صلالة – العُمانية|
بدأ اليوم بمحافظة ظفار موسم الربيع فلكيًّا وهو ما يطلق عليه محليًّا “الصرب”، وتتأثر به الولايات الساحلية للمحافظة تحديدًا من ولاية ضلكوت غربًا إلى ولاية مرباط شرقًا، ويستمر مدة ثلاثة أشهر، حيث ينتهي في الـ 21 ديسمبر من كل عام.
ويتميز موسم “الصرب” بسطوع الشمس واعتدال الطقس وانخفاض نسبة الرطوبة وهدوء أمواج البحر، بالإضافة إلى روعة المناظر الطبيعية في الجبال والوديان والسهول بعد انقضاء موسم الخريف الممطر وانقشاع الضباب وصفاء الجو، وتفتّح الأزهار وهبوب النسائم الباردة.
ويُمثّل موسم “الصرب” أحد المواسم الاقتصادية المهمة لدى المزارعين والصيادين ومربي الماشية؛ نظرًا للحصاد الزراعي الموسمي في المناطق الجبلية والسهلية التي تعتمد على الأمطار الموسمية الخريفية، والتي من أهمها الذرة والفاصوليا المحلية والخيار، إلى جانب زيادة إنتاج العسل وتوفّر كميات كبيرة من الأسماك السطحية والقاعية ذات القيمة الغذائية العالية أبرزها: الشارخة، وسمك الكنعد، والسردين، والصافي، والشعري.
كما يشهد موسم “الصرب” الرعي الربيعي (خَطِيلُ الإبل)، الذي يبدأ سنويًّا في أواخر شهر سبتمبر، حيث ينقل ملّاك الإبل بجبال محافظة ظفار إبلهم في مجموعات من السهول أو مناطق خلف الجبال “القطن” إلى أماكن الرعي التي أُغلقت مع بداية موسم الخريف، مردّدين عددًا من الفنون التقليدية المغناة والأبيات الشعرية، تصاحبها بعض العادات الاجتماعية القديمة.
ويزخر موسم “الصرب” بوفرة المراعي الخضراء للماشية في السهول والهضاب والجبال؛ ما يُسهم في زيادة الإنتاج من اللحوم ومنتجات الألبان ومشتقاته مثل: الزبدة “القطميم”، والسمن المحلي “المشح”.
وتعد جبال ظفار من الوجهات السياحية التي تلقى إقبالاً كبيرًا من الزوار والسياح خلال موسم الصرب بمحافظة ظفار؛ نظرًا لطبيعتها الخلابة وأجوائها المعتدلة وسهولها الممتدة الواسعة، وانتشار الأشجار التي يقصدها المواطنون والمقيمون للاستظلال وقضاء أوقات جميلة بين أحضان الطبيعة الغنّاء.