحر للسفر داخل فرنسا، مع إيلاء مزيد من الاهتمام بالثقافة والفنون والرغبة في الذهاب إلى مدن أخرى خارج باريس. لقد شاهدنا هذه التغييرات.”
تجارب مخصّصة
وإلى جانب الترويج لوجهات سياحية أقل شهرة، كان الهدف من عام السياحة الأوروبي-الصيني 2018 تحسين تجارب السفر والسياحة لدى السياح الصينيين.
فهذا أرلت يقول “قامت الوجهات السياحية الأوروبية ومقدمو الخدمات هناك بالكثير خلال السنوات الأخيرة بغية تقديم خدمات تبدأ من أنظمة الدفع ومرورا باختيار الأطعمة ووصولا إلى أنشطة مخصّصة تقدمها للصينيين.”
وأوضح بير شابيرا، مدير مكتب باريس للمؤتمرات والزوار، أن المكتب يولي أهمية كبيرة للسوق الصينية ويهتم بشكل خاص بالزوّار الصينيين، إزاء التوسّع الكامل، مضيفا أن “السوق الصينية بلا شك واحدة من أكثر الأسواق الواعدة التي يتعين علينا تطوير خدمات تكنولوجية ملائمة لها.”
وأضاف شابيرا أنه من أجل جذب هذا الجيل الجديد من المسافرين المتواصلين بشكل كبير جدا، افتتح المكتب في مارس 2018 حسابه الرسمي على (ويبو)، منصة التواصل الاجتماعي الرائدة في الصين، ومنذ ذلك الحين اجتذب الحساب ما يقرب من 10 آلاف متابع. وبعد ثلاثة أشهر، افتتح المكتب حسابه على (وي تشات)، منصة شعبية أخرى في الصين.
وأضاف “قمنا بأشياء كثيرة لتسهيل حياة السياح الصينيين في الفنادق، بالطبع، ولكن قمنا أيضا بتسهيل طرق الدفع. يمكن للسياح الصينيين الآن الدفع عبر الهاتف الذكي من خلال منصة (عليبآي) أو(وي تشات بآي)، ما يُجنّبهم مخاطر حمل النقود.”
وللمساعدة في تسهيل سفر السياح الصينيين إلى أوروبا، شاهدنا تسهيلات في إصدار التأشيرات وارتباطية جوي أكثر ملاءمة في بعض الدول الأوروبية.
ونوّه شابيرا إلى أنه “في 2018، جرى إطلاق المزيد من الرحلات المباشرة من المدن الصينية (جينان وفوتشو وتشونغتشينغ وشنتشن) إلى باريس، ما يسهل على السياح الصينيين السفر إلى فرنسا وأوروبا.”
توقعات بمزيد من النمو
وبالنظر إلى المستقبل، تأمل صناعة السياحة الأوروبية في رؤية المزيد من التقدم في التبادلات الشعبية بين الاتحاد الأوروبي والصين، على رأس إنجازات عام السياحة الأوروبي-الصيني.
وقال أرلت إن “الاتفاق على الاحتفال بعام السياحة لم يكن مع بلد واحد فقط، بل مع جميع دول الاتحاد الأوروبي. وأكدت الصين على الأهمية التي أُعطيت للاتحاد الأوروبي فيها والأهمية التي توليها الصين لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.”
وأضاف “خلال 2018، أصبحت الحاجة إلى العمل سويا للحفاظ على عالم يتحرك في اتجاه التجارة الحرة والتبادل الحر بين الأفراد والبضائع والأفكار أكثر وضوحا نظرا لأن النزعات القومية وكراهية الأجانب باتت مهيمنة في عدد من البلدان. وكان عام السياحة الأوروبي-الصيني 2018 أحد العناصر الداعمة لزيادة التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي.”
وقال أرلت إنه “من المؤكد أن السياحة بين الصين وأوروبا ستواصل النمو، سواء بالنسبة للسفريات التجارية، التي من بينها تلك القائمة على مبادرة الحزام والطريق، أو السياحة الترفيهية القائمة على العدد الهائل من الكنوز الثقافية والطبيعية التي يقدمها الجانبان.”