متحف قطر الوطني.. وردة الصحراء جسر ثقافي بين ماضي قطر وحاضرها

الدوحة -العمانية – فانا|

يُعد متحف قطر الوطني من أبرز المشروعات الثقافية في دولة قطر وأكثرها طموحا، حيث يؤكد التزام قطر المتواصل بالتحول لمركز ثقافي عالمي ، ويرتقب محبو المتاحف في قطر والعالم، الافتتاح الرسمي لمتحف قطر الوطني.

وكانت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، قد أعلنت في وقت سابق عن هذا الحدث الكبير الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة.

وسيحتفي المتحف بتراث دولة قطر، وسيمنحها صوتا تعبّر من خلاله عن احتضانها للماضي واستشرافها للمستقبل، ليكون جسرا يربط بين ماضي الأمة الثري بحاضرها المتنوع والمنفتح على العالم.

وتم بناء المتحف الجديد حول القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، أحد أشهر معالم الدوحة التراثية، التي تشير إلى نمط الحياة القديم في قطر، وسيكون القصر القديم واحدا من أهم صالات العرض في المتحف الجديد بفضل تميز موقعه.

ووضعت متاحف قطر، هوية بصرية جديدة لمتحف قطر الوطني، عبر حملة مبتكرة مصممة خصيصا لزيادة وعي الزوار بالمتحف ورسالته، وتتميز تلك الهوية ببراعة وجمال تصميمها المستوحى من ثلاثة أبواب في المتحف الوطني القديم، لتشير إلى ماضي دولة قطر وحاضرها ومستقبلها، لتجسّد بذلك الرسالة الرئيسية للمتحف والمعاني الرمزية التي يحملها.

كما تتسم الهوية الجديدة بلونها المميز، وشكلها اللافت للنظر، وتصميمها المتقن، حيث تجتمع هذه العناصر معا، لتشكل رسالة بصرية بسيطة في ملامحها وقوية في مضمونها، لتكون معبرة عن مكانة قطر في العالم.

ومن أجل إشراك الجميع لتكون له بصمة في هذه المعلمة الحضارية، دعت متاحف قطر المواطنين والمقيمين في دولة قطر للمشاركة في بناء محتوى متحف قطر الوطني.

وقالت الشيخة المياسة في تصريح بالمناسبة : إيمانًا مني بأن متحف قطر الوطني ملك لكل قطري، بل هو جزء من تاريخه وامتداد لجذوره وانعكاس لهويته، أتشرف بدعوة جميع المواطنين والمقيمين بالمشاركة في بناء محتوى متحف قطر الوطني بما لديهم من وثائق أو مقتنيات تمثل جزءًا من ذاكرة قطر وتاريخها ليتم تخليدها في المتحف.

وسيضم المتحف مقتنيات تاريخية وقطعا فنية معاصرة تروي فصول قصة الشعب القطري عبر التاريخ، مبحرا في أعماق الماضي ليلقي الضوء على تراث دولة قطر وحكايات أهلها مع البحر والصحراء. ولن يقتصر تجسيد هذه المعاني على مقتنيات وأنشطة المتحف فقط، بل ستنعكس أيضا في تصميمه المبتكر الذي استوحاه المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل من وردة الصحراء، ليكون المتحف المطل على كورنيش الدوحة تجسيدا ماديا ومعنويا للهوية القطرية. وبفضل هذا التصميم المتقن والمحكم، حصد متحف قطر الوطني الجائزة (

MIPIM Awards 20 ) الشهيرة عالميا، كأفضل مشروع مستقبلي وذلك لخصائصه المعمارية والهندسية المميزة. وسيكون المتحف مركزا للجمهور والطلاب وخبراء المتاحف بتقديمه العديد من التجارب الثرية والمتنوعة التي تلبي الرغبات المختلفة للجماهير، كما سيعمل على إعادة تعريف دور المؤسسات الثقافية وتعزيز روح المشاركة وتعريز الاستكشاف الفني والعلمي.

