مسقط-وجهات | أعلن فريق ديلفت تشالنج المكون من طاقم طلابي بالكامل عن عزمه للمشاركة في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي إي.أف.جي 2016م الذي ينظمه مشروع عمان للإبحار بشكل سنوي منذ عام 2011م. يمثل هذا الفريق الجامعة الهولندية العريقة ديلفت للتكنولوجيا، وقد خاض سباقات الطواف العربي في الأعوام الثلاثة الماضية، وكانت أفضل نتيجة له في العام 2014م عندما جاء في المركز الثالث بقيادة الربان كي هيمسكيرك بعد فريقي إي.أف.جي وميسي فرانكفورت، وفي العام الماضي كانت المنافسة شديدة واضطروا للتراجع إلى المركز الرابع، ولذا فهم عازمون هذا العام على العودة بقوة إلى أضواء الصدارة.
ومن الملفت للنظر أن تشكيلة فريق ديلفت الهولندي هذا العام لا تضم المحترفين الكبار، بل تضم مجموعة من الطلاب الجامعيين الشغوفين برياضة الإبحار الشراعي في مقدمتهم طالب الهندسة المدنية الربان ووتر سونيما البالغ من العمر 21 عاماً، وهم يطمحون إلى تحقيق نتيجة مشرفة دون مساعدة المحترفين، ومن أجل تعظيم الاستفادة والخبرة المكتسبة من هذا السباق المحيطي الفريد من نوعه في المنطقة.
سيكون هذا الفريق ضمن الفرق المرشحة لإحدى المراكز الثلاثة الأولى بفضل كثافة تدريباتهم خلال الفترة الماضية، علاوة على أنهم يجمعون خبرات لا يستهان بها في فئات مختلفة من القوارب، حيث يشارك ضمن الطاقم البحّار كوين بوهيجس، وستينجن سورين، وجوتشم نونهيبل وجميعهم أصحاب خبرة في الإبحار على متن قوارب جي22 والقوارب الأكبر حجماً، ويشاركهم في هذه الخبرة كذلك يوجين سترينج ومارسيل سيلين اللذين يعودان إلى الساحة بعد غياب دام عامين. أما الثلاثي المكون من الربان ووتر سونيما، وبيير جرونبرغ، وجيلجر روزيندال فقد تدرجوا في فئات القوارب منذ الصغر بدءا بقوارب الأوبتمست، فالليرز ثم قوارب الفار30.
وعن هذا التحدي المنتظر قال الربان سونيما: “سيتوجب علينا التعامل مع التحديات بأنفسنا هذه المرة، ولذلك بدأنا في التحضيرات والاستعدادات مباشرة بعد ختام نسخة العام الماضي، وشاركنا في سباقات قوارب الفار30 في السويد مع فريق “تحدي الشباب فار30″ الذين أصبحوا شركاء لنا في مهمات التدريب، وهو فريق شبابي أيضاً أسسه البحّار بيير جرونبرغ الذي لا يتجاوز عمره 17 سنة، وفي شهر سبتمبر الماضي أبحرنا على متن قاربه عائدين من السويد إلى ميناء شيفينجين في هولندا، وهناك واصلنا التدريبات المكثفة حتى يومنا هذا. علاوة على ذلك كنّا نتدرب جميعاً مع مدربين مختلفين من أجل زيادة معرفتنا في الجوانب الفنية المختلفة في هذه الرياضة، ونأمل بعد كل هذه الجهد والتدريب أن نبقى ضمن المتنافسين على الصدارة دون الحاجة إلى مدرب محترف على متن القارب”.
كانت النسخ الأربع الأولى من السباق تأخذ مسارًا بحريًا ثابتًا ينطلق من المنامة في البحرين، ويختتم في مسقط، وفي العام الماضي استخدمت اللجنة مسارًا عكسيًا انطلق من مسقط واختتم في البحرين. وفي هذا العام ارتأت اللجنة المنظمة بعد التشاور مع البحارة المشاركين في الأعوام السابقة أن تستحدث مساراً جديداً سينطلق من إمارة دبي بتاريخ 14 فبراير ويختتم في مسقط بتاريخ 29 فبراير، مروراً بإمارة أبوظبي، والعاصمة القطرية الدوحة، ثم عودة إلى ولاية خصب في محافظة مسندم، بعدها نزولاً إلى ولاية صحار قبل المحطة الختامية في مسقط.
