الحمراء – العُمانية|
يعد بيت المسفاة للمقتنيات التراثية “متحف مسفاة العبريين” في قرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية الذي تم افتتاحه في مارس عام 2018م، متحفًا متكاملًا يحكي كل تفاصيل حياة القرية العُمانية خاصة الجبلية بمقتنياتها وعاداتها وتقاليدها.
كما يعد “متحف مسفاة العبريين” مشروعا سياحيًّا تراثيًّا هدفه المحافظة على إرث وموروث الأجداد وتعريف السياح والزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها بالحياة العُمانية المعاصرة على مرّ العصور.
وفي إطار اهتمام الحكومة بدعم مثل هذه المشروعات السياحية التراثية فهناك توجّه لدى وزارة التراث والسياحة لإجراء بعض أعمال الترميم على أسقف هذا المتحف وإجراء تعديلات مختلفة فيه بطريقة عرض المحتويات وغيرها، ومن المؤمل البدء قريبا في أعمال الترميم على أمل الانتهاء منها مع بداية الموسم السياحي المقبل في شهر أكتوبر 2023م.
وقال عبدالله بن زاهر العبري صاحب متحف مسفاة العبريين، إن المتحف أحد الأنشطة السياحية المتميزة والمتنامية في هذه القرية السياحية العريقة والمدرجة في عام 2021م مثل واحدة من أفضل القرى السياحية العالمية من قبل منظمة السياحة العالمية.
وأضاف، أن المتحف يتيح للسائح والزائر معرفة واكتشاف حياة القرية العُمانية بكل تفاصيلها والاستماع لشرح مفصل من أبناء القرية لمحتوياته إلى جانب إتاحة الفرصة للسياح الأجانب تجربة ارتداء الزي التقليدي العماني، مشيرا إلى أن المشروع نال الإعجاب والتقدير من الزوار نظير المجهود الكبير الذي بذل لإخراجه بطريقة تراثية مختلفة وملفتة.
وبين أن ما يميز هذا المتحف أنه بإدارة عمانية تامة، وأقيم في بيت أثري قديم يتوسط حارة مسفاة العبريين القديمة ويعود بناؤه من قبل الأجداد بنحو 600 عام تقريبا، موضحا أن المتحف يحوي العديد من الغرف، وكل غرف تحكي جانبا مهمًّا ومختلفًا من حياة القرية العُمانية فهناك غرفة المعيشة بكافة مقتنياتها من ملابس عمانية تقليدية وأسلحة تقليدية مثل السيوف العُمانية الأصيلة وأسلحة أخرى استخدمت قديما للصيد أو للحماية كالرمح والقوس وأيضا بنادق تعود صناعتها لعدة قرون إلى جانب أدوات الغزل والنسيج والجلود والسعفيات والنقود القديمة وبعض الكتب والوثائق القديمة.
أما غرفة الأدوات الزراعية فتحوي على كل معدات الزراعة التي استخدمها سكان القرى الجبلية قديما كالمحراث اليدوي والفؤوس والحبال وأدوات الحفر وتكسير الأحجار ونقل التربة وصناعة الصاروج وأدوات عمليات تجفيف المحاصيل الزراعية والتمور وطرق استخلاص دبس التمر وباقي المنتوجات الأخرى.
كما أن هناك أدوات أخرى استخدمت في أعالي الجبال سواء فيما يتعلق بالبحث عن عسل النحل المحلي أو تربيته واستخلاصه، ومعدات أخرى لجني وجلب الفواكه الجبلية والحطب والحشائش وغيرها التي استعان بها العُمانيون في تلبية متطلباتهم الحياتية في ذلك الوقت.
وأشار العبري إلى أن هناك غرفة وركنا خاصا للمطبخ العُماني ويحوي جميع مكونات المطبخ العُماني التقليدي من أوان وصحون وقدور ودلال فخاريات نحاسية وجلود وأدوات حفظ الزيوت والعسل وطحن الحبوب مثل الرحى الحجرية وأخرى مصنوعة من أخشاب الأشجار الجبلية المعروفة مثل العتم والعلعلان والسدر وغيرها.
كما تم تخصيص غرفة أخرى لعرض مقتنيات الآباء والأجداد مثل المذياع القديم والساعات القديمة بمختلف أنواعها وأدوات ومعدات أخرى مختلفة، إلى جانب عرض بعض الصور الفوتوغرافية القديمة للمواقع والأشخاص لربط الماضي بالحاضر وتعريف الجيل الحالي بالتطورات والمتغيرات التي شهدتها مسفاة العبريين منذ قديم الزمان وحتى وقتنا الحاضر، مؤكدا على أن هذا العمل توج بإصدار كتاب مسفاة العبريين (الإنسان والمكان والزمان) من قبل مالك المتحف في شهر أكتوبر 2022م ليكون تتويجا وتكملة مهمة جدا في عملية توثيق وسرد تاريخ هذه القرية العمانية العريقة.
جدير بالذكر أن متحف مسفاة العبريين يضم منفذا تسويقيًّا للأسر المنتجة يعرض فيه الكثير من المشغولات اليدوية التقليدية والفخارية والسعفيات للبيع إلى جانب منتوجات العسل المحلي والزيوت الطبيعية المستخلصة وغيرها والتي لا تزال تستخدم لأغراض مختلفة .