البريمي – العمانية|
تُعد قرية “واسط” واحدة من القرى البارزة في منطقة وادي الجزي بولاية البريمي، إذ تُمثل بوابة الولاية من الجهة الشرقية، و تفصل بين ولايتي البريمي وصحار، وتبعد عن مركز المدينة حوالي 50 كيلومترا وتمتد على مساحة واسعة تعزز من أهميتها الجغرافية والاستراتيجية.
وتتميز بلدة واسط بمقومات سياحية تجمع بين الطبيعة وعمق التراث، إذ تمتد فيها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي تزدان بأشجار النخيل والمحاصيل المتنوعة، ما يضفي على البلدة مشاهد طبيعية بديعة تستقطب الزائرين، إضافة إلى ذلك تُسهم البيئة الريفية الهادئة في جعلها وجهة مفضلة لعشاق السياحة الريفية؛ إذ يمكن للزوار الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية واستكشاف وادي واسط، الذي يعد من أبرز روافد وادي الجزي بمياهه الجارية وبركه المائية، في الوقت الذي يعزز المناخ المعتدل على مدار السنة من جاذبية البلدة لتكون وجهة مثالية للعائلات والسياح الباحثين عن الهدوء في أحضان الطبيعة.
وقال سليمان بن علي الشامسي أحد أهالي قرية واسط، إن القرية تنتشر فيها مهنة الزراعة، إذ تركز بشكل رئيسي على زراعة النخيل، التي تُعد جزءًا أساسيًا من المشهد الزراعي في المنطقة، مؤكداً أن زراعة النخيل تسهم في دعم الاقتصاد المحلي، وتلبية احتياجات السكان من التمور التي تشكل أحد المنتجات الرئيسة في القرية.
وأضاف: أن القرية تزرع فيها مجموعة واسعة من الفواكه والخضروات مثل المانجو وأشجار الحمضيات، بالإضافة إلى الحبوب والأعلاف الحيوانية، مبيناً أن فلج واسط، الذي يستمد تدفقه من مياه وادي واسط، يقوم بدورٍ جوهريٍ في ري هذه المحاصيل وتوفير المياه الضرورية لنموها، موضحاً أن هذا التنوع الزراعي يضفي على قرية واسط تميزًا خاصًا بين القرى المجاورة؛ إذ تسهم هذه المنتجات في تحقيق الاكتفاء الذاتي لسكان المنطقة.
من جانبه، قال حميد بن راشد الزيدي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة البريمي، إن البلدة تحتوي على موقع واسط الأثري، الذي يعد من أبرز المواقع التاريخية الغنية بالقطع الأثرية التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم العثور في هذا الموقع على مجموعة من القطع الفريدة مثل أواني الحجر الصابوني، ورؤوس سهام من البرونز، إضافةً إلى سيوف وخناجر وشفرات برونزية وخواتم صدفية.
وأشار الزيدي إلى أن البلدة تضم خمس حارات قديمة وهي: حارة الغوير، وحارة المسحاب، وحارة العقيبة، وحارة الغور، وحارة الريب، إلى جانب خمسة مساجد تاريخية وهي: مسجد الرشيدات، ومسجد أولاد قليب، ومسجد بن حبيب (مطراح مانع)، ومسجد أولاد هلال، ومسجد حارة الرّيب، و يعكس هذا الموقع التاريخي الثراء الثقافي الذي تحظى به البلدة وتراثها العريق.