إدراج سلاحف الريماني ضمن قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض من الدرجة الأولى

مسقط-وجهات | تم خلال عام 2015 إجراء تقييم لسلاحف الريماني من قبل الشبكة العالمية لخبراء السلاحف البحرية التابعة لمجموعة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة لمختصي السلاحف البحرية، والتي قامت ولأول مرة بإجراء التقييم بناءً على المستوى الإقليمي بدلاً عن المستوى العالمي وذلك بتقسيم السلاحف إلى 10 مجموعات فرعية، ثم تقييم المجموعة المتوطنة في شمال غرب المحيط الهندي والتي تعشش في عُمان واليمن، والتي تم بناءً عليه تصنيفها مهددة بالإنقراض من الدرجة الأولى ، وهو التصنيف الأعلى في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة للأنواع المهددة بالإنقراض. وأعطي هذا التصنيف بعد اكتشاف تناقص أعداد السلاحف بنسبة 80 % خلال الأجيال الثلاثة الماضية، وبذلك تكون هذه الفصيلة على حافة الإنقراض في المستقبل القريب.
حيث تعشش حالياً حوالي 13,000 من إناث السلاحف سنوياً على شواطئ جزيرة مصيرة، وهذا الرقم أقل بكثير مما كان الوضع عليه قبل 20 عاماً إذ كان عدد الإناث المعششة يصل إلى 30,000 – 40,000 سلحفاة سنوياً. وتتعدد الأسباب وراء هذا التناقص الكبير في أعداد هذه السلاحف، إذ تعاني السلاحف البحرية من أخطار كثيرة وتشمل، في المناطق الساحليّة، التلوّث الضوئي، ونشاط التنمية الساحلية، وحركة المركبات، وأنشطة الصيد الجائر. في حين تتمثّل أهم المخاطر التي تواجهها في البيئة البحرية كلاً من الصيد العرضيّ، وتدهور بيئتها المعيشيّة. ويشير مصطلح ’الصيد  العرضيّ‘ إلى إمساك بعض الأنواع الحيوانية البحرية عن غير قصد أثناء عمليّة الصيد لاستهداف غيرها ، ويمثّل ذلك خطراً محدقاً بالسلاحف البحريّة في عُمان وبقية أرجاء المعمورة على حدّ سواء.
وحسب بحثٍ قام به خبراء عالميّون بالسلاحف البحريّة بالتعاون مع جمعية البيئة العُمانيّة ووزارة البيئة والشؤون المناخيّة، فإنّ أكثر من 90% من جماعة سلاحف الريماني التي تعيش في شمال غرب المحيط الهندي تعشش في جزيرة مصيرة.
وتحدثت دانة السرحاني، عضوة مجلس الإدارة المسؤولة عن العلاقات العامة  في جمعية البيئة العمانية، بقولها: “إن تصنيف هذه الفصيلة من السلاحف على هذا الشكل هو بمثابة تحذيرِ وتنبيهِ إلى أهمية هذه السلاحف ضمن عناصر ومكونات النظام البيئي، إذ يستدل عبر هذه الحيوانات على مستوى تعافي وصحة البيئة البحرية، وذلك نتيجة الارتباط الوثيق بين النظام البيئي والسلسلة الغذائية مع دورة حياة هذه السلاحف، سواء على البر أو في البحر، لذا ففقدان عنصر من عناصر السلسلة الغذائية سوف يؤثر سلباً على النظام البيئي، والذي بدوره سيؤدي في النهاية غلى تاثير على حياة البشر التي تعتمد بشكل رئيسي على المحيطات لدعم بقائها ونشاطاتها الاقتصادية والسياحية. ومن هنا نرى أنها أصبح لزاماً علينا اتخاذ خطوات عملية وفعلية لدعم جهود صون وحماية التنوع الإحيائي في بيئتنا البحرية”.
واستطردت قائلة: “وعلى الرغم من تناقص أعدادها، إلّا أن عُمان تشكل موطناً لآلاف السلاحف التي تضع بيضها على شواطئنا سنوياً، حيث تعدّ السلطنة ثاني أكبر موقعٍ لتعشيش تلك السلاحف في العالم مما يحتم علينا العمل يداً بيد وتحمل مسؤولياتنا الشخصية وتطبيق تدابير عاجلة وصارمة وإلا فإن مصير هذه السلاحف سيكون الإنقراض إلى الأبد. إن نشر ورفع مستوى الوعي والتواصل مع كافة فئات المجتمع يعتبر خطوة رئيسية وهامة من أجل بقاء وحماية النظام البيئي البحرية ليبقى سليماً ومعافى لنا وللأجيال القادمة من بعدنا، فحماية السلاحف تعنى بحارً سليمة”.
ويعقب جمعة العريمي أحد المساعديين الميدانيين في جمعية البيئة العُمانية: “نسعى نحن فريق المساعديين الميدانيين في مصيرة جاهدين لتكريس كامل وقتنا وجهدنا للتواصل والعمل مع أبناء المجتمع المحلي للتعريف بأهمية سلاحف الريماني، ودورها الرئيسي والهام في استدامة حياة المجتمعات الساحلية التي يشكل لها التنوع الإحيائي مورداً طبيعياً أساسياً.
جديرٌ بالذكر أنّ جمعية البيئة العُمانية قد أطلقت برنامجها الخاص بحماية السلاحف البحريّة في عام 2008، وهي تكثّف نشاطها منذ ذلك الحين للحفاظ على السلاحف في السلطنة والحدّ من إنخفاض أعدادها ما أمكن ذلك. وقد طورت الجمعية استراتيجيّة تهدف إلى جمع البيانات عن عملية التعشيش ووضع البيوض وتوعية المجتمع المحليّ بهذا الخصوص. هذا، وسيستمر برنامج حماية السلاحف البحريّة في جزيرة مصيرة حيث تمّ تنفيذه على مدى العامين الماضيين عبر دعمٍ مشترك من جانب كلّ من شركة النفط العُمانية وشركة ميناء الدقم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*