وعن هذا المسار الجديد قال سونيما: “كلنا نترقب صافرة الانطلاق لخوض المغامرة في المسار البحري الجديد الذي ننظر إليه من جانب إيجابي كبوابة للفرص والتحديات، ففي الأعوام الماضية جربنا مسارات مختلفة، وكان لكل منها تحدياتها التي تختلف عن المسارات الأخرى، ولكن هذا العام اجتمعت هذه التحديات في مسار واحد، وفي اختبار واحد، لا سيما المرحلة الأطول بين قطر وخصب، حيث سنحتاج فيها إلى تركيز متواصل، واستعدادات دقيقة، وروح معنوية عالية”.
وأضاف سونيما: “كل مرحلة تحمل في طياتها فرصاً لا يستهان بها، لذلك سيتوجب علينا المحافظة على تركيزنا طوال أيام السباق، كما أن المرحلة الختامية من صحار إلى مسقط ستحمل نقاطًا مضاعفة قد تقلب موازين النقاط لصالحنا أو علينا، ومفتاحنا للبقاء ضمن مراكز الصدارة هو المحافظة على وتيرة التركيز والأداء، وقد تدربنا كثيراً من أجل تحقيق ذلك”.
وبعد تجربته للسباق في الأعوام الماضية اختتم سونيما حديثه وقال: “هذا السباق فريد من نوعه حيث يجمع بين ظروف وتحديات متنوعة بالإضافة إلى استقطابه لمجموعة لا يستهان بها من البحّارة المحترفين والهواة. وبالنسبة لنا كفريق طلابي، نجد في هذا السباق فرصة مثالثة للإبحار في منافسة مع المحترفين والهواة ذوي الخبرة، ونتعلم الكثير منهم ونتبادل الخبرات معًا في سعينا من أجل التطوير المستمر”.
تجدر الإشارة إلى أن سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي إي.أف.جي يقام بشكل سنوي منذ عام 2011م بتنظيم من مشروع عُمان للإبحار بالتعاون مع الشركاء المحليين والعالميين والأشقاء الخليجيين إلى إبراز منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية كوجهة سياحية ورياضية واقتصادية مفضلة تزخر بكافة الإمكانات اللازمة لاستضافة الفعاليات بمقاييس عالمية، كما يعتبر الطواف منصة فريدة للشركات للاستفادة من الحزم التسويقية وإبراز علامتهم التجارية في الأسواق الخليجية التي يمر بها مسار السباق. ومن ناحية رياضية يعدّ الطواف فرصة فريدة تتيح لمحبي رياضة الإبحار للاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها بأسلوب احترافي، واستكشاف التنوّع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سواحل دول الخليج، خصوصاً في هذا الموسم الشتوي الذي تعتدل فيه درجات الحرارة مقارنة ببقية أنحاء العالم.
وقد اعتمدت اللجنة المنظمة للسباق قوارب (فار30)، وهي قوارب أحادية البدن موحدة التصميم بطول 30 قدماً، وسيقسم السباق على خمس مراحل وست محطات، حيث تنطلق كل مرحلة في الصباح الباكر، وتصل بعضها إلى المحطة التالية في اليوم نفسه في حين تضطر الطواقم إلى الإبحار ليلاً في بعض المراحل الطويلة مثل المرحلة الثالثة التي ستنطلق من الدوحة باتجاه خصب لمسافة تزيد على 200 ميل بحري، وفي هذه الحالات يعمل الطاقم على نوبات للراحة وتوجيه القارب. ستكون نسخة هذا العام من الطواف العربي حافلة بالتحديات المصاحبة للمسار الجديد، علاوة على المنافسة الحامية المتوقعة، لا سيما بعد إعلان بطل العامين الماضيين فريق إي.أف.جي مشاركته مرة أخرى في هذا العام للحفاظ على اللقب.