يمثل وجهة سياحية صيفا وشتاء لمفرداته واعتدال طقسه.. الطرق وضعف شبكة الاتصالات ونقص الخدمات أبرز التحديات في جبل شمس

مسقط – يوسف بن احمد البلوشي |

 تملك سلطنة عُمان مقومات سياحية متنوعة يجعلها وجهة سياحية في كل فصول العام نظرا لتنوعها الطبيعي الهائل. وفي فصل الصيف تستهتر سلطنة عمان بوجود تنوع بيئي سياحي معتدل في درجات الحرارة مثل جبل شمس الذي يعد مزارا سياحيا بدأ يأخذ شهرة واسعة محليا وعالميا كواحد من مواقع الجذب السياحي بجانب انه وجهة سياحية في الشتاء.
وأصبح كثير من السياح يبحثون عن الوجهات السياحية ذات الطقس البارد والمعتدل لقضاء أوقات ممتعة خاصة في أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة سواء في عمان أو منطقة الخليج.

وتتزايد حظوظ سلطنة عمان لكسب أعداد كبيرة من السياح في مثل هذه الأوقات من العام حيث تتمتع عديد الوجهات السياحية بأجواء استثنائية وأنشطة تناسب السياحة الصيفية منها محافظة الداخلية وخاصة الجبل الأخضر وجبل شمس وكذلك محافظتا ظفار وجنوب الشرقية.

وتتميز الوجهات السياحية الصيفية العُمانية باعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة. إلى جانب الامطار والرذاذ الذي يعرف بموسم الخريف في محافظة ظفار، في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة الى مستويات عالية إقليميا، ويصاحب ذلك جهودا حثيثة لتعزيز هذه المقومات بأنشطة وفعاليات تناسب الموسم السياحي الصيفي.ورغم أهمية جبل شمس كوجهة سياحية لكن تنقصه الخدمات التي تساعد الزوار على الاستمتاع باعتدال الطقس في الصيف ومن أبرز التحديات تحد من النمو السياحي والاستثماري، في جبل شمس، خاصة تلك المتعلقة بجاهزية المكان وتهيئة الطرق المؤدية له، كما تعاني شبكة الاتصالات في المنطقة ضعفا يجعل الشبكة غير متوفرة في بعض المناطق في الجبل، بالإضافة إلى قلة مشروعات القطاع البلدي في الجبل تجعله يعاني من نقص في الخدمات الرئيسية.
ورغم الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية سواء كوزارة التراث والسياحة ومكتب محافظ الداخلية وكذلك الجهات الأخرى، بهدف تحسين وتطوير البنية الاساسية للنشاط السياحي ليكون جبل شمس موقع جذب سياحي بارز محليا وإقليميا ودوليا طوال العام.

ويجمع جبل شمس بهضابه وتلاله تنوعا تضاريسيا مكنه من أن يكون وجهة في كل الفصول سواء للإستجمام والاسترخاء، وأيضا لهواة ممارسة العديد من الرياضات والتي من أهمها تسلق الجبال، لذلك يتوافد عليه العديد من السياح من مختلف دول العالم أجمع للاستمتاع بالجو العليل.
إن أول ما يتبادر للذهن عند رغبة زيارة جبل شمس الاستمتاع بالأجواء الباردة، حيث انخفاض درجات الحرارة، ولذلك سيتمكن الزائر من الذهاب من مسقط قرابة ساعتان ونصف مرورا بالولايات العريقة تاريخيا واثريا كولاية بدبد وسمائل وإزكي وبركة الموز ونزوى وبهلا والحمراء، ويشاهد بين هذه الولايات عبق التاريخ التي امتازت بها من حيث الأسواق التقليدية الرائعة التي تعرض مختلف المنسوجات والمصنوعات اليدوية، وأيضا مشاهدة العديد من القلاع والحصون العمانية التي تحكي تاريخا مخلد، ويمكن للزائر خلال مقصده للجبل التزود بالوقود من محطات تعبئة الوقود المتواجدة بولاية الحمراء والتزود من بعض المحلات التجارية والمطاعم وغيرها لشراء بعض مستلزمات الرحلة، ومن ثم مواصلة السير عبر الطريق الداخلي، وتطل قرية غول الأثرية القديمة على الواحات الزراعية وفي الجهة الآخرى قرية الظويهر المبنية مساكنها بالطراز المعماري الحديث ليتناغم الحديث والقديم في العهد الزاهر الميمون.

وينفرد المكان باعتدال درجة الحرارة في فصل الصيف، والبرودة التي تصل إلى درجة التجمد وتساقط الثلوج في فصل الشتاء، ويرتفع جبل شمس ما يقارب 3100 متر عن سطح البحر بحوالي 12 ألف قدم، وهذا الارتفاع ساعد على تغير المناخ عن باقي المناطق بالسلطنة.

ويعد جبل شمس مقصد العديد من شركات هواة التسلق، وأيضا محبي الأجواء الباردة من الزائرين من مواطنين ومن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي ومن المقيمين أيضا، أما الأفواج الأوروبية فهي الأخرى تحبذ الوصول إلى جبل شمس بمجرد وجودها في السلطنة، وتستهوي الطبيعة الخلابة في جبل شمس الكثير من السياح وهواة تسلق الجبال، ونظرا لكثرة السياحة في هذا الموقع وضعت وزارة التراث والسياحة سياجاً يمكن الأشخاص من مشاهدة الفالق (الهوة العميقة) في أسفل الجبل، كما أن تكوينات التضاريس في جبل شمس أعطت الفرصة لكثير من الباحثين في علوم الجيولوجيا والجغرافيا إلى دراسة التشكيلات الصخرية والمكونات الطبيعة الجبلية في السلطنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*