من جانب اخر تعتبر متاحف مشيرب معلماً مهماً ورئيسياً في مشيرب قلب الدوحة وهو أول مشروع لإعادة إحياء وسط مدينة مستدام وذكي في قطر. تحتفي متاحف مشيرب بتاريخ أربعة بيوت تراثية والتي بدورها تساهم في تحقيق رؤية مشيرب العقارية في تقديم أول مشروع مستدام في قطر، وتتمثل هذه البيوت بالتالي هي بيت بن جلمود الذي يؤدي دوراً محورياً في التوعية ومحاربة مظاهر الاسترقاق على مستوى العالم ، وبيت الشركة الذي يسلط الضوء على تاريخ النفط في قطر، وبيت الرضواني الذي يشكل نموذجاً لنمط حياة القطري في الماضي، بينما يحمل بيت محمد بن جاسم زائريه في رحلة إلى تاريخ منطقة مشيرب.

تقع المتاحف في الحي التراثي في قلب العاصمة القديم وتشكل جزءاً مهماً من تاريخ قطر. وتوفر المباني التي أعيد ترميمها والمعارض التي تضمها هذه المتاحف مساحة مهمة للمجتمع، للتعرف عن قرب على مختلف جوانب الحياة في قطر في الماضي قبل النهضة الاقتصادية الكبرى التي شهدتها.

وفي إطار مهمتها ورسالتها، عملت متاحف مشيرب على بناء روابط قوية وشراكات تعاون مع مؤسسات أكاديمية وثقافية من ضمنها جامعات ومدارس وبرامج بحثية ومعارض بهدف الاستفادة المتبادلة من هذه القدرات، إلى جانب ذلك، وفرّت متاحف مشيرب لزوار مكتبتها القدرة على مطالعة وتصفح مصادر المعلومات الرقمية التي تتيحها مكتبة قطر الوطنية.

وفي إطار انفتاحها على محيطها المحلي والإقليمي والعالمي، احتفلت متاحف مشيرب، باليوم العالمي للمتاحف 2018 الذي يوافق الثامن عشر من مايو من كل عام ، وقد أقيم هذا العام تحت شعار “تواصل مكثّف: مقاربات جديدة، جمهور جديد”،

وذلك وفق ما اختاره المجلس الدولي للمتاحف ” ايكوم ” واللجنة الدولية للأنشطة التعليمية والثقافية سي إي سي ايه / CECA. وخلال الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، تم الإعلان عن حصول متاحف مشيرب على جائزة “أفضل الممارسات” التي تقدمها اللجنة الدولية للأنشطة التعليمية والثقافية لتكون بذلك المتاحف ضمن خمس مؤسسات دولية فازت بجوائز اللجنة في هذا العام. ويعود فوز متاحف مشيرب بهذه الجائزة تقديراً لممارستها المميزة في المجال التعليمي ونشر الثقافة.

وفي إطار انفتاحها على محيطها، وتفعليها لدورها الثقافي شهدت متاحف مشيرب العديد من المعارض والفعاليات الثقافية ومن أهمها معرض”حنّا بنات قطر”، الذي أقيم بالتعاون مع كلية لندن الجامعية قطر، ويروي قصص ثلاثة أجيال من النساء هن الجدة والأم والبنات، حيث يروي قصصا لنساء قطريات، كان لاكتشاف النفط أثرا كبيرا في تغيير نمط حياتهن، بدءاً بالجدات القطريات مروراً بالأمهات ووصولاً إلى بناتهن.

يتنقل المعرض بين ثلاثة أجيال متعاقبة، مبحرا في أعماق ذاكرتهن وأفكارهن المتعلقة بالتعليم والعمل والموضة والحرف التقليدية والفن، ليرصد مظاهر التغيير التي طرأت على حياة النساء القطريات والموروث الذي بقي حيًّا، محتفيا بالنموذج الملهم الذي تقدمه هؤلاء النسوة وبقدرتهن على التكيّف مع الواقع المتغير عبر التاريخ.

