القاهرة – الأناضول|
دفعت المخاطر الناجمة عن الهجمات الإرهابية وحوادث الطرق والشواطئ، مصر، إلى طرق كافة الأبواب لتأمين السياح الوافدين إليها، عبر طرح وثيقة تأمين إجبارية على السياحة الوافدة، في حالات الوفاة أو الإصابة.
وفي 17 يوليو 2018، أعلنت الهيئة العامة للرقابة المالية (حكومية) إعداد مشروع قانون للتأمين الإجباري على السياحة الوافدة، ضد أخطار الحوادث الشخصية.
ولا تعد هذه الخطوة التأمينية الأولى لمصر لجذب السياح؛ إذ أعلنت في 2016 عن تخصيص أموال لتعزيز الأمن في المطارات والمرافق السياحية، في محاولة لطمأنة السياحة العالمية الوافدة إلى البلاد.
وأنفقت مصر 60 مليون دولار في المرحلة الأولى لتدعيم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة، حسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري السابق، شريف فتحي.
مختصون في شؤون السياحة المصرية، قالوا في أحاديث متفرقة مع الأناضول، إن وثيقة التأمين الإجبارية ستكون “ملاذا آمنا” لاستعادة ثقة السياح الوافدين إلى مصر، خاصة من الدول التي ما زالت تحظر سفر رعاياها إلى مصر مثل بريطانيا وروسيا.
** أبرز الحوادث
ترصد “الأناضول” في هذا التقرير بعض الحوادث التي تعرض لها سياح في مصر منذ عام 2010 إلى 2018.
في 6 ديسمبر 2010، لقيت السائحة الألمانية ريتا ساكري (70 عاما)، مصرعها بعد أن هاجمتها سمكة قرش أثناء ممارستها السباحة بأحد شواطئ منتجع شرم الشيخ السياحي (شمال شرق).
وأسفر هجوم سمكة القرش، آنذاك، عن بتر ذراع السائحة الروسية أوليغا مارسينكو (48 عاما)، وقدم سائحة روسية ثانية تدعى لودميلا ستوليا (70 عاما)، وإحداث إصابات بالغة لسائح روسي وآخر أوكراني.
وفي 31 مايو 2012، خطف مسلحون سائحين أمريكيين اثنين في محافظة جنوب سيناء (شمال شرق) للمطالبة بالإفراج عن متهم في إحدى القضايا. ولاحقا تم الإفراج عنهما.
وفي 26 فبراير 2013، لقي 19 سائحا حتفهم بمدينة الأقصر (جنوب)، إثر سقوط منطاد بعد انفجاره، كان يقل 21 سائحا من جنسيات مختلفة.
وفي 31 مايو/ أيار 2013، لقي 6 سياح مكسيكيين مصرعهم، وأصيب 25 آخرون، في حادث انقلاب حافلة سياحية بالقرب من مدينة سانت كاترين في جنوب سيناء (شمال شرق).
وفي 16 فبراير 2014، لقي 3 سياح كوريين مصرعهم في هجوم انتحاري استهدف حافلة سياحية في طابا (شمال شرق).
وفي 31 أكتوبر 2015، تحطمت طائرة روسية على متنها 224 من الركاب وأفراد الطاقم فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، بعد وقت قصير من إقلاعها؛ ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها.
وفي 14يوليو 2017، قام أحد الأشخاص بطعن 6 سائحات بسلاح أبيض (سكين) أثناء تواجدهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة (شرق).
وفي 19 يونيو 2017، أصيب 9 أشخاص، بينهم 6 سياح هولنديين الجنسية، جراء حادث تصادم سيارتين بطريق غارب بمدينة الغردقة (شرق).
وفي 5 يناير 2018، لقيت سائحة من جنوب إفريقيا مصرعها وأصيب 7 آخرون أثناء هبوط اضطراري لمنطاد، كان يقل 20 سائحا في مدينة الأقصر (جنوب).
** استعادة الثقة
وتعليقا على وثيقة التأمين الإجبارية على السياحة الوافدة، قال عادل زكي، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة سابقا (مستقلة وتشرف عليها وزارة السياحة المصرية) إن طرح هذه الوثيقة “يزيد من فرص نمو الحركة السياحية الوافدة إلى مصر”.
زكي، أضاف في حديثه مع الأناضول: “هذه الوثيقة ستعيد ثقة السياح في المقاصد السياحية المصرية، خاصة السياحة الروسية والإنجليزية”.
ومطلع نوفمبر 2015، فرضت روسيا حظرا على السفر إلى مصر، بينما حظرت بريطانيا السفر إلى شرم الشيخ عقب تحطم الطائرة الروسية.
وتابع زكي: “كنا قد قطعنا شوطا كبيرا في هذا المشروع ( التأمين على السائحين) خلال الأعوام الماضية إلا أنه توقف لأسباب عدة.. طرح الوثيقة تأخر سنوات طويلة، وكان لدينا فرصة كبيرة لاستقطاب ملايين الزائرين خلال السنوات الماضية”.
وأوضح أن “شركات التأمين العالمية امتنعت عن التأمين على السياح الوافدين لمصر خلال السنوات الأربع الماضية، لفرض العديد من الدول الأجنبية تحذيرات السفر إلى مصر”.
وتلزم العديد من الدول الأجنبية مواطنيها الحصول على وثيقة تأمين قبيل سفرهم إلى البلدان التي لا يحظر السفر إليها، حسب زكي.
** سرعة الإجراءات
سامح سعد، مستشار وزير السياحة المصري سابقا، ورئيس شركة مصر للصوت والضوء (حكومية)، أشاد أيضا بخطوة وثيقة التأمين الإجبارية.
وقال إن “التأمين الإجباري على السياحة الوافدة لمصر يخلق حالة من الطمأنينة لدى السياح وذويهم في حال تعرضهم لأية مخاطر”.
سعد، أضاف في حديثه مع الأناضول: “وثيقة التأمين إحدى الأدوات السريعة للتعامل مع الحوادث التي قد يتعرض لها السائحون دون انتظار سفرهم للخارج”.
ورفضت كبرى شركات السياحة المصرية القانون بعد إلزامها بالتأمين الإجباري على السياح في 2014، وتحمل 1.5 دولار عن كل ليلة إقامة للسائح في مصر، حسب سعد.
وصعدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر بنسبة 42 بالمائة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام 2018.
وبلغ عدد السياح الوافدين إلى مصر نحو 5.061 ملايين سائح خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل 3.560 مليون سائح عن نفس الفترة من العام الفائت، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.