السعودية.. مهبط السياحة الدينية

 

كتب: يعقوب بن يوسف البلوشي /

يشكل قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الاستثمارية ،حيث يعد مصدراً اساسياً للدخل من قطاع الصادرات غير المنظورة، كما يلعب النشاط السياحي دوراً هاماً ومؤثراً في تنشيط اقتصاديات دول كثيرة، ويمثل رافداً قوياً ومصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي.

وللاستثمار السياحي اثر كبير على النشاط الاقتصادي من عدة وجوه: فهو من اكثر القطاعات جذباً للاستثمارات المباشرة ويؤثر بشكل ايجابي على تطوير الخدمات العامة كوسائل النقل والاتصالات وغيرها مما يحرك عجلة التنمية وينشرها في مختلف المناطق. ويؤدي نمو القطاع السياحي الى زيادة فرص العمل وفتح المجال أمام تطور مهن جديدة ،كما يؤدي الى رفع درجة التكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة.

 

 

ففي المملكة العربية السعودية أسهم قطاع السياحة في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2 % سنة 2013 وتجاوزت نسبة توظيف السعوديين فيه 26 في المئة من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والبالغ عددهم 670 ألف وظيفة مباشرة، كما أسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1 % من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص. ووفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية  فإن حصة المملكة العربية السعودية من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الاوسط  قد بلغت 32 %. وقد ساهم قطاع السياحة  في تحقيق 2.6 % في الاقتصاد الوطني وسوف يساهم بخلق 1.7 مليون فرصة عمل خلال السنوات الست القادمة، وأن السياحة السعودية قد إستلمت الطريق الصحيح للنجاح وتؤكّد عاماً بعد عام بأنها قادرة على تحقيق نتائج أفضل.

المقومات السياحية

تشكل السعودية بعداً حضارياً وتاريخياً مهماً من الناحية الدينية والاقتصادية، حيث كانت ممراً مشرعاً للحجاج وقوافل التجارة والرحلات المختلفة من أصقاع المعمورة، حتى أصبحت حلقة الوصل بين القارات والثقافات، ووجد الجميع فيها ما يدفعهم إلى الاستيطان فيها أو المرور عليها والتنقل فيها. حيث يعد مفهوم السياحة الحديث الذي ترعاه الدولة هو المنافع المتعددة للسياحة في الجانب الاقتصادي والثقافي والتراثي والاجتماعي والبيئي.

آثار

تحتوي المتاحف السعودية على قطع أثرية عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم وفترة العُبَيْد التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، فترة دلمون  ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة في فترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الإموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية. يوجد أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي في السعودية، منها 500 ذكرت في الشعر العربي القديم ، ونحو 400 موقع آخر ورد ذكرها في سيرة النبي، لكن تظل مكة المكرمة أكثر المدن جذباً للزوار تليها المدينة المنورة. ففي سنة 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافه عن اعتبار موقع الحجر مدائن صالح كموقع تراث عالمي وبذلك يصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي  وفي سنة 2010 أضيفت الدرعية إلى القائمة وفي سنة 2014 أضيفت جدة التاريخية إلى القائمة .

شواطىء

تمتد على ساحل البحر الأحمر شواطئ صافية نقية مؤهلة لأن تكون مكاناً يؤمه السياح، قرابة 1800 كم من الغرب وعلى مسافة 700 كم على ساحل الخليج العربي من الشرق، وتعد مياه المملكة الدافئة وساعات النهار الطويلة نقاط جذب مهمة.  حيث تخطط السعودية لجذب 1.5 مليون سائح بحلول عام 2020 بالمقارنة مع أقل من 100،000 سائح أجنبي من غير الحجاج في الوقت الراهن، وإلى رفع مساهمة السياحة في الاقتصاد من خمسة إلى 18 % عبر تطوير الواجهات البحرية للشواطى وزيادة أماكن الترفية حيث تم الاعلان مؤخراً عن تطوير شاطئ العقير بقيمة ٣٤ مليار ريال سعودي حيث يمتد لكل من شاطئ نصف القمر وشاطئ العقير، وانتهاء بشاطئ سلوى في الأحساء الواقع على حدود المملكة مع دولة قطر بطول يبلغ 190 كلم.