وبطريقة إبداعية، صمم الطلبة خارطة لدولة قطر بها رمز المعرض (الجدة والأم والبنت)، ووزعوا عليها التواريخ المهمة في حياة المرأة القطرية، بدءا من افتتاح أول مدرسة رسمية للبنات عام (1957 ـ 1958)، مرورا بتأسيس جامعة قطر عام 1973، حيث كان للطالبة القطرية حضورا قويا إلى جانب أخيها الطالب القطري، ووصولا إلى عام 2017، حيث تم تعيين أول امرأة قطرية كمتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية.

كما استضافت متاحف مشيرب، بالشراكة مع المعهد الفرنسي في قطر، ندوة التصميم العالمي “ليلة الأفكار” لهذا العام تحت عنوان: (قوة الخيال: الدوحة 2022 – باريس 2024)، والتي تعد بمثابة مشروع عالمي تقام فعالياته حول العالم في وقت متزامن تحديداً من طوكيو إلى لوس أنجلس، مروراً بستوكهولم ووصولاً إلى جوهانسبرغ، حيث يجتمع الحضور والمختصون في هذا المجال لتبادل واكتشاف الأفكار.

وباستضافتها ملتقى هذا العام الذي اشتمل على مجموعة مميزة من قادة التصميم الهندسي والمعماري، تكون بذلك متاحف مشيرب ضمن قائمة المواقع الـ41 في القارات الخمس المشاركة باستضافة هذه المبادرة العالمية. متاحف قطر تعد فنانين للمشاركة في رسم خريطة التشكيل العالمية تقوم متاحف قطر حاليا بتنفيذ استراتيجية جديدة لإعداد جيل جديد من الفنانين التشكيليين القطريين، ليكون لهم مكانتهم على الساحة العالمية في مجال الفنون عبر مشاريعها المستمرة والتي تساعد على صناعة نجوم في مجال الفنون التشكيلية عن طريق الإعداد والتخطيط المدروس، انطلاقا من أن الفن أصبح صناعة راسخة .

وتعمل متاحف قطر منذ نشأتها على خلق جيل جديد من المبدعين واكتشاف المواهب القطرية. وأن لديها عدة آليات لتحقيق هذه الهدف لعل من أبرزها مشروع مقر الفنانين “مطافئ” كبرنامج للإقامة الفنية فهو واحد من أقوى الأدوات التي تعمل المتاحف من خلالها لتهيئة الفنانين والرقي بمستوياتهم وتدريبهم وتطوير أدواتهم للوصول إلى العالمية .

ويقوم برنامج “مطافئ” على استضافة 18 فنانا نصفهم من القطريين ونصفهم من الجنسيات الأخرى من المقيمين بالدولة، ويستمر تسعة أشهر يحصل خلالها الفنان على مساحة عمل “استديو” وراتب شهري يوفر له مستلزمات تنفيذ أعماله الفنية، فضلا عن توجيه وإرشاد فني من أكاديميين ومتخصصين في المجال الفني، بالإضافة إلى فرصة المشاركة في برنامج الفن العام لمتاحف قطر وبرنامج تزيين المدينة والمشاركة في معارض دولية ، لينتهي البرنامج بمعرض متميز.

وقد جاء تبعا لهذا البرنامج الإقامة الفنية في استديو باريس، وكذلك الإقامة الفنية في “استوديو 209 نيويورك” والذي يبدأ من العام القادم .

وقد نجح “مطافئ” في الدوحة، وكذلك برنامج الإقامة في باريس في تقديم نماذج مبشرة لوضع أقدامها على خريطة الفنون العالمية. فالبرنامج يتلقى زيادة سنوية من قبل الراغبين في الانضمام للبرنامج وهذا دليل على نجاحه في تحقيق أهدافه، حيث يتم الاختيار بناء على أقوى الملفات والمشاريع المقدمة، ومع ذلك يكون هناك مجال للتطوير.

ولمتاحف قطر استراتيجية طويلة الأمد لفتح استديوهات في مجموعة من العواصم الفنية المهمة عالميا، لتكون أدوات لتغذية الفنانين القطريين ورفد مشاربهم الفكرية والإبداعية .

ووصفت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر المشهد الفني القطري بأنه سريع التطور، وأن لدى متاحف قطر استراتيجية واضحة تجمع بين التطور والاحتفاء بالموروث الثقافي .

