دبي – يوسف بن أحمد البلوشي |
هي دبي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى في قواميس اللغة، فهي لا تعني أنها مدينة أعلى برج في العالم ” برج خليفة” بطول 828 مترا، ولا أكبر مول تجاري ” مول دبي” ولا بجزرها الاصطناعية في الخليج العربي.
دبي مدينة حالمة، تحقق حلم كل من يزورها، عرفت طريق البناء التنموي منذ بدايات حكم الشيخ راشد بن سعيد الذي خطط لبناء مدينة عصرية تضاهي مدن العالم.
وتواصل مشروع دبي العالمي لتكون هذه المدينة في قلب دول الخليج واحدة من النماذج في التنمية الحديثة والعصرنة وحاضرة المستقبل.
سابقت دبي العالم في تحويل واحة كانت تتناثر فيها المباني الصغيرة ولا يوجد بها الا عدد محدود من الفنادق والمحلات التجارية، وكان مطارها صغيرا لا يذكر في حركة المسافرين او السياح.
وحينما تقلد الشيخ محمد بن راشد، حكم دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد، أعاد الشيخ محمد دبي لروح العالم وسجل دورا كبيرا في بناء حديث يسابق الزمن ولا يعرف المستحيل.
دبي اليوم تسجل نموذجا حيا في بلدان العالم العربي والغربي، يتهافت عليها الجميع ووضعت أسمها كنموذج حي، ودبي كما يطلق عليها بلاد الحي.
قبلة سياحية
تسجل دبي اليوم على أنها أحدى الوجهات السياحية العالمية، وأعجوبة العصر الحديث، التي تستقطب السياح والزوار، فهي مدينة أوجدت لنفسها سياحة من لا شيء، وحينما لا يوجد مستحيلا، يكون النجاح حليفا، ومع الخطط والنظرة المستقبلية تتقدم المدينة بخطى ثابتة في كل شيء.
دبي اليوم تشتهر بأفضل الفنادق العالمية، وتحتضن دبي اليوم أكثر من 111 ألف غرفة فندقية، ما يضعها ضمن أفضل 10 مدن في العالم من حيث عدد من الفنادق، إلى جانب نيويورك ولندن، ناهيك عن مراكز التسوق التي يسيل لها لعاب المتسوقين من مختلف دول العالم.
وهناك القرية العالمية التي تفتح أبوابها من نوفمبر الى إبريل من كل عام لتسجل نموذجا في المدينة العالمية للتسوق المفتوح الذي يبهر الزوار.
وتملك دبي الشواطىء الجميلة التي تحولت الى منتجعات ومراكز ترفيه، ففي شاطىء جميرا هناك برج العرب المشهور وفندق القصر وغيرها من الفنادق التي تمتد الى منطقة المارينا، وفِي مواجهتها فندق انتلانتس في النخلة التي أصبحت واحدة من الجزر الاصطناعية في قلب دبي. وبجانب ذلك بلو ووتر وعين دبي.
وإذا ما ذهبت الى الصحراء تجد مجموعة من الفنادق مثل باب الشمس ومنتجع المها الصحراوي، وهناك ايضا مدينة حتا التي أخذت تنهض سياحيا لتكون قبلة جديدة لدبي كمنطقة جبلية حيث يوجد بها منتجع “حتا وادي هب” الذي يشكل إضافة جديدة لاستغلال الوجهات السياحية. وهناك مشروع ميدان للخيول الذي تتسابق على مضماره اشهر الخيول في العالم في نهاية مارس من كل عام عبر سباق دبي العالمي.