 

سياحة دينية

تعتبر السعودية مركز السياحة الدينية في العالم، حيث بلغ عدد تأشيرات العمرة التي أصدرت سنة 2013 أكثر من 5 ملايين تأشيرة. وفي 2009 تمكن قطاع السياحة الدينية من توليد 7 مليارات دولار من العوائد السنوية. وهي تشكل نحو نصف إجمالي قطاع السياحة في المملكة وخلال عام 2011، شكلت السياحة الدينية نسبة %40 من الزيارات. حيث ان الحج؛ ذلك المؤتمر الإسلامي الكبير، والمظاهرة الإيمانية الرائعة التي تشترك فيها صنوف متعدِّدة من الأجناس، والفئات والطبقات، والقوميّات على موعد واحد، حيث  أنه تجمع بشري ضخم، يستقطب الملايين من المسلمين من مختلف الأقطار والأمصار؛ فهو يُنتج حركة بشرية هائلة؛ يتبعها تحرك اقتصادي ومالي ضخم; عن طريق النقل، والاستهلاك، وحمل البضائع، وتبادل النقود، وشراء الأضاحي والحاجيات ومستلزمات الحج والإقامة والسفر; فينتفع العديد من المسلمين، ويشهد مجتمعهم حركة اقتصادية ومالية نشطة.. حيث إن السياحة الدينية تشكل نحو نصف إجمالي قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية، بينما تأتي السياحة الداخلية – سياحة العائلات من مناطق المملكة المختلفة – في المركز الثاني من حيث الأهمية، لذا ترى الهيئة العامة للسياحة في السعودية انها تقوم على وضع الخطط الشاملة لتوفير مرافق وتسهيلات سياحية تدعم هذا النوع من السياحة في وقت يعتبر فيه السائح السعودي من أكثر السياح انفاقا على السياحة، مقارنة بنظرائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

مهرجان الجنادرية

يعد مهرجان الجنادرية مهرجان تراثي وثقافي يقام في المملكة منذ عام 1985 وكانت الدورة الأولى للمهرجان في 24 مارس 1985 وغالباً ما يكون موعده في فصل الربيع بشهري فبراير ومارس، ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة. ويقام تحت اشراف وزارة الحرس الوطني السعودي. حيث تعد المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي ينظمها وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً عميق للدلالة على اهتمام القيادة الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. كما تعد مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة.

حيث انبثقت فكرة المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث والحلي القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من خمسين عاما ومعارض للفنون التشكيلية من الرغبة السامية في ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزء كبيرا من تاريخ البلاد وكذل تطوير سباق الهجن السنوي الذي اكتسب ذيوعا على المستوى الوطني والإقليمي. ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.

مدينة جدة

تشتهر مدينه جدة بـ نافورة الملك فهد في جدة بكونها الأطول في العالم وفق تصنيفها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فالمياه ‏التي تطلقها تنطلق لتصل الى ارتفاع 312 متر لتوفر المتعة للناظرين من كل أنحاء مدينة جدة، الجميل في هذه ‏النافورة هو أن ارتفاع المياه فيها يفوق ارتفاع برج ايفل في فرنسا . وبإمكان الزائر الاستمتاع بكورنيش جده  حيث يطل على مشهدا رائعا للبحر الأحمر وشاطئه، وهو يضم شارعا للتسوق يحتوي على العديد من المحلات التجارية، والمطاعم، والمقاهي، والملاعب، والشواطئ الخاصة والمنتزهات. كما ينظم مهرجان جدة الغنائي كل عام والذي يستقطب العديد من جمهور الحفلات الغنائية.

منطقة مكة المكرمة

منطقة مكة المكرمة وأحيانا يطلق عليها المنطقة الغربية هي المنطقة الواقعة غربي المملكة العربية السعودية وعاصمتها مدينة مكة المكرمة من مدنها الهامة مدينة جدة والطائف . وتعد أحد أبرز المناطق في المملكة التي تستقطب ملايين السياح المسلمين للسعودية وذلك لوجود المسجد الحرام حيث يأتي السياح ليمارسوا الشعائر الدينية.

المدينة المنورة

أول عاصمة في تاريخ الإسلام  وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة وهي عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة على أرض الحجاز التاريخية غرب المملكة .

تضم المدينة المنورة أقدم ثلاثة مساجد في العالم ومن أهمها عند المسلمين وهي المسجد النبوي ومسجد قباء ومسجد القبلتين، حيث تستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد ( ص ) إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية، فالمدينة هي أحد أبرز وأهم الأماكن، بالإضافة إلى مقبرة البقيع والتي تعد المقبرة الرئيسة لأهل المدينة، والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة.

منطقة عسير

منطقة عسير هي احدى المناطق الثلاثة عشر المكونة للسعودية، تقع في الجنوب الغربي للملكة العربية السعودية، وتضم أهم مصايف المملكة، وتعد من مناطق الجذب السياحي، شهدت تطوراً كبيراً في هذا المجال، وبها مطار أبها المتصل مع باقي مطارات المملكة، متنزه عسير الوطني، السودة، دلغان، القرعاء، الهضبة، الحبلة، السحاب، ووادي المحالة.

منطقة حائل ..

تقع إلى الشمال الغربي  من العاصمة السعودية ومدينة حائل هي عاصمة المنطقة. كانت تسمى المنطقة إلى وقت قريب أيضاً أرضها زراعية في أغلبها، وهي ذات جو لطيف صيفاً وشديد البرودة شتاءو يحد المنطقة  من الشمال صحراء النفود الكبرى و أهم معالمها الجغرافية الجبلان اجا وسلمى ( الجبلان أو جبلا طيء قديماً).