القرية التراثية في مهرجان مسقط تجسيد واقعي للقرى العمانية

مسقط – العمانية |

تتواصل فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان مسقط
2018 تحت شعار ” لنحتفل معا ” خلال الفترة من 18 يناير الماضي وحتى 10 فبراير الجاري بفعاليات متنوعة تتلاءم مع كافة أطياف المجتمع. ومن بين مختلف الفعاليات المتعددة للمهرجان تبرز “القرية التراثية” بمتنزه العامرات العام، وهي عبارة عن تجسيد واقعي للقرى العمانية، لما تقدمه من مشاهد حية تختزل الزمان والمكان لاكتشاف روعة التراث وثرائه وتنوعه، بالإضافة إلى السوق الشعبي في القرية، الذي يهدف للترويج للتراث العماني.
ويستعرض الحرفيون في القرية التراثية مهاراتهم الحرفية من خلال ممارسة حرفهم المتنوعة المتمثلة في المشغولات اليدوية والسعفيات، وصياغة الخناجر والفضيات، والملابس التقليدية وغيرها، حيث كانت ولا تزال المنتجات الحرفية تشكل عاملا مهما نظرا لزيادة الطلب عليها، ولم يشكل التقدم في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتقنية عاملا سلبيا في ترك الحرف، فهي تمثل الهوية لدى الحرفيين.


ويوجد بالقرية التراثية العديد من الموروثات الجميلة التي تعود لفترات قديمة، حيث توجد الأسلحة التقليدية بمختلف أشكالها وأنواعها، إضافة إلى الأزياء العمانية التقليدية بحليها الجميلة، والخناجر العمانية وطريقة تصنيعها والمراحل التي تمر بها، كما تأخذ المشغولات اليدوية حيزا كبيرا بتشكيلاتها الجميلة والتي تصنع بالطرق التقليدية.
كما يوجد بالقرية عدد من المعارض الخاصة بالتراث أشهرها معرض نصراء الغزيلية الذي يضم العديد من التحف التراثية أبرزها “البيسة السوداء” وهي عملة عمانية قديمة تعود لأكثر من 120 سنة منقوشًا عليها سنة 1315 هجرية واسم السلطان تركي بن سلطان، إضافة إلى القرش الفرنسي الذي يعود تاريخه إلى 1780م، وعدد من الحلي القديمة بمختلف أشكالها، إضافة إلى أدوات الطبخ القديمة التي تصنع من أفخر أنواع النحاس بمختلف أحجامها، وأدوات الأطفال كالملابس و(المنز) الذي ينام عليه الطفل، وأدوات تحضير الألبان.


ويوجد بالقرية كذلك ركن خاص للوجبات العمانية التي تلقى إقبالًا شديدًا من قبل زوار المهرجان لتذوق طعم الوجبات العمانية كـــ (خبز الرقاق بأنواعه ـ واللقيمات ـ والحلوى
العمانية) والكثير من الوجبات العمانية الأخرى التي تقدم طازجة.
ويتوسط القرية التراثية بميدان مهرجان مسقط بمتنزه العامرات العام المطعم الشعبي الشهير ” التلال الذهبية ” الذي يقدم جميع الوجبات العمانية بمذاقها الفريد كـ (العرسية ـ
الهريس ـ القابولي ـ البرياني ـ المكبوس ـ الشوربة ـ الثريد ـ اللحم المقلي ـ المشاكيك) والكثير من الوجبات الأخرى والتي تقدم حسب الطلب. وتحاكي القرية التراثية البيئات العمانية المختلفة، حيث توجد بالقرية بيئة زراعية تحاكي الحياة الزراعية في القدم وطرق الزراعة التقليدية، والأدوات التي يعتمد عليها في الزراعة، والطرق التقليدية في استخراج المياه، كما توجد السفينة كعنوان للبيئة البحرية وما يصاحبها من جوانب أساسية في البيئة البحرية كطرق الصيد وأنواعها، وطرق
استخراج الملح، كما تتواجد في القرية تجسيد للبيئة البدوية حيث يتعرف الزوار من خلالها على نظام الحياة البدوية والطرق التقليدية في التنقل باستخدام الجمال والحمير والخيول.
وللفنون العمانية متعة خاصة تتنوع بتنوع البيئة التي تقدم الفن، حيث يوجد في القرية التراثية عدد من الفنون التقليدية المتنوعة كفنون البحر المتمثلة في فن “الميديما”، و”المكوارة” تستعرض في البيئة البحرية، كما تتواجد بالقرية وبشكل يومي فرق الفنون (الحربية) التي تؤدى فن “الرزحة” و”العازي” و”العياله”، وتحتوي القرية أيضا على مسرح خاص لأقامه فن “المالد” الشهير حيث يعد أحد الفنون التقليدية المتوارثة في
السلطنة.


وتحظى عادة ” الحول حول ” التي تقام بالقرية التراثية باهتمام كبير من قبل الزوار وهي عادة متوارثة وما زالت قائمة حيث يتم خلالها الاحتفال بمرور سنة على المولود بحضور
الأطفال، ويتم توزيع الهدايا عليهم.
جدير بالذكر ان السوق التقليدي بالقرية التراثية يشهد حركة شرائية كبيرة تتمثل في عرض المنتجات العمانية من مشغولات يدوية كالعطور والبخور، والأزياء العمانية، والحلي، والكمة العمانية، والبهارات، وأدوات التجميل للمرأة والعديد من المنتوجات، إضافة إلى المأكولات التقليدية، حيث يعد المهرجان وجهة تسويقية للمنتجات العمانية ودعمًا للأسر المنتجة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*