مسؤولون وخبراء لـ “وجهات”: وادي الشاب نحو عالم من المغامرات والتجارب الاستكشافية

د. سهام الحارثية: تطوير البنية السياحية المحلية وإنشاء مرافق استقبال عالية الجودة
د. رجب العويسي: وادي الشاب بيئة سياحية تنافسية تتحقق فيها الاستدامة ومعايير الأنسنة 

د. خالد البلوشي: وادي الشاب يعد معلما سياحيا يضاف إلى خريطة المعالم السياحية في عُمان 

مسقط – تقرير “وجهات”
يوسف بن أحمد البلوشي|


أشار عدد من المسؤولين في القطاع السياحي في سلطنة عُمان بقرار وزارة التراث والسياحة باعتبار وادي الشاب منطقة سياحية، مؤكدين أن هذا القرار سوف يعمل على تطوير هذه الوجهة السياحية لتكون قبلة للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها خلال السنوات المقابلة.
واكدوا في تصريحات لـ “وجهات“، ان هذا الوادي يعتبر مزارا سياحيا حيويا يقبل عليه كثير من الزوار طوال السنوات الماضية خاصة السياح الاوروبيين الذين يزورونه عند زيارتهم إلى سلطنة عُمان، الامر الذي جعله واحدا من الوجهات والمحطات السياحية الجاذبة.

تقول الدكتورة سهام بنت أحمد الحارثية، رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن وادي الشاب ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو عالم من المغامرات والتجارب الاستكشافية.

وقالت في حديثها مع “وجهات“، يُعتبر هذا الوادي المثالي لعشاق سياحة المغامرة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأنشطة الرياضات الشاقة والخفيفه ابتداء بتسلق الجبال إلى ركوب الزوارق والاسترخاء بين احضان الطبيعة وهو ما يعني تجربة فريدة تمزج بين إثارة المغامرة وجمال وهدوء الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، يمثل وادي الشاب فرصة مثالية لفتح آفاق سياحية جديدة. 

تطوير البنية الأساسية 
واكدت الحارثية، يمكن أن يشجع هذا القرار الاستثمار في هذه الوجهة على تطوير البنية السياحية المحلية، وإنشاء مرافق استقبال عالية الجودة، وتوفير خدمات عبر وجود مرشدين سياحيين محترفين. وبالتالي، سيسهم ذلك في جذب فئات جديدة من السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي، لتحقيق نجاح هذه الرؤية. مؤكدا انه يجب أن يتعاون القطاع الحكومي والقطاع الخاص بشكل وثيق. كما ينبغي على الحكومة تقديم التسهيلات اللازمة والتشريعات الداعمة للمستثمرين الذين يرغبون في تطوير وادي الشاب. 
واضافت قائلة لـ “وجهات“، يمكن أن تقوم الحكومة أيضا بتنفيذ حملات ترويجية دولية لجذب الانتباه إلى هذه الوجهة الرائعة، ومن ناحية أخرى، ينبغي على القطاع الخاص الاستثمار في التدريب وتأهيل الموارد البشرية المحلية لضمان تقديم خدمات عالية الجودة للزوار. 


دور محوري للقطاع الخاص 
كما يمكن أن يلعب القطاع الخاص دورا محوريا في تقديم تجارب فريدة للسياح من خلال تطوير أنشطة مغامرة مبتكرة ومميزة. واختتمت قائلة: نحن واثقون أن هذه الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ستدفع بعجلة السياحة في سلطنة عُمان إلى الأمام، وستجذب مئات الآلاف من الزوار الذين سيتمتعون بجاذبية وجمال وادي الشاب ويخوضون تجارب سياحية لا تُنسى.

نواة لنماذج سياحية

أما الدكتور رجب العويسي، الكاتب والخبير السياحي والاكاديمي، فقال: نثمن موافقة مجلس الوزراء، بقرار وزارة التراث والسياحة بتحويل وادي الشاب إلى منطقة سياحية، والذي سيكون نواة لنماذج سياحية قادمة.
مؤكدا في حديثه مع “وجهات“: ان هذا القرار سيضيف إلى الخريطة السياحية العمانية فرص التنوع والاستدامة. مشيرا الى ان هذا الامر يؤسس لمرحلة متقدمة تتجه فيها خطوات الانجاز السياحي القادمة لهذا الوادي في ثلاثة أبعاد رئيسية؛ أولها: ان يتحقق من خلال تعزيز البنية الاساسية للسياحة سواء من خلال توفير دورات المياه والمصليات والاستراحات السياحية والمقاهي وتزويده بالقوارب المائية وغيرها من الحاجات الاساسية الممكنة ، نظرا للانجراف الخطر لهذا الوادي وصعوبة البقاء فيه في حال تكون الأمطار أو الانواء المناخية، وبالتالي أن يتم مراعاة إقامتها في مواقع مرتفعة وبعيدة عن مجرى الوادي وهو ما يعني الحاجة أيضا إلى فتح معابر وجسور وطرق أخرى مرتفعة للمركبات لا تستخدم بطن الوادي نظرا لمخاطر انجرافه.

