أزمير – وجهات |
يتوافد الزوّار من منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دول الخليج العربي، للاستمتاع بشواطئ بودروم المشمسة وينابيع باموكالي الساخنة. بحيث أعلنت العربية للطيران، واحدة من اوائل شركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تسييرها رحلات مباشرة إلى أزمير اعتبارًا من يونيو 2018.
استثمرت الحكومة التركية في البنية التحتية في المنطقة على مدى الخمسين سنة الماضية لجعلها واحدة من أكثر المناطق زيارة في تركيا. ومع وجود أكبر عدد من الفنادق والنُزُل وأماكن الإقامة، تشير توقعات المنطقة إلى استمرار تزايد عدد الزوّار.
تزيد شعبية منطقة بحر إيجه، المحاطة بمياه بحر إيجه الفيروزية من الغرب، وجبال مادرا الجميلة من الشمال، بصفتها وجهة سياحية طوال العام. وتنتشر في المنطقة الكثير من الموانئ الخلابة المستخدمة لصيد الأسماك والنقل، والمدن المفضلة لقضاء الإجازات وآثار الحضارات القديمة التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
ويقع خليج بحر إيجه، إيجي دنيزي باللغة التركية، على امتداد البحر الأبيض المتوسط، قبالة منطقة الأناضول الشرقية، بين البر الرئيسي لليونان وتركيا. ويغطي منطقة تبلغ مساحتها 214 ألف كيلومتر مربع، ويقدر بحوالي 610 كيلومترات عرض و300 كيلومتر طول وبعمق أقصى يبلغ 3.543 متر. وتقع العديد من الجزر داخل مياه بحر إيجة وتشمل كيثيرا وأنتيكثيرا وكريت وكاسوس وكارباثوس ورودس.
تحتل المنطقة 11٪ من المساحة الإجمالية لتركيا – 79،000 كيلومتر مربع – وتتميز المنطقة بمناخ البحر الأبيض المتوسط على الساحل، مع فصول صيف حارة وجافة وفصول شتاء معتدلة إلى باردة ودافئة إلى رطبة. وتتميز المنطقة الداخلية بمناخ قاري شبه قاحل مع فصول الصيف الحارة والجافة وفصول الشتاء الباردة والثلجية. لذلك فالمنطقة تزخر بالأجواء التي تناسب أذواق الجميع؛ من محبي الطبيعة وعشّاق الأجواء المشمسة والمصورين إلى محبي الرياضة والبحّارة وعلماء الآثار.
تعد أزمير، ثالث أكبر مدينة في تركيا، البوابة إلى منطقة بحر إيجة. ويعود تاريخ المدينة إلى ما بين 5000 إلى 3000 قبل الميلاد، إذ شهدت المدينة عددًا من الحضارات بما في ذلك امبراطوريات الحيثيين والإغريقيين والرومان والبيزنطيين والعثمانيين. والمزيد من الاكتشافات القديمة التي يتم اكتشافها. ويقوم العديد من الباحثين الأكاديميين من مختلف الجامعات بالتنقيب والتحقيق في تاريخ أزمير الزاخر.
كشفت أحدث الحفريات عن أول موقع دفن جماعي في مدينة متروبوليس القديمة، في منطقة توربالي على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب شرق أزمير. وتم اكتشاف أكثر من 11000 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري الحديث في غرفة الدفن القديمة التي تنتمي لعائلة نبيلة تحتوي على عظامها ومصابيحها وملاعقها ومراياها البرونزية وأواني الزجاج والسيراميك.
بالقرب من غرب مدينة أزمير، تقع مدينة المنتجعات لتشيشمى على بحر إيجه الأزرق النابض بالحياة، وتتطل على قلعة تشيشمى ومياهها الساحرة حيث رسى الاسكندر العظيم مرة واحدة. وقيل إنه استحم هو وجنرالاته في الينابيع الحرارية، والتي استخدمها القدماء لعلاج الأمراض، وتشتهر تشيشمي بالينابيع الحرارية التي تقع معظمها في مقاطعتي إليكا وسيفني. ووصف الجغرافي اليوناني بوزانياس من القرن الثاني بعد الميلاد مياه الينابيع الحرارية بالتفصيل، ومنذ ذلك الحين كتبت مئات المقالات حول الفوائد الطبية والنفسية للمياه الحرارية. وتشير بعض الأبحاث إلى أن للينابيع الحرارية في تشيشمى تأثيرًا شفائيًا على الروماتيزم وأمراض المفاصل وارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
وبالاقتراب من الشرق، في بلدتي كاراهايت وباموكالي في دينيزلي، لا يستمتع السياح بالمياه الحرارية فحسب، بل يحظون أيضًا بفرصة معالجة أنفسهم خلال العطلة الفريدة من نوعها. ويعيش الضيوف أجواء تساقط الثلوج خلال النهار ويتعالجون في المياه الحرارية في فترة المساء. تعد باموكالي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو التي تجذب المسافرين الباحثين عن تجربة رائعة.
يقع على الجانب الشرقي من شبه جزيرة تشيشمي شاطئ إليكا الرملي مع ينابيع كبريتية حرارية دافئة. وتشتهر المياه الزرقاء النقية لشاطئ إليكا بتأثيراتها الشافية والمجددة للنشاط، وذلك بسبب المعادن التي ترسبت في مياه البحر بواسطة الينابيع الحرارية.
ويعد الدخول إليه مجاني باعتباره شاطئًا عامًا. كما يراه المتزلجين وكأنه جنة على هذه الأرض بسبب الرياح غير المتوقفة. وينتشر العديد من المطاعم بمختلف أنواعها والأندية المائية والرمال البيضاء الناعمة التي تسبح في المياه الآمنة الضحلة تجعل من شاطئ إليكا وجهة ممتازة لقضاء عطلة عائلية مليئة بالمرح.