معارض الأسر المنتجة… نافذة لتعزيز المنتج المحلي والسياحة المحلية

تشهد اقبالا واسعاً من قِبل المستهلكين المواطنين والمقيمين

نشر وترسيخ ثقافة الإنتاج المحلي وتعزيز ثقة المجتمع بالمنتج المحلي 

إبراء – أسماء بنت خلفان الغدانية|

تولي سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية جلّ اهتمامها بالأسر المنتجة إذ تعمل على دعم منتجاتها و تمكين رواد الأعمال وتفعيل المشاريع المنزلية بمختلف الطرق وذلك لتلبية احتياجهم للتسويق والترويج ، مما يسهم في تحقيق عائدات لهذه الأسر يُساعدها في التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وبهدف تعزيز قدرات ومهارات الأسر المنتجة والنهوض بمشاريعهم الإنتاجية فإن الوزارة وبدوائرها في جميع محافظات سلطنة عمان تنظم المعارض والملتقيات لعرض المنتجات الأسرية.

ويعمل تنظيم مثل هذه المعارض على تنظيم عمليات التواصل وتسهيلها بين هذه الأسر والزبائن، حيث تعمل هذه المعارض على استثمار طاقة الأسر المنتجة وتعزيز قدراتها في العمل الذاتي وتحقيق الشراكة المجتمعية مما يسهم في الارتقاء بمستوى الدخل و رفع مستوى المعيشة للأفراد.

وتشهد المعارض الترويجية للأسر المنتجة إقبالا جيدا ونطاق واسعاً جماهيرياً من قِبل المستهلكين المواطنين والمقيمين، إذ يحرص المستهلكين على اختيار المنتجات العمانية المصنوعة محلياً وذلك بسبب جودة المنتج المحلي ومواصفاته التي تؤكد كفاءته وقدرته على أن يكون أولوية في الاستهلاك اليومي للمواطن والمقيم. 

ترسيخ المنتج المحلي 

وبالتالي فإن هذه المعارض تعمل على نشر وترسيخ ثقافة الإنتاج المحلي وتعزيز ثقة المجتمع بالمنتج المحلي الذي سيعمل على دعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية بتنويع مصادر الدخل والاعتماد على الناتج المحلي. وتقول ميمونة اليزيدية أحد أفراد الأسرة المنتجة ” مثل هذه المبادرات التي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية ما هي إلا خير دليل على اهتمام ودعم الحكومة للأسر المنتجة. 

وقد أثبت المنتج العماني في هذه المعارض وجوده وبأنّه سيعمل جنباً إلى جنب في دعم الاقتصاد الوطني، ومشاركتي في مثل هذه المعارض بعرض منتجات العناية بالبشرة التي صنعت صناعة يدوية محلية بمواصفات ومعايير صحية ومرخصة، وبذلك يحظى هذا المنتج المحلي على ثقة المستهلك سواءاً كان مواطن أو مقيم أو أحد الزوار والسياح في السلطنة “.

وتهتم الحكومة كذلك بالمرأة الريفية وبدعم مشاريعها المنزلية، وتعمل على تعريف المجتمع المحلي بالمنتجات الريفية وتسويقها، بما فيها المنتجات الزراعية والحيوانية ومنتجات نحل العسل. 

منتجات المرأة الريفية

وفي هذا الصدد، قالت جوخة بنت محمد الحبسية رئيسة قسم التنمية الريفية بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بشمال الشرقية، نسعى دوماً أن نشارك مشاريع المرأة الريفية في مثل هذه المعارض والمبادرات، بإعتبار أن منتجات المرأة الريفية تندرج ضمن المنتجات المحلية التي من الواجب علينا دعمها و تسويقها في مختلف المحافل وتعزيز دورها الريادي في تنمية الاقتصاد الوطني، وجميع منتجات المرأة الريفية صُنعت بأيادٍ عمانية وبمواصفات متميزة، ولذلك فالمرأة الريفية تتفرد بمنتجاتها التي في نهاية المطاف ستكون جزءًا عمانياً بحتاً من المنتج المحلي”. 

ومن جانبها، قالت شميسة بنت ساعد الحجرية: بالنسبة لي كصانعة منتج محلي أحرص دوماً أن يكون المنتج صنع بأيدي محترفة ومواصفات ذات جودة عالية، حتى يتسنى لي عرضه كمنتج عماني محلي ذا جودة فعملي في صناعة البخور من الممكن ان يغني المستهلكين عن المنتجات الخارجية والانجذاب نحو المصنوع محلياً وبذلك فأن تنوع الأسر المنتجة في أعمالها يضمن وجود مختلف المنتجات والاحتياجات اللازمة للمستهلك، ومثل هذه المعارض التي تُعنى بها وزارة التنمية الاجتماعية – في المقام الأول- هي النافذة الأولى لتسويق وعرض منتجات الأسر المنتجة .  

منافسة 

وشاركت وداد بنت خالد المسكرية بحديثها في هذا الصدد قائلة: أنا شخصياً منتجي هو الشوكولاتة والحلويات ويمر هذا المنتج بجميع المراحل من تصنيع وتجهيز وتغليف بواسطة كوادر وأيادي عمانية، ومن خلال هذه المعارض نحن نثبت وجود المنتج العماني، وننافس به في الأسواق المحلية ليكون معروفاً لدى المستهلكين في سلطنة عُمان.

 وأصبحت المعارض الاستهلاكية للأسر المنتجة تواكب مواسم السياحة الداخلية وتعتبرها فرصة قيمة لتنمية الدخل الأسري وجذب الزوار والسياح نحو المنتج المحلي وزيادة الوعي بأهمية دعم المنتجات المحلية، وذلك لما تشهده مواسم السياحة من توافد للسياح من مختلف الجنسيات، ولا يكاد يخلو الموسم السياحي من معرض أو ملتقى للأسر المنتجة الذي هو بمثابة رافداً قويا لقطاع السياحة.

 ويتحدث المعتصم بن هلال الحوسني مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الشرقية حول هذا المحور قائلاً: نحرص دائماً على إقامة ملتقيات ومعارض الأسر المنتجة ونسعى الى إيجاد كافة الوسائل المتاحة للترويج ومنها إقامة المعارض خلال المواسم السياحية النشطة وذلك لاستغلال وجود السياح والزوار من مختلف الفئات المجتمعية ومن مختلف المحافظات والولايات وجذبهم نحو منتجات هذه الأسر الإبداعية ، وكذلك تمهد هذه المواسم السياحية للأسر المنتجة الطريق نحو التسويق والترويج والتوسع في عالم الإنتاج والتصنيع المحلي ، وبالتالي فإن إقامة معارض الأسر المنتجة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السياحة الداخلية وفي باقي مواسم السنة أيضاً.

جذب السياح 

 ويضيف: تتنوع المنتجات الأسرية ما بين مشغولات يدوية، ومأكولات شعبية، وصناعات تجميلية من عطور وبخور والسعفيات والحلويات المنتجة محلياً، وبالتالي إن موسم السياحة المحلية هو فرصة لكسب الزبائن حيث أنه يضفي قيمة مستمرة ودعم مستمر ومتواصل للأسر المنتجة وهناك جهود ملموسة من مختلف الجهات المعنية لتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتهيئة الأجواء المناسبة لعرض هذه المنتجات وتسويقها الذي يساهم في دفع الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*