لندن – العمانية|
ألقى علماء من جامعة ليدز البريطانية الضوء على الانبعاثات التي غالبا ما يتم تجاهلها من السفر لمسافات طويلة، إذ يقدم العلماء منظورا جديدا عن النطاق الذي يسهم به السفر في أزمة المناخ المستمرة.
وقال الباحثون: يمثل قطاع النقل 30% من استخدام الطاقة العالمي و37% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وعلى الرغم من حصته الكبيرة في الانبعاثات الوطنية، كان النقل أحد أصعب القطاعات في إزالة الكربون، فعلى سبيل المثال، بين عامي 1990 و2019، انخفضت الانبعاثات من قطاعات الاستخدام النهائي الأخرى في المملكة المتحدة بنسبة 44%، في حين انخفضت الانبعاثات من النقل بنسبة أقل من 5%، ما يجعل النقل مع حصة متزايدة من الانبعاثات بمرور الوقت.
وكشف الباحثون عن رؤى جديدة بشأن التأثير البيئي لأنماط السفر المختلفة، وخاصة في المملكة المتحدة، حتى السفر الطويل البسيط يسهم كثيرا في البصمة الكربونية العالمية، وأشاروا إلى أنه بالنسبة للمقيمين في المملكة، فإن الرحلات التي تمتد لأكثر من 50 ميلاً في اتجاه واحد – على الرغم من أنها تشكل أقل من 3% من جميع الرحلات – مسؤولة عما يصل إلى 70% من جميع انبعاثات الكربون المرتبطة بالسفر.
وكتب الباحثون: لقد برز السفر الدولي لأغراض الترفيه والأغراض الاجتماعية كقطاع بالغ الأهمية بسبب حصته الكبيرة في المسافة المقطوعة وانبعاثات الكربون، ونموه المستمر على مدى العقدين الماضيين مقارنة بأغراض ووسائل السفر الأخرى”، وتُظهر إحصاءات السفر الدولي بعد جائحة “كوفيد-19” أيضا أن هذين القطاعين لا يزالان مزدهرين.
وأشار الدكتور ضياء ودود الباحث الرئيس من معهد دراسات النقل وكلية الهندسة الكيميائية وهندسة العمليات إلى أن، حجم تأثير السفر لمسافات طويلة كبير للغاية بالفعل فأقل من 3% من رحلاتنا مسؤولة عن حوالي 60% من الأميال و70% من الانبعاثات، وهو ما يوضح مدى أهمية السفر لمسافات طويلة في مكافحة تغير المناخ.
وإذا تم تحويل جميع رحلات السيارات التي تقل مسافتها عن 8 أميال إلى المشي أو ركوب الدراجات، فسيكون هناك انخفاض في انبعاثات الكربون بنسبة 9.3%، ولكن هذا التحول سيتطلب تعديل ما يقرب من 55% من جميع الرحلات، حيث إن معظم السفر محلي ويعتمد على السيارات.
وقام الباحثون بإنشاء مقياس جديد (حساسية خفض الانبعاثات) والذي تم تطبيقه لتقييم أنواع السفر التي يمكن تعديلها لتحقيق أقصى قدر من خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن سفر الركاب.
ويقدم البحث جرس إنذار للجميع لإعادة التفكير في التأثير الكربوني لسفرهم، وإعطاء الأولوية للرحلات الطويلة، وخاصة الرحلات الجوية، وتحقيق أكبر قدر من الانخفاضات لمكافحة تغير المناخ الذي لا ينبغي أن يقع على عاتق الرحلات المحلية ورحلات الركاب فحسب، بل أيضاً على السفر لمسافات طويلة، وخاصة الرحلات الجوية الدولية.