قطر تنتظر موسما واعدا لقطاع السياحة البحرية وتوقعات بارتفاع كبير في أعداد السياح

الدوحة – قنا |

يتوقع أن يشهد عدد السائحين القادمين عبر الرحلات البحرية السياحية إلى دولة قطر ارتفاعا كبيرا خلال الموسم الحالي والذي بدأ منذ قرابة الشهر ويستمر حتى شهر مايو المقبل.

ومع إعلان قطر انطلاق موسم الرحلات البحرية السياحية (2019/2018) في الثاني من أكتوبر الماضي باستقبال ميناء الدوحة أول سفينة سياحية بالموسم، فإن الهيئة العامة للسياحة في قطر توقعت بأن يكون هذا الموسم هو الأكثر ازدحاما منذ أن بدأ تطوير قطاع السياحة البحرية في قطر.

وتتوقع الهيئة وصول 43 سفينة سياحية إلى ميناء الدوحة خلال الموسم الحالي، تحمل على متنها قرابة 140 ألف زائر أي بزيادة تبلغ نحو 115 بالمائة عن الموسم السابق.

كما سيشهد نفس الموسم تدشين 10 سفن سياحية جديدة لأولى رحلاتها نحو الدوحة، من بينها السفينة العملاقة “كوين ماري 2″، التي يصل طولها إلى أكثر من 345 مترا ويمكنها استيعاب نحو 4 آلاف راكب من بينهم طاقمها البالغ 1253 فردا.

مؤشر آخر يؤكد على الزخم المتوقع لهذا الموسم من الرحلات البحرية السياحية وهو استقبال ميناء الدوحة أكثر من سفينتين سياحيتين عملاقتين في الوقت نفسه، وهو حدث سيتكرر 5 مرات خلال الموسم ذاته، مما يعكس قدرة الميناء على التعامل مع النمو الكبير في قطاع السياحة البحرية.

وفي دلالة أخرى على زخم الموسم الحالي للرحلات البحرية فإن العديد من البواخر السياحية ستقوم برحلاتها الأولى لدولة قطر قبيل شهر مايو المقبل، حيث ستقوم الباخرة “عايدة بريما” التابعة لشركة “عايدة كروزس”، وباخرتان تابعتان لشركة “كوستا كروزس”، برحلاتها الأولى لميناء الدوحة، مع توقعات بوصول عدد الركاب القادمين على متن هذه السفن لأكثر من 37 ألف راكب.

وكانت الهيئة العامة للسياحة قد وقعت عددا من اتفاقيات التعاون مع أهم وأكبر شركات السياحة البحرية، من بينها عقد شراكة مع كل من شركة “عايدة كروزس” الألمانية، وشركة “كوستا كروزس” الإيطالية، تقوم بموجبهما الشركتان بوضع قطر على خارطة الوجهات السياحية التي تقوم بها البواخر التابعة لها في المنطقة، بالإضافة إلى التعاون في تجهيز وتنفيذ عروض ترويجية للمسافرين على متن تلك الرحلات.

وحققت السياحة البحرية في قطر طفرة كبيرة من حيث ارتفاع أعداد الزائرين على متن البواخر السياحية، خلال الموسم / 2017 2018/ حيث كانت هناك 22 رحلة بحرية، واستقبلت قطر أكثر من 65 ألف زائر حينها، بنسبة نمو بلغت 39 بالمائة عن الموسم السابق.

وتتوقع الهيئة العامة للسياحة أنه خلال موسم /2019 2020/ أن يبلغ عدد الزائرين لقطر عبر السياحة البحرية حوالي 200 ألف زائر، وبحلول عام /2021-2022/ 300 ألف سائح.

وترى الهيئة العامة للسياحة أن قطاع السياحة البحرية يعد جزءا أساسيا في دعم القطاع السياحي في قطر، لما تتميز به الدولة من موقع جغرافي في قلب الخليج العربي.

التطور الواعد في قطاع السياحة البحرية هو مجرد جزء من صورة أكثر بريقا حققها القطاع السياحي في دولة قطر بعد أن قطع شوطا كبيرا في تحقيق مستويات مميزة من النمو الملحوظ، في ظل تفعيل الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2017 2023، والتي حددت ملامح المرحلة المقبلة لهذا القطاع وتطوره.

وتمكنت قطر من أن تحقق تقدما في مكانتها السياحية لتصبح الوجهة الأكثر انفتاحاً في منطقة الشرق الأوسط والثامنة على مستوى العالم كما دخلت ضمن أفضل 3 مناطق للسياحة البحرية عالميا، وذلك في ظل مراجعة دورية لسياسة التأشيرات بشكل مستمر من جانب الجهات المعنية بها، حيث عملت تلك الجهات على إعفاء مواطني 88 دولة عبر العالم من تأشيرة الدخول إلى الأراضي القطرية ودون الحاجة لدفع أي رسوم.

وأفضت تلك السلسلة من التسهيلات الخاصة بسياسة التأشيرات الخاصة بها، إلى تقدمها من المرتبة 177 عالميا في عام 2014، إلى المرتبة الثامنة على مستوى العالم في 2018، بفارق 71.3 نقطة بين المرتبتين.

وشهد النصف الأول من عام 2018 نموا ملحوظا في أعداد الزوار لدولة قطر بالمقارنة مع النصف الأول من العام 2017، فعلى سبيل المثال سجلت أعداد الزوار القادمين من الهند زيادة نسبتها 18 بالمائة والصين (43بالمائة) فيما سجلت روسيا أكبر نسبة نمو وهي 366 بالمائة.

وفي سبتمبر 2016 وقعت الهيئة العامة للسياحة في قطر والخطوط الجوية القطرية ووزارة الداخلية في قطر وشركة “في أف أس جلوبال” العاملة في خدمات التأشيرات، اتفاقية استهدفت إطلاق منصة إلكترونية عبر شبكة الإنترنت لتقديم طلبات التأشيرات وإصدار التأشيرات الإلكترونية.

وأدت الخدمة الجديدة، التي أطلقت في 2017، إلى إحداث نقلة نوعية في تسهيل وصول الزوار إلى قطر، وذلك بفضل نظام جديد أكثر كفاءة وشفافية في تقديم طلبات التأشيرات، في ظل رسوم عادية، وفي الشهر نفسه، تم تطبيق إجراءات وترتيبات جديدة لتسهيل عملية نزول ركاب البواخر السياحية.

وقبل نهاية السنة، أطلقت قطر تأشيرة عبور مجانية تبلغ مدتها 96 ساعة، وهو ضعف المدة التي كان يسمح خلالها ببقاء المسافرين العابرين في قطر، ومن ثم زيادة الاستمتاع بالعروض والمزايا السياحية التي توفرها البلاد لزوارها.

أما في أغسطس 2017، فقد أعلنت قطر عن إعفاء مواطني أكثر من 80 دولة من تأشيرات الدخول ورسومها، تبع ذلك في سبتمبر من نفس العام، إتاحة قطر نظام إخطار السفر الإلكتروني لزوارها من جميع الجنسيات ممن يحملون تصريحا بالإقامة أو تأشيرة سارية من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا أو بلدان اتفاقية شنجن.

ويسهم القطاع السياحي بنسبة 6.7 بالمائة بشكل مباشر وغير مباشر في الناتج المحلي لدولة قطر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*