جذب سياحي
عرفت دبي في بدايات نهضتها عبر مهرجان دبي للتسوق الذي جذب السياح مع تسهيلات التأشيرات للزوار من دول العالم، حتى أصبح هذا المهرجان واحدا من المهرجانات العالمية التي فتحت بوابة السياحة الى دبي، بجانب وجود شركة طيران الإمارات التي أصبحت هي الأخرى عنوان دبي الى العالم التي تحمل علم الإمارات بألوانه الأربعة ” الابيض والأخضر والاسود والأحمر” وتمتلك أسطولاً يضم أكثر من 265 طائرة تحلق إلى أكثر من 155وجهة في أكثر من 80 دولة حول العالم، فيما تنطلق أكثر من 1500رحلة لطيران الإمارات من دبي أسبوعياً في طريقها إلى وجهات في 6 قارات.
وإذا كانت دبي قد نجحت في وجود أول مترو في دول الخليج فإنها أيضا عملت على تنمية مدن عدة داخل مدينة دبي والتي أصبحت تشكل وجهات سياحية منها منطقة الخليج التجاري وبوليفارد محمد بن راشد والامارات مول ومنطقة المارينا ومدينة الفيستفال، كلها مناطق ووجهات جذب تجارية وسياحية وترفيهية.
كما عُرفت دبي بأنها واحدة من المدن التي تستقطب المعارض والمؤتمرات والتي تشكل أحد ركائز دعم سياحة المؤتمرات والمعارض والتي عرفتها دبي منذ بدايات نهضتها من خلال معرض سوق السفر العربي الذي بدأ صغيرا حتى أصبح اليوم واحدا من المعارض الدولية في السياحة يقارع معرض برلين ومعرض لندن بخلاف المعارض الأخرى المتخصصة والمؤتمرات الدولية التي تشغل أعداد الغرف الإيوائية لفنادق دبي.
بوابة عالمية
أصبح مطار دبي الدولي واحدا من أكبر المطارات الدولية وبوابة عالمية تنافس مطارات العالم مثل مطار هيثرو وغيرها والذي يستخدمه اكثر من 65 مليون مسافر سنويا.
لعب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بفكره وسياسته الاقتصادية والسياحية وانفتاحه على العالم، دورا محوريا في نهضة دبي، وأصبح واحدا من نماذج القيادات العربية في التنمية ومحفزا للشباب وباعث السعادة في نفوس النشء، فهو القائد التنموي والشاعر والفارس.
إكسبو دبي
نجحت دبي بفكر الشيخ محمد بن راشد في منافسة عدد من الدول للفوز باستضافة إكسبو 2020. وسوف يضم هذا الحدث العالمي حوالي 190 دولة تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”.
وحسب ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي والمدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، فإن ” إكسبو 2020 دبي يقدم لكل دولة من مختلف أنحاء العالم الفرصة للتعريف بثقافتها وأفكارها وابتكاراتها، وعرض كل هذا للملايين من الزوار”.
وينطلق إكسبو 2020 دبي من أكتوبر 2020 وحتى إبريل 2021، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 25 مليون زيارة، وأن يأتي نحو 70 بالمئة من زواره من خارج الإمارات، وهي أعلى نسبة من الزوار الدوليين في تاريخ إكسبو الدولي.
بيئة ترفيهية
تركز دبي اليوم على أهمية تنوّع الحدائق الترفيهية في دبي بما يعزز النمو السياحي، حيث تحتضن أكبر حدائق ترفيهية في المنطقة. وارتفع عدد الزائرين إلى تلك الحدائق 33% سنوياً خلال الأشهر التسعة الأولى من 2018 إلى 1.96 مليون زائر.
وأدى هذا النمو في النشاط الترفيهي إلى ارتفاع معدل الإشغال الفندقي في دبي 97% في المتوسط في الفنادق ذات الطابع العائلي في نفس الفترة (التسعة أشهر الأولى) مقابل من 30% العام الماضي إلى 59% العام الجاري.
كما ارتفع عدد السياح القادمين إلى دبي أيضاً، حيث استقبلت الإمارة 10.44 ملايين سائح في الأشهر الثمانية الأولى مقابل 10.4 ملايين سائح في نفس الفترة من عام 2017.