جلالةُ السُّلطان المعظّم يؤدّي صلاة عيد الفطر بمسجد الخور

مسقط – العُمانية|

احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأول أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد الخور بمحافظة مسقط. 

كما أدّى الصلاة بمعيّة جلالتِه، عددٌ من أصحابِ السُّموّ أفراد الأسرة المالكة، والوزراء، ورئيسا مجلسي الدولة والشورى، وقادة قوات السُّلطان المسلحة والأجهزة العسكريّة والأمنيّة الأخرى، ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية المعتمدون لدى سلطنة عُمان وعددٌ من المكرّمين أعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس الشورى من محافظة مسقط، وعددٌ من الوكلاء والمستشارين وعددٌ من المسؤولين.

وقد أمّ المصلّين الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرُ الأوقاف والشؤون الدينية الذي ألقى خطبة العيد؛ واستهلّها بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم 

وقد تناولت خطبة العيد مقادير الخير ومواسم الطاعات والتأكيد على يسرالدين ووسطيته وما يوجده من سعادة وتوازن في نفس المؤمن واسترشادفي سلوكه. 

وفيما يأتي نصُّ الخطبة: 

“الله أكبر ما تنزلت من فضله البركات، الله أكبر ما تلطّفت بيُمنه المهمات، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الحمد لله جلّت أسماؤه وصفاته، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته وأهل بيته ومن اقتفى آثارهم {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}.

أيها المؤمنون، تجْمُلُ القلوب بمقادير الخير فتُفتح لها عوائد الإكرام، وحين تجول العقول بين اختلاف الأحوال تجد في الحياة زينة تدعو لحسن الأعمال {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلُوهم أيهم أحسن عملا} ومن كرم المنّان أن يسّر لنا صيام رمضان وها نحن بفضله المديد نفرح بعيد الفطر السعيد وما هي إلا فترة ويحل موسم الحج والإقبال فتكون معه حميد الفعال وهكذا تستمر مواسم الطاعات. 

ويظل الإنسان في قربى من ربه وذكرى ونعمة وثواب وبركات وإذا تدبرنا آيات الأمر بالصيام فقد جاء بعدها قول الله تعالى { يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر} تأكيدٌ على أن الدين يسر ورحمة ودين سعادة وانشراح والعبادات وسطية وتسهيل، وبهذا الوعي تتوازن في نفس المؤمن الأعمال فلا يغلو ويسترشد في سلوكه بالرحمة فلا يتطرّف وينشد التقوى فلا يضلّ ولا يشقى وفي القرآن العظيم {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا” وقال: يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين”.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، أيها المسلمون لسنا في هذا العالم الواسع وحدنا بل تتفاعل معه أمم وشعوب كثيرة من غيرنا، نختلف معها وتختلف عنا، نشترك معها في مصالحنا أو نتقاطع، والحكمة تقتضي الثبات على الإحسان والتعايش مع من حولنا في كرامة وسلام، وأن نتعامل مع العالم لا أن نخاف منه، ونشاركه أخلاقنا وحضارتنا لا أن نخيفه، فهذا نهج القرآن الحكيم {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين}، ولهذا التعامل مع العالم الواسع بُعدان ومقتضيان، ففي النفس هوية العمل والعدل والأخلاق ومع الآخر بانتمائنا الإنساني بالإسهام: إسهام المعرفة والتعارف والاعتراف.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، لقد وفق الله تعالى بلدنا عُمان توارُدَ أقدار الخير فيها من نعم سابغة وأمان واستقرار وتنمية وازدهار، هي عُمان نالت شرف مدح النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالة منه إليها تحمل الخير والسلام، دعواتٌ موصولة وثناء مستمر، فلله الحمد والشكر على فضله وعظيم إحسانه.

ومع هذه المنن والنعم والشكر عليها ما بقي العُمانيون في جاذبية الماضي بل انطلقوا منه إلى بناء الحاضر واستشراف المستقبل وتحويل الأمنيات إلى واقع وممارسات وجعل الأفكار مقومات للنمو والازدهار من تنمية شاملة واقتصاد مستقر وشعب متماسك وأرض طيبة وعلاقات متينة وتمكين للشباب وتقدير لمكانة المرأة، فاللهم لك الحمد والشكر والثناء، {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله اللهم إنا نسألك فضلك وعطاءك رزقًا طيبًا مباركًا، اللهم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض وبارك لنا في ثمارنا وزروعنا وكل أرزاقنا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ربنا احفظ أوطاننا وأعز سلطاننا وأيّده بالحق وأيّد به الحق يا رب العالمين، اللهم أسبغ عليه نعمتك وأيّده بنور حكمتك وسدّده بتوفيقك واحفظه بعين رعايتك، اللهم انصر سلطاننا بمقادير النصر وأيّده بفتوحات الخير، واجعل هذا البلد في عين حفظك وسلمه من كل مكروه ومُنّ عليه بالأمن والسلام، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لكل من آمن بك، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعاء.

{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}. 

وبعد الانتهاء من أداء الصّلاة توجّه جلالةُ سُلطان البلاد المفدّى والمصلّون من مسجد الخور إلى قصر العلم العامر، وفي أثناء ذلك أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة لجلالتِه. 

ولدى وصول جلالةِ السُّلطان المعظم، أعزّهُ اللهُ، إلى ساحة قصر العلم العامر اعتلى جلالتُه المنصّة حيث عزف السّلام السُّلطاني العُماني. 

عقب ذلك تفضّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظهُ اللهُ ورعاهُ، فاستقبل بقصر العلم العامر جموع المهنّئين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، حيث تقبّل جلالتُه التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة من أصحابِ السُّموّ والمعالي والسّعادة وكبار المسؤولين، وقد بادلهم جلالتُه التّهاني متمنّيًا، أيّدهُ اللهُ، لهم عيدا مباركا طيّبا شاكرا لهم تهانيهم ودعواتهم الصادقة، سائلًا الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على سلطنة عُمان وشعبها الوفيّ بوافر الخير واليُمن والبركات وعلى الأمّتين العربية والإسلامية بالعزّة والرّفعة والتّقدم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*