وأشارت في حوار لمجلة “هاربر بازار آرت” الأمريكية مؤخرا إلى أن المرأة حققت قفزات هائلة في قطاعات مختلفة في المجتمع القطري لاسيما القطاع الفني، موضحة أن متاحف قطر أطلقت الكثير من المبادرات الفنية لدعم الفن والثقافة في قطر.

وتحدثت الشيخة المياسة عن الفن في قطر، وكيف استطاعت قطر أن تعيد رسم خريطة العالم الفني قائلة ” الفن وسيلة للنظر إلى الخارج، وسيلة للحوار مع الآخرين”. ومن هذا المنطلق أطلقت دولة قطر العديد من المبادرات الثقافية والفنية، منها إنشاء متاحف فنية، كالمتحف العربي للفن الحديث الذي يعرض العديد من القطع الفنية لفناني الشرق الأوسط، ومتحف الفن الإسلامي الذي يحتوي على قطع من الثراء التاريخي الرائع يعبر عما يجب أن يكون عليه المتحف، إلى جانب مطافئ مقر الفنانين الذي يضم 24 استوديو، وقد تم من خلاله إطلاق برامج “الإقامة الفنية” لرعاية الطاقات الفنية، مؤكدة أن المشهد الفني القطري سريع التطور.

للنخلة مكانتها في الوجدان الشعبي القطري فهي ترمز إلى الإباء والعزة والشموخ، كما حظيت باهتمام بالغ في الماضي، كما تحظى باهتمام الدولة اليوم سواء على المستوى الزراعي، ودعم المزارعين أو الحفاظ عليها والعمل على إدراجها كعنصر من عناصر التراث الثقافي غير المادي والسعي إلى تسجيلها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” من خلال ملف تعده حاليا إدارة المكتبات العامة والتراث بوزارة الثقافة والرياضة .

ويأتي الاهتمام بالنخلة في دولة قطر تبعا لاهتمام الثقافة الإسلامية والعربية بها حيث اختصها الله بفضائل كثيرة، وورد ذكرها في القرآن الكريم بلفظ النخل 13 مرة، وهي الشجرة المباركة التي ضرب الله بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في القلب (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) (إبراهيم /24) .

كما اهتم الأدباء والشعراء بها، فوصف الأدباء ثباتها وعطاءها وكرمها وشموخها وجعلوها رمزا للحياة، ومنحتها مفردات اللغة الخالدة ما لها من سكينة وهدوء وسحر أخاذ، فهي تنمو في صمت ولا تموت إلا بعد عمر مديد، وفوائدها كثيرة لا تنضب فكل ما فيها خير يستفيد منه الإنسان، فلا يوجد جزء من أجزائها إلا وينتفع به .

كما كانت النخلة منذ قديم الزمان من أهم مقومات الحياة لدى الشعوب العربية خاصة في الخليج العربي ودولة قطر، إذ اعتمد عليها السكان في كل تفاصيل حياتهم، فاستخدموا مكوناتها ومعطياتها السخية لتلبية مختلف احتياجات معيشتهم، فتمت صناعة الأدوات المنزلية المختلفة، وكذلك أدوات الصيد وصيد اللؤلؤ وغيرها وشمل الاستخدام كافة أجزاء النخلة .

وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد النخيل في دولة قطر قد تجاوزت المليون، كما توجد مزارع متخصصة في إنتاج التمور.

