مطرح – العمانية |
يعد مهرجان مطرح التراثي السياحي تجربة أهلية رائدة لما يحمله من المعاني والأهداف والتنوع في برامجه وفعالياته، ويجسد في واقعه تاريخ مطرح القديم الضارب في عمق التاريخ.
وتنوعت فعاليات المهرجان التي بدأت في 14 من مارس الحالي وتستمر حتى 28 من نفس الشهر بين عرض لأوبريت حكاية مطرح بمسرح المدينة بمتنزه القرم الطبيعي حيث رسم الاوبريت ولاية مطرح التاريخ والعراقة، مطرح التراث والسياحة من خلال سبع لوحات فنية معبرة تحكي عن مطرح الماضي والحاضر وجاءت اللوحة الأولى بعنوان ” بهجة الأعياد ” واللوحة الثانية ” أرض الحضارات “واللوحة الثالثة خصصت للجاليات المقيمة بولاية مطرح واللوحة الرابعة كانت عنوان ” نسانيس الجمال “اما اللوحة الخامسة فأطلق عليها اسم ” مطرح الخير ” واللوحة السادسة ” طيور الحمام ” فيما حملت اللوحة الختامية اسم ” مطرح الحُب “.
ومهرجان مطرح التراثي السياحي فرصة للترفيه والاستمتاع لمختلف أطياف المجتمع حيث تتضمن إحدى فعالياته في حديقة “ريام” عرض منتجات لـ 80 أسرة و45 من الحرفيين المتخصصين في التراث العماني التقليدي، حيث قامت لجنة الاسر المنتجة بتخصيص أركان مناسبة للأسر المشاركة لعرض منتجاتهم من الأعمال اليدوية والمشغولات الحرفية والتراثية والبهارات وأدوات الزينة والعطور والبخور والخياطة والتطريز.
وتقام لأول مرة فعالية الرسم على قوارب “البدن العمانية التراثية” وهي فعالية جديدة ومميزة، ويشارك فيها نخبة من أشهر الفنانين وعددهم 30 فناناً تشكيلياً منهم 20 من الفنانين التشكيليين العمانيين و10 فنانين تشكيليين من خارج السلطنة، حيث يمكن للزائر مشاهدتهم وهم يتفننون في ابداعهم لمعالم مطرح.
وتكفلت دار جمعية العطاء بعمل مزاد خيري لبيع القوارب على ان يكون مردودها للجمعيات الخيرية وذلك بعد انتهاء هذه الفعالية. والزائر لفعاليات “مهرجان مطرح التراثي السياحي” يلفت انتباهه مشاركة واسعة من قبل الاشقاء والاصدقاء المقيمين بولاية مطرح حيث يشارك عدد من الجاليات في فعاليات المهرجان من خلال تقديم فنونها التقليدية وبعض الفعاليات الاخرى وهي الجاليات السودانية والهندية والايرانية والاردنية وبعض الجاليات الأخرى وتعرض كل ما تشتهر
بها بلدانهم من المشغولات اليدوية والاكلات الشعبية وخصص لهم مسرح مستقل لعرض رقصات الفنون الشعبية وغيرها من الفعاليات العديدة.
وللطفل في فعاليات المهرجان مكان خاص حيث تم تخصيص برنامج كامل للأطفال مثل التلوين على الوجوه والرسم واغاني الاطفال ومسابقات خاصة بهم وتوزع عليهم الجوائز والهدايا، كما ان هناك برنامجاً خاصاً للإنشاد الديني يشارك فيه عدد من المنشدين المشهورين على مستوى ولاية مطرح اضافة الى وجود ركن خاص لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ويشهد المهرجان أيضا عروضا فنية للفرق الحماسية من ولايات عديدة إضافة الى مسابقة الفنون التشكيلية والرسم لمختلف معالم ولاية مطرح وتقدم فرقة القلعة من ولاية الرستاق فنونها العريقة.
ومن بين فعاليات المهرجان عرض الكلاب البوليسية وعروض فرقة المديمة، كما إن هناك عروضا فنية لفن الرزحة والمالد ومسابقة التصوير الضوئي لمعالم الولاية واستعراض الدراجات النارية وعرض السيارات الكلاسيكية وعرضاً فنياً لفرقة”الليوا”.
ويقام طوال المهرجان عرض العيود الذي يعد سوقاً تراثياً شعبياً مع الاكلات الشعبية التي تشتهر بها السلطنة عامة وولاية مطرح خاصة.
وفي ميناء السلطان قابوس بولاية مطرح تقف سفينة البحرية السلطانية العمانية “شباب عمان الثانية” لتشارك بفعالية على مدار ايام المهرجان حيث تم وضع برنامج حافل لها وشهدت افتتاح معرض الكتاب على متن السفينة وكان هناك زيارة خاصة للسفن الزائرة السياحية وأقيم أيضا على ظهر السفينة ختام وتسليم الجوائز السباقات البحرية التراثية مثل سباق القوارب الشراعية بفئاته المختلفة فئة ( الليزر ) وفئة (ابتومست) وفئة (هوبي كات) وأيضا سباق قوارب الصيد الحديثة (فايبرجلاس) ذات محركات فئة (70) حصاناً بطول (25) قدماً للقارب، إضافة الى تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة
الرسم والتصوير لمعالم مطرح، وشهد يوم الاحد 18مارس زيارة خاصة للسفن الزائرة السياحية بدون ابحار.
ويمثل النشاط الثقافي عنصراً مهماً في فعاليات مهرجان مطرح التراثي السياحي حيث تشهد سبلة مطرح إقامة فعاليات ومحاضرات متواصلة تضمنت خلال الأيام الأولى
محاضرتين عن الاحتيال الالكتروني والعقلية التجارية.
ويوجد في المهرجان مقهى تراثي قديم يحاكي المقاهي الشعبية في زمن الستينيات وبداية السبعينيات ويقدم الأطباق الشعبية التي تشتهر بها الأسرة بولاية مطرح وجميع الاكلات العمانية الشعبية المتعددة مثل الهريس العماني والثريد واللولاه وغيرها من الاكلات المعروفة وكذلك المشروبات التي اشتهرت بها ولاية مطرح، اضافة الى مشاركة منتجي العسل والتمور والاجبان والالبان.
وتعد ولاية مطرح بمحافظة مسقط واحدة من المدن التاريخية في السلطنة ويعود تاريخها لنحو ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من السلطنة وتطل على ساحل بحر عمان وتحتوي على أحد أهم الموانئ في السلطنة وهو ميناء السلطان قابوس الذي أصبح حاليا ميناء سياحي فكان وما يزال يكتظ بالمراكب المحملة بالأفواج السياحية وذلك للاستمتاع بما تحتويه هذه المدينة العامرة بالمعالم السياحية المميزة من القلاعٍ والأبراج العتيقة، بالإضافة إلى الأزقة الضيقة وسوقها التاريخي الذي يعود إلى أكثر من 200 عام.