مسقط-وجهات|
قامت جمعية البيئة العُمانية بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، وعددٍ من شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص، بتنظيم حملة تنظيف طارئة لجزيرة مصيرة وذلك بعد غرق سفينة قبالة شواطئها مما قد يؤثر بشكلٍ سلبيٍ على أعداد سلاحف الريماني المُهددة بالانقراض. وقد غطَت هذه الحملة مساحة أكثر من 50 كيلومتر من الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة حيث استمرت حملة التنظيف على مدار شهرين متواصلين وتم خلالها إزالة 5 أطنان من حطام ومخلفات السفينة الغارقة،مما سيساهم في إنقاذ عدد كبيرمن أفراخ السلاحف الصغيرة.
تأثرت شواطئ مصيرة، وعلى إثرحادثة غرق إحدى السفن التجارية قبالة سواحلها، بانتشارالعديد من المواد البلاستيكية والنفايات، تزامناً مع موسم تعشيش السلاحف وخروج الأفراخ مما عرض هذا الموئل الطبيعي في جزيرة مصيرة والأكثر شهرة في العالم للأخطار المتعددة.
وقامت جمعية البيئة العُمانية بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والمجلس البلدي بجزيرة مصيرة، وشركة تنمية نفط عُمان، وكاريليون علوي، وشركة شل العُمانية للتسويق والمجموعة العُمانية الدولية، والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية، الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة ‘بيئة’، وسوما،والشركة العُمانية للتنمية السياحية ‘عُمران’، ومنتجع جزيرة مصيرة، وتراكس، ومتطوعين من عدة جهات مختلفة، ببذل جهودٍ دؤوبة لضمان نظافة الشاطئ خلال موسم التعشيش وتفريخ السلاحف.
وقال نيك وينكلس، مدير مشاريع في كاريليون علوي: تحتضن جزيرة مصيرة العديد من أشكال الحياة البرية ومن بينها ثاني أكبر تجمع من سلاحف الريماني على مستوى العالم. وإننا نفخر في كاريليون علوي بمشاركتنا في هذا الوقت الحرج ومُساعدة جمعية البيئة العُمانية في الحفاظ على الحياة البرية والتنوع الحيوي الجزيرة.
وقبل انطلاق أعمال التنظيف، قامت الجمعية مع الشركات الأخرى المشتركة في الحملة بتشكيل فريق تقييم من أجل القيام بأعمال المسح ووضع خطة لتنفيذ الإجراءات الحرجة. كما تولى أحد خبراء البيئة مهام الإشراف على المتطوعين أثناء الحملة لضمان عدم تأثر مواقع التعشيش الحساسة. وتعاقدت الجمعية مع فريق متخصص ومدرب من قبلها للمساعدة في أعمال التنظيف وإزالة الحطام.
من جانبه، قال سليمان المنذري، مدير الشؤون الخارجية والاتصالات بشركة تنمية نفط عُمان: طالما شكلتفعاليات جمعية البيئة العمانية مصدر إلهاما لنا بما في ذلك جهودها الدؤوبة للحدَ من تلوث ساحل جزيرة مصيرة والحفاظ على مواقع تعشيش سلاحف الريماني فيها وخاصة بعد واقعة غرق السفينة قبالة شواطئها. وإننا نفتخر بشراكتنا المثمرة مع الجمعية ووزارة البيئة والشؤون المناخية وسلاح الجو السلطاني العماني والبلدية من أجل المساهمة بدورٍ فاعلٍ في حملة التنظيف الطارئة هذه والحفاظ على مظاهر الحياة البرية بالجزيرة.
وقال خالد بن عبدالله المسن، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال: عندما سمعنا عن هذه الواقعة، استجبنا في الحال إلى نداء جمعية البيئة العمانية لضمان عدم الإضرار بالتنوع الحيوي على الجزيرة التي تشكل موطناً لسلاحف الريماني المهددة بالانقراض. ومما لا شك فيه أن حماية وصون البيئة تُعد جزء لا يتجزأ من استراتيجية عملنا ونضعها دائماً في مقدمة أولوياتنا. وأود أن أتقدم بخالص الشكر إلى كل من ساهم في هذه الحملة الهادفة.
جديرٌ بالذكر أن جمعية البيئة العُمانية قد تم تأسيسها عام 2004 بهدف نشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة وتنوعها الحيوي والحفاظ على مظاهر الحياة البحرية فيها. وبالإضافة إلى حملات التنظيف التي تنظمها الجمعية للشواطئ، قامت الجمعية بإطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى حماية سلاحف الريماني المهددة بالانقراض بما في ذلك مشروع حماية السلاحف البحرية تحت رعاية شركة نفط عمان وميناء الدقم والذي استمر على مدار عشر أعوام.