مسقط – وجهات|
غادرت سفينة البحرية السلطانية العمانية “شباب عمان الثانية” البلاد صباح اليوم انطلاقا من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية متوجهة إلى القارة الأوروبية في رحلتها الدولية السادسة (عمان أرض السلام) حاملة معها عبق التاريخ البحري العماني العريق وإنجازات الحاضر المشرق، ومجسدة لنهج سلطنة عمان الخالد بمد جسور المحبة والسلام وإدامة رسالة الإخاء والوئام بين مختلف شعوب العالم، وبهذه المناسبة أقيم حفل توديع رسمي للسفينة تحت رعاية السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني.
بدأت فعاليات الاحتفال الذي أقيم بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية بالتحية العسكرية لراعي المناسبة الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، بعدها قام قائد السفينة بدعوة راعي الحفل والوزراء والقادة والحضور للصعود إلى ظهر السفينة (شباب عُمان الثانية)، حيث التقى راعي الحفل والحضور بطاقم السفينة واستمع وكبار المدعوين إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف الوطنية المتوخاة من هذه الرحلة، كما اطلعوا على مرافق السفينة وأقسامها وما زودت به من التجهيزات والمعدات البحرية والتي تمكنها من أداء مهمتها الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار.
وستزور السفينة (شباب عُمان الثانية) خلال رحلتها الدولية السادسة (عمان أرض السلام) (30) ميناء بحريا في (18) دولة، حيث ستشارك في مهرجان (كيل للسفن الشراعية) بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وكذلك مشاركتها في مهرجان سباقات السفن الشراعية في كل من الدنمارك وبلجيكا ونذرلاند، إلى جانب مشاركتها في عدد من المهرجانات والاحتفالات في رحلة دولية ستقطع خلالها السفينة أكثر من خمسة عشر ألف ميل بحري ذهابا وإيابا في ستة أشهر و12 يوما.
وسيُبحر في السفينة إلى جانب طاقم السفينة 35 متدربا من منتسبي قوات السلطان المسلحة، والمديرية العامة للكشافة والمرشدات، يخضع خلاله المتدربون لبرنامج تدريبي خلال مدة الرحلة، بالإضافة إلى المشاركة في نشر رسالة سلطنة عمان المتمثلة في نشر الصداقة والمحبة والوئام بين شعوب العالم.
وتسعى سفينة (شباب عُمان الثانية) إلى إيصال رسالتها المتمثلة في مد أواصر الصداقة والإخاء بين سلطنة عمان ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العُمانية الأصيلة في مختلف محطاتها الدولية، معرّفة بتاريخ سلطنة عُمان البحري الماجد والمورثات العُمانية العريقة، وما تنعم به سلطنة عمان من تقدم وازدهار بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه- .
يذكر أن التوجيهات السامية من لدن السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، قضت ببناء هذه السفينة (شباب عُمان الثانية) لتواصل مشوار سابقتها (شباب عُمان) التي سطرت في سجل تاريخ سلطنة عُمان البحري الماجد ملحمة فخر واعتزاز، بعد أن حققت العديد من الإنجازات إلى جانب مد جسور التواصل والصداقة والإخاء بين سلطنة عمان ومختلف دول وشعوب المعمورة، ورسخت بذلك الحضور العُماني البحري في مختلف المحافل الدولية.
تم بناء سـفينة (شباب عُمان الثانية) وفق مواصفات وتصاميم هندسية عالية لتصل بتلك المواصفات إلى مصاف السفن الشراعية المتقدمة في العالم أجمع، حيث تمتاز السفينة بالعديد من المواصفات التي تميزها عن سابقتها، حيث يبلغ طولها (86) مترا، في حين كان طول السفينة السابقة (52) مترا، كما أن هذه السفينة مزودة بأشرعة رباعية الشكل بنيت وفق تصميم السفن الشراعية السريعة، وتبلغ مساحة الأشرعة (2630) مترا، وتتسع السفينة لإيواء (36) متدربا، بالإضافة إلى طاقم السفينة الذي يبلغ عدد أعضائه (54) شخصا، كما تمتاز بصوارٍ مرتفعة يبلغ طولها (52) مترا.
