اكتشف محافظة جنوب الشرقية خلال إجازة عيد الفطر المبارك

صور – سالم بن حمد الساعدي|

مع اقتراب إجازة عيد الفطر السعيد، تتجه أنظار المواطنين والمقيمين في سلطنة عُمان إلى الوجهات الداخلية التي تتمتع بتنوع بيئي وجغرافي ومقومات سياحية فريدة، وتبرز في مقدمتها محافظة جنوب الشرقية، بما تحتويه من مواقع طبيعية خلّابة، وتجارب بيئية وثقافية غنية، ومرافق خدمية وسياحية متكاملة تلبي تطلعات الزوار من مختلف الأعمار والفئات.

وتعمل الجهات المعنية في المحافظة على رفع جاهزية المواقع السياحية والخدمية، وضمان سلاسة الحركة المرورية، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة، بما يعزز من تجربة الزائر ويجعل من محافظة جنوب الشرقية خيارًا مثاليًا لقضاء الإجازة.

طبيعة متعددة الأوجه.. من الجبل إلى البحر

تتمتع جنوب الشرقية بتنوّع بيئي قلّ نظيره، حيث تجمع بين الجبال والوديان، والشواطئ الرملية، والصحاري الواسعة، والجزر النائية، ما يفتح المجال أمام الزوار لاختبار تجارب متعددة في مكان واحد، دون الحاجة إلى السفر لمسافات طويلة.

في ولاية صور تتألق قرية طيوي كواحدة من أجمل القرى السياحية، حيث تقع بين الجبال والبحر، وتحتوي على أودية جارية ومنحدرات طبيعية ساحرة تجعل منها محطة مثالية لمحبي التخييم والمغامرة، كما يشكّل وادي شاب نقطة جذب رئيسية بفضل مياهه الصافية وكهوفه الطبيعية والمسارات الجبلية التي تجذب عشاق رياضة المشي والتصوير.
وقد شهد الوادي خلال السنوات الأخيرة تطويرا متدرجا في البنية الأساسية، حيث أُضيفت مواقف للسيارات ومسارات آمنة ومرافق خدمية، بما يعزز من جاذبيته ويجعل الوصول إليه أكثر سهولة للعائلات والمجموعات.

السلاحف.. تجربة بيئية نادرة في رأس الجنز

وفي أقصى الطرف الشرقي للمحافظة، تحتضن نيابة رأس الحد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في السلطنة وهي محمية رأس الجنز الموطن الطبيعي للسلاحف الخضراء المهددة بالانقراض، وتتيح المحمية للزوار تجربة فريدة من نوعها، تتمثل في مشاهدة السلاحف وهي تضع بيضها على الشاطئ خلال ساعات الليل، تحت إشراف مرشدين بيئيين متخصصين، وقد حظيت المحمية خلال المواسم الماضية بإقبال كبير من السياح المحليين والدوليين، لما توفره من تجربة غنية تمزج بين المتعة والمعرفة، وسط تنظيم دقيق يراعي سلامة الحياة الفطرية والبيئة البحرية.

واجهة الحدة البحرية.. ترفيه عائلي وثقافة شعبية
أما في ولاية جعلان بني بوعلي، فتبرز واجهة الحدة البحرية كإحدى أحدث الوجهات السياحية في المحافظة، والتي تشهد خلال إجازات الأعياد إقبالًا واسعًا من العائلات بفضل ما تحتويه من مرافق متكاملة، تشمل الممشى البحري، وأماكن الجلوس المظللة، ومناطق ألعاب الأطفال، ومواقف السيارات، ما يعزز من طابعها العائلي، ويجعلها محطة مناسبة لجميع أفراد الأسرة.

الأشخرة.. لمحبي البحر والرياضات المائية

في الجانب الشرقي من المحافظة تبرز نيابة الأشخرة كوجهة بحرية متكاملة، تمتاز بشواطئها الرملية الواسعة، ومناخها المعتدل، وبيئتها الهادئة التي تستهوي الباحثين عن الاستجمام، والتخييم، والابتعاد عن صخب المدينة، وتُعد الأشخرة مركزًا لرياضات البحر، كالتزلج الشراعي، وركوب الأمواج، وصيد الأسماك، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الأنشطة البحرية. وتتوفر في المنطقة مرافق خدمية جيدة، تشمل الاستراحات، والمطاعم، والأسواق، إلى جانب مشاركة فعالة من المجتمع المحلي في استقبال الزوار.

مصيرة.. جزيرة الهدوء والجمال

ولعشاق الجزر والتجارب النادرة، تشكل ولاية مصيرة خيارًا مثاليًا، فهي جزيرة ذات طابع بيئي خاص، تُعرف بشواطئها النقية، وكائناتها البحرية، وطيورها المهاجرة، إضافة إلى القرى التقليدية التي تحافظ على نمط الحياة البحرية العُمانية، وتوفّر مصيرة للزوار فرصة استثنائية للانفصال عن روتين الحياة اليومية، والاستمتاع بأجواء الهدوء التام، والمغامرة في الصيد، أو ركوب القوارب، أو التخييم على الشواطئ. كما أن الرحلة البحرية من شنة إلى مصيرة تُعد تجربة سياحية بحد ذاتها، حيث يستمتع الزائر بجمال البحر خلال الطريق.

جاهزية متكاملة واستعدادات مسبقة
وتؤكد الجهات المعنية في محافظة جنوب الشرقية جاهزيتها لاستقبال الزوار خلال إجازة العيد، من خلال خطط واضحة تشمل: تعزيز النظافة العامة في المواقع السياحية، تهيئة المنشآت العامة كالمرافق الصحية ومواقف السيارات.
دعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجالات الضيافة والمأكولات والمشروبات.
كما تتعاون الجهات الرسمية مع الفرق الأهلية والمجتمع المحلي لضمان راحة الزوار وسلامتهم، وتقديم تجربة متكاملة تُعبّر عن كرم الضيافة العُمانية.

الدعوة مفتوحة.. تجربة سياحية لا تُنسى..

وتدعو محافظة جنوب الشرقية جميع المواطنين والمقيمين لاغتنام فرصة إجازة عيد الفطر المبارك، واكتشاف ما تملكه من جمال طبيعي وتنوّع بيئي، وتراث عريق، وخدمات سياحية متميزة، تضعها في مصافّ الوجهات السياحية الرائدة على مستوى السلطنة والمنطقة.
وتُعد زيارة جنوب الشرقية خلال العيد فرصة لصناعة ذكريات لا تُنسى بين الجبال والشواطئ، وبين الماضي العريق والحاضر المتجدد، في تجربة سياحية متكاملة تمزج بين المتعة والاستكشاف، في أجواء من الأمان والراحة والضيافة الأصيلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*