الرستاق – العمانية|
وادي “الحاجر” بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة إحدى الوجهات السياحية والتاريخية في الولاية، ويعتبر من الأودية التي تمتلك مقومات سياحية وطبيعية، حيث الانسجام ما بين الجبال والوديان والخضرة وزرقة السماء، ويمتاز بالمناظر الخلابة والهواء المعتدل اللطيف.
ويقع الوادي غرب ولاية الرستاق ويبعد عن مركزها حوالي 50 كيلومترًا، ويتبع إداريًا نيابة “الحوقين” ويبعد عن مركز ولاية السويق التي تقع في جهة الشرق منه حوالي 45 كيلومترًا، ويحدّه من الغرب وادي “بني غافر”.
يقول الشيخ زاهر بن غصن المعمري شيخ قرية “حاجر بني عمر” لوكالة الأنباء العمانية: “يتمتع وادي “الحاجر” بمقومات سياحية وطبيعية تجعل منه وجهة سياحية مميزة للزوار والسيَّاح القادمين من داخل الولاية وخارجها، وتتناثر قراه حول حوافّه وروافده متخذة أسماء عديده منها: ( الغروة، وصلح، والظويهر، وديسلي، والغبرة، والمحدوث، والفجري، والسودي) وغيرها”.
ويحتوي الوادي على العديد من نماذج الحياة الفطرية والبرية والمعالم الحضارية والتاريخية والأماكن السياحية، وتحيط به السلاسل الجبلية الشامخة، إضافة إلى الموروث التاريخي والحضاري الموغل في القدم.
ويتمثّل ذلك في الحصون الأثرية الموجودة في الوادي كحصن “ديسلي” وحصن “الشعرة” المعروف ببيت “العود” وقبور الألف الثالثة والألف الرابعة قبل الميلاد، إلى جانب الكتابات الصخرية العربية الموثقة للأحداث السياسية والأدبية والتي يعود بناء بعضها إلى أكثر من 200 عام، بالإضافة الى وجود خمسة أبراج دائرية منها برج “السودي” الذي شيد عام 1109ه وبرج “الفجري” وبرج “الشريجات” والمساجد الأثرية كمسجد “الحجرة” ومسجد “صلح” ومسجد “المزرع” ذات المحاريب الصغيرة.
ويمتاز سكان وادي “الحاجر” بتشبثهم بالتاريخ المعنوي المتمثل بالعادات والتقاليد وإقامة عدد من الفنون التقليدية كالرزحة والعازي العماني الأصيل.
وتعدّ الزراعة من المهن الرئيسية التي يمارسها سكان الوادي خاصة زراعة النخلة بأصنافها المختلفة وزراعة المحاصيل الموسمية كـ ” الأعلاف” و”الثوم” و”البصل” و”العنب”، بالإضافة إلى قيامهم بتربية نحل العسل، وامتهان حرفة الرعي التي ما تزال تمارس حتى وقتنا الحاضر، إلى جانب اهتمامهم بصناعة الفخاريات والفضيات والجلديات.
من جانبه قال خليفة بن سيف المعمري عضو المجلس البلدي بولاية الرستاق، حظي الوادي منذ بزوغ فجر النهضة المباركة بالعديد من المنجزات الحكومية في كافة المجالات كمدرسة “حاجر بني عمر” التي بنيت في عام 1982م، والطرق المسفلتة التي تربط الوادي بشكل مباشر بولايتي السويق والرستاق، إضافة إلى إنشاء شبكة من الطرق الداخلية وأعمدة الإنارة وشبكات الاتصال المختلفة، وشبكات محطات المياه، ويعدّ الوادي محطة جذب للكثير من الزوار والسيَّاح لما يتمتع به من مقومات سياحية حيث وفرة المياه والخضرة والمناظر الطبيعية.