السيد خالد البوسعيدي: رحلة السفينة تبرز المعالم الحضارية والسياحية
قال السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني: تشرفت صباح هذا اليوم بمشاركة البحرية السلطانية العمانية احتفالهم بمغادرة السفينة (شباب عمان الثانية) إلى القارة الأوروبية وإنها سانحة لأشيد بهذه الرحلة وما سبقها من رحلات والدور الكبير الذي تقوم به هذه السفينة في تأصيل الدور البحري العماني، وهذا امتداد للتاريخ البحري العماني والدور العماني في شق عباب البحار سواء شرقا أو غربا في هذا العالم، بالإضافة للدور الإيجابي في تبصير العالم بمسيرة النهضة المباركة المتجددة في كافة القطاعات في هذه البلد تحت ظل الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى، حفظه الله ورعاه، وكذلك إبراز المعالم الحضارية والسياحية العمانية، ونشر رسالة السلام والتآلف بين مختلف الشعوب، ونسأل الله لهذه السفينة التوفيق ولكافة من عليها كل التوفيق والنجاح في إيصال هذه الرسالة ونتمنى لهم عودا حميدا بإذن الله.
الرحبي: توثيق رسالة الصداقة والسلام
تحدث اللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السلطانية العمانية: “تبحر صباح اليوم سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) قاصدة القارة الأوروبية ضمن رحلتها (عمان أرض السلام) وهي الرحلة الدولية السادسة للسفينة ونتطلع من خلالها إلى تحقيق العديد من الأهداف أبرزها هدف السفينة الأسمى في توثيق رسالة الصداقة والسلام بين جميع الشعوب التي تزورها بالإضافة إلى هدف التعريف بالمقومات السياحية لسلطنة عمان والفرص الاقتصادية وذلك بالتنسيق مع سفارات سلطنة عمان في الدول التي ستزورها السفينة ونتمنى التوفيق لطاقم السفينة في هذه الرحلة.
الجهوري: تحقيق رؤية عُمان 2040
تحدث الرائد الركن بحري عيسى بن سليم الجهوري قائد سفينة شباب عمان الثانية قائلا: “تبحر سفينة (شباب عمان الثانية) في رحلتها الدولية السادسة (عمان أرض السلام) قاصدة القارة الأوروبية حاملة في هذه الرحلة العديد من الأهداف والمحاور أبرزها تحقيق رؤية عمان 2040 من خلال العمل التكاملي مع بقية الجهات الحكومية والخاصة في مجال التعاون الدولي والترويج الثقافي والسياحي، ونشر رسالة سلطنة عمان السامية (رسالة الصداقة والسلام بين جميع الشعوب) وستزور السفينة خلال هذه الرحلة (30) ميناء بحريا في (18) دولة عابرة (8) بحار ومحيطين في (3) قارات بمسافة كلية وقدرها (15,275) ميلا بحريا خلال (6) أشهر.
الدرمكي: جرعات تدريبية للمشاركين
قال النقيب بحري حمد بن محمد الدرمكي أحد ضباط السفينة: تعد السفينة (شباب عمان الثانية) من سفن التدريب الشراعي التي تهدف بشكل كبير إلى تهيئة وتجهيز المتدربين وإعطائهم جرعات تدريبية في مجال الإبحار الشراعي، من خلال تجهيز كافة الأمور الإدارية المتعلقة بالمتدربين، وكذلك البرامج التدريبية المعدة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الدورة، كما أنه يجب التأكد من المتدربين الملتحقين بحيث يكونوا لائقين صحيا، وقادرين على أداء جميع المهام الموكلة إليهم خلال فترة التحاقهم بالدورة لما لها من متطلبات بدنية عالية، وكذلك تجهيز المتدربين وإعدادهم للصعود إلى صواري السفينة والعمل عليها وعلى ارتفاعات مختلفة.