ويحمل ملف النخلة الذي أعده فريق بحثي من إدارة المكتبات العامة والتراث بوزارة الثقافة والرياضة عنوان : النخلة: العادات والتقاليد والمعارف والممارسات والمهارات المتعلقة بها، حيث يتناول هذا الملف اهتمام الثقافة الإسلامية بالنخلة وخاصة القرآن الكريم، واتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو لعام 2003، إضافة إلى تاريخ الاهتمام بتسجيل النخلة على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية منذ اجتماع وزراء الثقافة العرب في 2015، وفكرة إعداد ملف يكون عنصرا مشتركا بين كافة الدول العربية. وتم الاتفاق على اختيار النخلة كملف تراثي ثقافي غير مادي وما يدور حولها من عادات وتقاليد وحرف مرتبطة بها، ومن هنا تم إعداد الملف القطري للمشاركة ضمن الملف العربي بهدف التأكيد على الوحدة الثقافية للدول العربية وإلى تشجيع العمل العربي المشترك من خلال تسجيل الموروثات الثقافية غير المادية ذات القيمة الاستثنائية في الوطن العربي على قائمة التراث الإنساني للمحافظة عليها، وحمايتها مع وضع الخطط الإدارية الكفيلة بإدماجها وتوظيفها في منظومة التنمية المستدامة في الدول العربية.

وتسعى وزارة الثقافة والرياضة لأن يكون المجتمع في قطر شريكا فاعلا في تسجيل الملفات لدى اليونسكو، كما يظهر دور الشركاء المعنيين بهذا الملف وهم وزارة البلدية والبيئة وجامعة قطر ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” وسوق واقف وعدد من المؤسسات الأهلية والأفراد والمهتمين بهذا المجال من تجار وحرفيين وأصحاب مزارع.

وأقيمت العديد من الفعاليات التي تساند ملف النخلة حتى الآن، وأهمها مهرجان الرطب الذي نظمته وزارة البلدية والبيئة في سوق واقف في يوليو الماضي وحلقة تفاعلية بجامعة قطر في سبتمبر، ثم ندوة وزارة الثقافة والرياضة في الشهر ذاته بعنوان “زينة وخزينة.. النخلة بين موروث الأمس ومكتسبات اليوم”… فضلا عن دعم الباحثين والمزارعين لملف النخلة لإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” .

معرض كتارا الدولي للصيد والصقور (سهيل) يرسخ مكانته الإقليمية والدولية في إطار اهتمام دولة قطر بالموروث الشعبي ومهن الأجداد تنظم دولة قطر ممثلة بالمؤسسة العامة للحي الثقافي ” كتارا “، معرض كتارا الدولي للصيد والصقور ” سهيل ” والذي يقام سنويا بهدف الارتقاء بهواية الصيد وتعزيز الموروث القطري العربي، والعمل على نقله كرسالة عالمية من خلال المشاركات من شتى دول العالم في المعرض فضلا عن تلبية احتياجات الصقار القطري ليمارس هوايته .

وتحتضن كتارا التي تعد واحدة من أفضل الوجهات السياحية والثقافية في قطر ، معرض ” سهيل ” حيث يتضمن محلات لبيع الصقور – ومحلات لوازم الصيد – إضافة إلى محلات لبيع أسلحة الصيد ومحلات تجهيز سيارات المقناص و محلات لبيع لوازم الرحلات البرية ، بالإضافة إلى كل ما يخدم هواية الصيد من منتجات تكنولوجية متطورة ، ويتميز المعرض بوجود مقتنيات أثرية من دول مختلفة في مجال الصيد.

ويدعم معرض كتارا الدولي للصيد والصقور الأنشطة التجارية والثقافية والرياضية الخاصة بالصيد والصقور، وبناء علاقات تبادلية بن الهواة والتُجار بما يحقق الفائدة للجميع ، كما يسعى إلى اكتشاف المنتجات والخدمات في هذا القطاع الشبابي الهام.

وعلى مدى سنتين نجح معرض” سهيل” في توفير أدوات الصيد التقليدية والحديثة كما جسد ملامح البيئة والتراث القطري الأصيل المرتبطة بالصيد البري من خلال ورش فنية مباشرة تقام في أروقة المعرض، حيث يطل فنانون تشكيليون على جمهور المعرض”سهيل” بمجموعة من اللوحات الفنية المتميزة تنقل بيئة الصيد وتجسد في صور تكاد تكون نابضة لمعالم تراث البادية وتقاليد الصيد. وفي النسخة الأخيرة لمعرض سهيل التي أقيمت في سبتمبر الماضي على مدى خمسة أيام نجح المعرض في استقطاب ومشاركة حوالي 150 شركة محلية وعربية وأجنبية من 20 دولة من الشركات المتخصصة في مجال الصقور وأسلحة الصيد ولوازم الرحلات والصقارة .

