هيئة البيئة: الركائز الخشبية لمنع المركبات من تخريب الشواطىء وتدمير الأعشاش ولا تمنع الأفراد من العبور إلى الشاطئ
ناصر الغيلاني: المحمية ثالث أهمية محمية في العالم بعد أستراليا وكوستاريكا
نأمل عمل كورنيش في رأس الحد لصد الأمواج العالية في فترة الأجواء المناخية لاستدامة المحمية
صور – “وجهات” يوسف بن أحمد البلوشي|
شهدت محمية السلاحف في رأس الجنز، بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، حضورا كبيرا خلال فترة اجازة العيد الوطني الـ 53 المجيد.
فقد بلغ عدد الزوار إلى المحمية قرابك 2000 زائر، حيث شهد يوم الاربعاء تدفق حوالى 600 زائر معظهم من الزوار العمانيين، فيما سجل يوم الخميس قرابة 750 شخصا، ايضا أكثرهم من الزوار العمانيين، فيما بلغ عدد الزوار يوم الجمعة حوالي 650 شخصا.
توضيح
من جهتها، تابعت هيئة البيئة ما تم إثارته مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام والتي تداولت صورا لأعمال قيد الانشاء وغير مكتملة، لتركيب ركائز خشبية على جزء من شاطئ محمية السلاحف بنيابة رأس الحد.
واوضحت، ان محمية السلاحف بنيابة رأس الحد محمية طبيعية أعلنت بموجب المرسوم السلطاني رقم 96/25 . وتلتزم هيئة البيئة بحماية التنوع الحيوي فيها واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الشأن بموجب القوانين النافذة واللوائح التنظيمية.
استدامة المحمية
وتنفذ هيئة البيئة عدة برامج سنوية من أجل حماية واستدامة هذا الأرث الطبيعي العالمي الهام الذي يواجه خطر الأنقراض والذي تنفرد به شواطئ محمية السلاحف وعدة شواطئ على مستوى العالم ومن بين تلك البرامج الرقابة البيئية والمسوحات الميدانية والتوعية وحماية الأعشاش وصغار المواليد ومن بين تلك البرامج برنامج التارتل كوماندوز الذي عمل خلال الثلاثة مواسم الأخيرة على إعادة أكثر من 200 ألف سلحفاة صغيرة ضالة إلى البحر، وإنقاذ مئات الأمهات، وتجميع عشرات الأطنان من المخلفات والمشوهات خلال حملات تنظيف الشواطئ، وتدريب قرابة ألف مطوع من داخل السلطنة وخارجها ليصبحوا سفراء للبيئة.
مؤكدا ان الركائز الخشبية الجاري تركيبها لا تمنع الأفراد من العبور إلى الشاطئ مطلقا، وإنما تمنع المركبات بهد الحد من عمليات تخريب الشواطئ وتدمير الأعشاش. علما بأن المسافة من مواقف المركبات إلى الشاطئ لا تتجاوز أمتار ويسهل عبورها مشيا، كما أن الشاطئ – موقع العمل – لا يوجد به نشاط إنزال سمكي.
عنصر جذب
مؤكدة، انه لا يوجد أي تأثير على السياحة المسؤولة التي تدرك أهمية المورد الطبيعي وضرورة استدامته لكونه سببا رئيسا في إثرائها، حيث أن شواطئ محمية السلاحف تتميز عن غيرها من الشواطئ بوجود السلاحف التي تمثل عنصر جذب سياحي، الأمر الذي يستلزم تعاون الجميع من أجل الحفاظ عليها.
وقالت الهيئة، ان هذا النوع من الركائز هي طريقة آمنة وصديقة للبيئة وبمواد طبيعية لا تؤثر على جمالية الشاطئ ومقوماته، وأثرها الايجابي كبير في الحد من تخريب الشواطئ وتدمير الموائل بفعل القيادة غير المسئولة للمركبات. وتستخدم في مختلف المواقع البيئية كالمحميات والمنتزهات الطبيعية في السلطنة وغيرها من الدول والأمثلة عديدة على ذلك.
وشكرت هيئة البيئة الجميع على الحرص الذي أبدوه تجاه هذا الموضوع لما له من أهمية، فأنها تؤكد على ضرورة تحري المعلومات الصحيحة، وإلى ضرورة التعاون من أجل حماية الأصول الطبيعية واستدامتها ودعم الجهود الرامية للحفاظ عليها من أجل بيئة مستدامة يصونها الجميع.
أهم محمية
وقال ناصر بن محمد الغيلاني، مدير محمية السلاحف في رأس الجنز، تعد محمية السلاحف برأس الحد في ولاية صور واحدة من أروع المعالم السياحية المميزة ليس في سلطنة عمان فحسب بل هي ثالث أهم محمية في العالم بعد استراليا وكوستاريكا، وتحتل مساحة 120 كيلومتر مربع من أراضي ساحلية وقاع البحار وعلى امتداد الساحل الذي يبلغ طوله حوال الـ 40 كيلومتر، وتضم أكثر من 20.000 سلحفاة لأنواع مختلفة وتعتبر من أجمل الأماكن السياحية في صور وتستقطب سنويا بين 800 ألف إلى مليون سلحفاة في السنة والتي تأتي للتعشيش.
وقال: تحتوي المحمية على عدة أقسام أهمها الغرف الأيوائيه و عددها 34 وتنقسم الى قسمين القسم الأول 19 غرفة في المبنى و 15 خيمة صديقه للبيئة.
وأكد الغيلاني، أن السلطنة تحرص كل الحرص على المحافظة على السلاحف البحرية التي تأتي إلى سواحل بحر العرب بمحافظة جنوب الشرقية وهي تشكل ملاذا آمنا لهذه السلاحف.
وجهة سياحية
مشيرا إلى أن الجهات المعنية تحرص كل الحرص على جعلت المحمية وجهة سياحية متميزة وجاذبة خلال فترة تعشيش السلاحف خاصة في ظل الحضور السياحي الكبير.واشار الغيلاني إلى اهمية تكاتف المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة لاهمية عمل كورنيش في رأس الحد الذي سيحمي مواقع تعشيش السلاحف من الأعاصير والأجواء المناخية وكذلك حماية بيوت السكان في النيابة وسيعمل على حماية مركز الزوار في المحمية من تأثيرات المد العالي للموج في فترة الاجواء المناخية.
وأكد قائلا، لا شك أن الحكومة تبذل جهودا كبيرا للحفاظ على هذه المحمية من الإزعاج الذي يسببه الناس والزوار للسلاحف خاصة في فترة التعشيش ونلاحظ اليوم ان هذه العادات قلت والحمد لله، بفضل وعي الناس وتكثيف الحملات.
مشيرا إلى أن مسألة منع الزوار من التخييم على الشاطىء فهذا يأتي ضمن مسؤوليات الاستدامة لهذه المحمية لانه هذا سيعطي حماية كبيرة للسلاحف التي تأتي للتعشيش ووضع بيضها في مكان آمن في رأس الجنز.