بيروت – العمانية |
تستقطب قلعة صيدا البحرية في جنوب لبنان السياح العرب والأجانب في فصل الصيف؛ لتعكس الحركة السياحية النشطة في عاصمة الجنوب
(صيدا) التي ما زالت تحافظ على الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية، إضافة إلى المباني التراثية التي تعود إلى عصري المماليك والعثمانيين، فيتحول معبد أشمون والقلعة البحرية وخان الإفرنج وسواها الى محط رحال.
وبنيت قلعة صيدا البحرية، وفقا لكتاب تاريخ صيدا للمؤلف الشيخ أحمد عارف الزين في عام 1227م، وهي قلعة عائمة على جزيرة ، بناها الصليبيون القادمون من أوروبا وتمركزوا فيها بانتظار مجيء قائد الحملة الصليبية السادسة الامبراطور فريدريك الثاني، ويقود الجسر الذي يربطها مع الشاطئ إلى بوابة كبيرة ومن على جانبيها يوجد سور
ضخم له فجوات صغيرة لم يبق منه إلا القليل ويوجد على طرف هذا السور الشرقي قاعدة برج ضخم مستدير استعمل في بنائه أعمدة من الجرانيت، ويوجد بعد اجتياز البوابة الرئيسية للقلعة سور ثان وهو السور الداخلي للقلعة وله عدة بوابات بعضها باقٍ والبعض الآخر مهدم.
ويكمن المشهد الاكثر تأثيرا من على سطح هذه القلعة برؤية مشهد لجمال وروعة مدينة صيدا وهي تضج بالحياة والحركة، وميناء الصيادين والمرفأ الى جانب المقاهي الشعبية والفاخرة والفندق الوحيد هناك مشكلين بانوراما الواجهة البحرية التي تتداخل مع مآذن المساجد وقبب الكنائس لتزيد من روعة المنظر.
وأكد المؤرخ فؤاد افرام البستاني في كتابه عن قائمة “القلاع الصليبية” أنه يوجد وراء السور الداخلي للقلعة مساحة واسعة كانت تستخدم كقاعات كبيرة معدة للاجتماعات ولشؤون أخرى وهذه الساحة مكشوفة للبحر من جهة الشمال لأن السور الشمالي للقلعة مهدم، علما أن هذه القلعة محصنة من جهة اليابسة أي من الجهة الجنوبية المواجهة
للمدينة وللشاطئ أكثر من باقي الجهات باعتبار أن البحر بحد ذاته يشكل حاجزاً أو مانعاً بالنسبة لمن يريد الاستيلاء عليها.
ويعد القسم الشرقي من القلعة مركزها الرئيسي وهو عبارة عن برج كبير له عدة بوابات من الجهة الجنوبية لا تزال بقاياها ظاهرة وبوابة واحدة من جهة الشرق لا تزال قائمة، ويبلغ طول هذا البرج 27متراً وعرضه 21 متراً ويتميز ببنائه الضخم حيث استخدم في بنائه أعمدة من الجرانيت.
ومن قلب القلعة، يتم الصعود على سطح البرج بواسطة درج حجري حيث يوجد جامع صغير يرجع إلى العهد المملوكي وهذا البرج كان أعلى مما هو عليه اليوم إلا أن القسم العلوي منه مهدم، وقد كشف الهدم عن خزانين للمياه يستطيع الزائر أن يطل عليهما من سطح البناء.
ويشمل القسم الغربي من القلعة عدة غرف وقاعة كبيرة في وسطه وفيه درج حلزوني يقود إلى سطحه وهو عبارة عن برج نصف دائري لا يزال قائماً ما عدا بعض من أقسامه العليا، وقد كانا قسما القلعة أو برجاها الشرقي والغربي متصلين ببعضهما بسور ولكن لم يبقَ منه الا جزء بسيط مرمم.