وحظيت هذه النسخة الثانية بإقبال جماهيري كبير حيث بلغ عدد زوار المعرض حوالي ( 116.400 ) زائر، بالإضافة إلى الزيارات الرسمية ، حيث نجح المعرض في لفت الأنظار إلى التراث القطري العريق، مسلطا الضوء على أهم الهوايات المتعلقة بالقنص والصيد البري ليكرس المعرض مكانته المهمة والبارزة على الخريطتين الإقليمية والدولية .

على صعيد اخر يعد النادي العلمي القطري التابع لوزارة الثقافة والرياضة من أهم الحضانات للشباب المبتكرين فهو يعمل على تنمية المواهب العلمية للشباب والفتيات انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030 .

وقد حقق النادي العلمي القطري انجازات علمية رائدة ومتتالية محلية ودولية ، لعل أبرزها ما حصده مبتكرو النادي في ابريل الماضي من ست ميداليات في معرض جنيف الدولي للاختراع وسط تنافس بين أكثر من 600 مخترع يمثلون 40 دولة حول العالم . وذلك بعد شهور قليلة من فوز شباب النادي بــ 7 ميداليات ( ذهبيتان وفضيتان ، 3 برونزيات) في المعرض الدولي العاشر للاختراعات في الشرق الأوسط والذي أقيم في دولة الكويت في يناير هذا العام وسط تنافس بين 130 مخترعاً من 39 دولة عربية وأجنبية .

ويشجع النادي العلمي الأنشطة العلمية اللاصفية والبحث والابتكار في مدارس دولة قطر وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي للمساهمة في إيجاد بيئة جاذبة تنمي قدرات وميول الطلاب لخلق جيل قادر على البحث والتطوير ووضع حلول علمية مبتكرة لاحتياجات المجتمع القطري وتعزيز الأنشطة العلمية والبحثية والابتكارية في المدارس .

ويقدم النادي العلمي القطري الدعم الفني لتنفيذ المشاريع الخاصة بالأبحاث العلمية بعد مناقشتها مع فريق البحث العلمي الخاص بالبحث ويحمل على عاتقه مسؤولية تسجيل براءات الاختراع للمشاريع المبتكرة ، كما يمكن أن تشارك هذه المشاريع في الملتقيات والمعارض العلمية المحلية والدولية مع الاحتفاظ بالحق الأدبي والعلمي للفريق المشارك.

ويركز النادي بشكل دائم على الشباب في كل مشاريعه التي ينفذها بدءاً من تطوير أقسام النادي العلمي مثل قسم فاب لاب قطر وورشة ميكانيكا السيارات ومرورا بالمبادرات التي يتبناها مثل مبادرة ضبط وسابق التي لاقت نجاحا متميزا لأنها وجهت هوايات الشباب في مجال السيارات بشكل مقنن ومدروس إلى التنافس الآمن بينهم وخلق أجواء متكاملة وصحية بالنسبة للشباب .. وهو يقدم جواً متكاملاً وصحياً بالنسبة للشباب من خلال توفير أحدث التقنيات والأجهزة التي تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم العلمية والفنية .

وتتنوع الأنشطة والمحاضرات في النادي العلمي القطري وكذا الفعاليات التي يحرص النادي على تنظيمها دعما للمبتكرين القطريين ومن أبرزها مشاركة النادي في اليوم العالمي للأردوينو وهو الحدث العالمي الأكبر على مستوى لوح التطوير الرقمي في مجال الدوائر الإلكترونية والبرمجيات السهلة، والتي تعد العقل الإلكتروني * المصغر* الذي لديه القدرة على التحكم في الروبوت أو الإنسان الآلي والطائرات بدون طيار والطابعات ثلاثية الأبعاد وتدخل أيضا في تشغيل الآلات والمعدات حيث قام المشاركون في هذه المناسبة بتنفيذ مشاريع باستخدام الأردوينو للتحكم في الأجهزة الإلكترونية .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*