دبي – وجهات|
شهد العامان الماضيان انتعاشًا قوياً ونمواً ملحوظاً في السفر الجوي بشكل خاص وصناعة الطيران بشكل عام، لكن الزيادة في الحركة الجوية تضع عبئا أكبر على البيئة، حيث جمع شاشانك نيجام، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيمبلي فلاينج نخبة من أبرز الخبراء على المسرح العالمي لسوق السفر العربي لاستكشاف الحلول التي تتجاوز تعويض الكربون ومناقشة الإجراءات المطلوبة لمستقبل صناعة السفر الجوي.
وضمت اللجنة المشاركة في الجلسة كلاً من: بريان موران، نائب الرئيس لسياسة وشراكات الاستدامة العالمية لشركة بوينغ، وإيفون موينيهان، رئيس الشركة ومسؤول الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في شركة ويز إير، وديف راوز، الرئيس التنفيذي لشركة كاربون كليك، مع مشاركة كل منهما في إستراتيجيات وتحديات الطيران المستدام.
وقد اتفق المتحدثون بالإجماع خلال الجلسة على أن استخدام وقود الطيران المستدام يلعب دورا رئيسيا، حيث يساعد الصناعة على تحقيق أهداف الاستدامة طويلة الأمد.
وقال موينيهان: اعتبارا من عام 2025، سيُطلب من جميع شركات الطيران استخدام وقود الطيران المستدام، حيث استثمرت شركة ويز إير 5 ملايين جنيه إسترليني ما يعادل (22،923،120 درهمًا إماراتيا) في منتج وقود الطيران المستدام ومقره المملكة المتحدة يسمى فاير فلاي(Firefly) لدعم تطوير واعتماد وقود الطيران المستدام المنتج من حمأة الصرف الصحي، حيث تتيح لنا هذه الاتفاقية إمكانية توفير 1.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، لذا فمن الضروري أن تتخلف شركات الطيران عن إنتاج وقود الطيران المستدام نظرًا لوجود مثل هذا العرض المحدود حاليا. كما اتفق الخبراء أيضاً على أن تكلفة إنتاج وقود الطيران المستدام هي واحدة من العوائق الرئيسية على المدى القريب.
وفي هذا الإطار علق راوز قائلاً: تعمل العديد من شركات الطيران على معالجة التكلفة الباهظة لوقود الطيران المستدام، بما في ذلك شركة الاتحاد للطيران التي تدعم تكلفة أولئك المسافرين الذين يختارون تعويض رحلاتهم بوقود الطيران المستدام، حيث سوف يستغرق الأمر من خمس إلى 10 سنوات قبل أن يتم إنتاج كميات معقولة منه، في حين أن هناك طلبا من المستهلكين على وقود الطيران المستدام ، فإن الركاب ليسوا مستعدين لدفع التكلفة الكاملة لها، وبالتالي فإن الإعانات المقدمة من شركات الطيران يمكن أن تساعد في تشجيع العملية والذي يؤدي بدوره إلى دفع الإنتاج بشكل أسرع. تركز شركة بوينغ للطيران لتحقيق التوازن بين القدرات القصيرة والطويلة الأجل، على تطوير الطائرات الموفرة للوقود اليوم مع الاستثمار في التقنيات التي ستسمح لصناعة الطيران بالتخطيط في المستقبل والحد من المخاطر، حيث أعلنت شركة بوينغ في العام الماضي عن إطلاق Cascade، وهي أداة لنمذجة البيانات تمكن شركات الطيران من تحديد المسارات المثلى لتحقيق صافي الصفر، كما تعاونت الشركة مع وكالة ناسا الفضائية لبناء واختبار وطيران طائرة تجريبية واسعة النطاق والتحقق من صحة التقنيات التي تهدف إلى خفض الانبعاثات.
واختتم موران حديثه قائلاً: هناك ما يقرب من 24,000 طائرة في الجو اليوم وسيتضاعف هذا العدد في العشرين عاما القادمة، حيث ستكون هذه الطائرات تقليدية وسيتعين على شركات الطيران استخدام وقود الطيران المستدام لإزالة الكربون والعمل نحو تحقيق الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، لذا فإن أولويتنا هي التأكد من أن طائراتنا قادرة بنسبة 100٪ على استخدام وقود الطيران المستدام.