بيئات سياحية 

واضاف: اما البعد الثاني فيرتبط بالبيئة المحيطة بهذا الوادي، فالحديث عن وادي الشاب باعتباره وجهة سياحية يستدعي قراءة اعمق وأوسع للبيئات السياحية المحاذية لهذا الوادي، كمنطقة فنس ووادي طيوي وقلهات الأثرية وهوية نجم وغيرها، بحيث تمثل جميعها محطات سياحية داعمة لوادي الشاب، إذ من شأن إضافة هذه البيئات أن يضيف لهذا الوادي سمات وخصائص سياحية أوسع.
وتطرق العويسي الى البعد الثالث، فقال: فهو يتعلق بالبعد الاستراتيجي والاستدامة السياحية، وهو كيف نصنع من وادي الشاب بيئة سياحية تنافسية تتحقق فيها الاستدامة وتتأصل فيها معايير الأنسنة ، وهو الذي نعتقد بأنه سيضيف مرحلة متقدمة في تعزيز الكفاءة السياحية لهذا الوادي.
مكّون سياحي
مشيرا الى إن مفهوم الاستدامة يتحقق بتوافر وتكامل هذه الأبعاد وتناغمها في تشكيل المكون السياحي وانعكاساته على رغبات وقناعات السائح، وبالتالي الاهتمام بالنواحي الجمالية والابتكارية ذات الصبغة العالمية، مثل التلفريك والجسور المعلقة والحبل الانزلاقي لانعاش سياحة المغامرات، بالإضافة إلى المسارات الجبلية والمغارات والكهوف وغيرها من الفرص التي يختزنها هذا الوادي.
واختتم العويسي حديثه مع “وجهات” قائلا: إن هذا التنوع في الخيارات من شأنه صناعة النماذج السياحية التي تستفيد من البيئة المكانية والتضاريسية للوادي لتلامس شغف السائح وتقترب من رغباته وتجدد فيه فرص التردد إليه والأنس فيه.

بدوره، يقول الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي، الخبير السياحي وعضو لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، ان وادي الشاب يعد معلما سياحيا ستتم اضافته إلى خريطة المعالم السياحية في سلطنة عُمان خاصة وان محافظة جنوب الشرقية. 

وأضاف في حديثه مع “وجهات“: ان التنوع الجغرافي للوادي وقربه من البحر، ووجود ايضا مياه الوادي العذبة وهو على مسافة 3 كيلومترت، يمثل وجهة للزوار، وبالتالي فإن تطوير هذا المكان وتوفير خدمات سياحية، سوف تمنح منطقة وادي الشاب، بعدا جديدا، من حيث تنظيم البرامج السياحية والأنشطة، والتي تحتاج حاليا إلى شيء من التنظيم حتى تعود بعائد وقيمة مضافة اكبر للقطاع السياحي. 
 وقال: ان الوزارة مع هذا القرار سوف تعيد تشكيل وتنظيم هذا الوادي ليكون مكانا متعدد الخدمات منها لخدمة سياحة المغامرات او الاستجمام والسباحة. اضافة إلى توفير عدد من المحلات والمطاعم والمقاهي التي يحتاجها الزوار في هذا المكان. كما ان عملية التطوير ستكون على ثلاث مراحلة وهي بلا شك ستضفي بعدا سياحيا جاذبا للوادي بجانب وجود مركز خدمات سياحية وغيره من الخدمات الترفيهية التي ستقدم للسياح.

 ويؤكد البلوشي قائلا: نأمل ان هذا النموذج الذي طبق في وادي الشاب ان يطبق في بعض المواقع ذات التميز البيئي والجغرافي ويمنحها نوع من الخصوصية في مثل هذه الاماكن. 
 ودعا الدكتور خالد البلوشي إلى اهمية وجود مركز طبي في الوادي بخدمات سريعة تقدم للزوار في الحالات الطارئة اذا ما استدعي الأمر خاصة مع وجود سياحة المغامرات والحبل الإنزلاقي مع وجود مرشدين متخصصين لارشاد الزوار إلى مواقع الجذب السياحي في منطقة الوادي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*