مسقط – وجهات|
وجه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الاربعاء الماضي، بوضع خطة زمنية لتطوير الجبل الأبيض الذي يعد واحدا من الوجهات السياحية التي يمكن أن تحقق عائدا كبيرا خلال الفترة المقبلة نظرا لوجود كل المقومات السياحية التي تؤهله ليكون جاذبا للزوار.
ويقع الجبل الأبيض في ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، ويُعد من ضمن جبال الحجر الشرقي التي تمتاز بانحداراتها الشديدة وارتفاعاتها الشاهقة، كما تضم بين جنباتها أروع التكوينات، وتأوي العديد من أنواع الحياة الفطرية.
ويُعد الجبل الأبيض الوجهات السياحية لسياحة المغامرات الجبلية. ويُعتبر الجبل الأبيض من أكبر الجبال في سلطنة عُمان من حيث المساحة الشاسعة وكذلك الارتفاع. ويتميز بكثرة القُرى القديمة المأهولة بالسكان، والوديان التي تصب فيه.
وأبرز مناطق الجبل الأبيض هي منطقة الحيل الكبير التي تعتبر واحة غناء خضراء مشكلة لوحة من إبداع الخالق في أغلب فصول السنة. كما تزخر محمية السرين بالعديد من الموارد المائية منها الأودية والعيون والخروس والغيول التي تعتبر المورد الأساسي للوعول والغزلان العربية القاطنة بالمحمية والكائنات الحية الأخرى.
ويقع الجبل الأبيض بين 5 ولايات، وهي ولاية قريات، وولاية صور، وولاية دماء والطائيين، وولاية إبراء، وولاية وادي بني خالد.
ويعود اسم الجبل إلى لون طبيعته الجيولوجية البيضاء، والتي يمكن مشاهدتها بوضوح من التصوير الجوي أو الأقمار الاصطناعية .
ويصل ارتفاع الجبل في أعلى نقطة له إلى ألفين متر فوق سطح البحر، ما يجعل مناخه باردا في فصل الصيف، وأكثر برودة في فصل الشتاء.
ويُوجد في الجبل بعض المقابر الأثرية على شكل أبراج مبنية من الحجارة، ويصل عمرها إلى أكثر من 2,500 عام قبل الميلاد.
وبالطبع، يحتاج الوصول إلى الجبل لسيارات الدفع الرباعي، وخبرة القيادة في الأماكن الجبلية الوعرة، على ارتفاعات شاهقة.
ويُعتبر الجبل الأبيض قبلة لمحبي التخييم، والمغامرات، والتصوير، إذ يتميز بالمقومات الطبيعية والسياحية التي تشجع الجميع على زيارته.
وتشير الدلائل الحفرية إلى أن الإنسان العماني استوطن الجبل الأبيض منذ آلاف السنين، فالشواهد الأثرية تؤكد أن الاستيطان البشري يعود تاريخه إلى 2500 سنه قبل الميلاد أبرزها المقابر على شكل أبراج والمقتنيات الأثرية التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية كالأواني الفخارية والنحاسية التي تعود إلى حضارة أم النار والحضارة السومرية في بلاد الرافدين.
ويُعدّ الجبل الأبيض لوحة فنية فريدة من نوعها تحتضنها جبال الحجر الشرقي من عماننا الجميلة تتداخل فيها معاني الحياة والجمال في آن واحد لتشكل لنا لوحة فنية يعجز عن رسمها أي فنان فهو سر من أسرار عُمان حيث القرى المتناثرة هنا وهناك بين وجنتي الوادي التي يزيد عددها حوالي الخمسين قرية يحتضنها الجبل بدفءٍ ووئام.
وتعود حضارة الجبل الابيض إلى آلاف السنين حيث توجد كثير من الاثار التي تعود إلى حقبة حضارة “أم النار ” التي تعود إلى 2500 قبل الميلاد والتي تعاصر الحضارة الفرعونية وهذا يدل على استمرارية الحياة بالجبل الابيض وما يدل على هذه الحضارة وجود حوالي 90 مقبرة على شكل ابراج تعود إلى سنة 2500 ق.م تنتشر على مساحة واسعة من الجبل الابيض وتم اكتشاف هذه المقابر سنة 1994 م من قبل وزارة التراث والثقافة.
ويعتقد اهالي الجبل الابيض أن هذه المقابر قد بناها الشيطان “كبير كب” لتكون مقابر لضحايا هذا الشيطان الذي يخطف ضحاياه من القرى المجاورة و يأسرهم بهذه الابراج وتكون نهاية هذا الشيطان على يد احد رجال الجبل الشجعان كما تروي الاسطورة وجاءت هذه الاسطورة كتبرير لمدى روعة البناء وضخامته حيث يعجز الانسان عن فعل هذا حسب تصور أهالي الجبل إذ أن الصخور التي بنيت منها هذه المقابر تجلب من قاع الوادي الذي يكون في انحدار شديد إلى جانب مدى اتقان هذا العمل الذي لايزال يقاوم عوامل التعرية.
وتوجد بالجبل الابيض عدد من الابراج والبيوت الاثرية التي بنيت في فترات مختلفة حيث تشاهدها شامخة وانت تشق طريقك إلى عمق الجبل الابيض وهناك الكثير من المساكن المبنية من الصخور وكذلك الكهوف التي يستخدمها الاهالي حتى الان كبيوت تقيهم برودة الشتاء واشعة الشمس، كما لا يخلو اي مكان في الجبل من وجود مسجد فتجد المساجد على الطرق وفي الاماكن التي ينتقل اليها اهالي الجبل في بعض الاوقات من السنة.