احتفاءً بإدراجه في برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا.. جلسة حوارية عن الملاح العماني أحمد بن ماجد

مسقط – العمانية|

أقيمت جلسة حوارية احتفاءً بإدراج الملاح العماني أحمد بن ماجد في برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا بقاعة الفراهيدي مساء الثلاثاء ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الحالية الـ 26، تحت رعاية السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، وبتنظيم من وزارة التربية والتعليم، ممثلة في اللجنة العمانية الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وأدارها الكاتب نصر البوسعيدي.
وقالت آمنة بنت سالم البلوشية في كلمة لها بهذه المناسبة: تأتي مناسبة إدراج الملاح العماني أحمد بن ماجد في برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية والمئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا، إذ يعد هذا البرنامج إحدى أهم الغايات التي تسعى اليونسكو من خلالها إلى الحفاظ على إبداعات الشخصيات المؤثرة، والتأكيد عليها واستدامتها.
وأضافت البلوشية : يأتي الاحتفاء بأسد البحار الملاح العماني “أحمد بن ماجد”، ذلك الرمز الوطني والشخصية الرائدة، والمتفردة بعلومها، كونه ترك آثارا علمية تربو على أربعين كتابًا ومنظومة، لا تزال البشرية تستفيد منها إلى اليوم، فقد أبدع في مجال المرشدات الملاحية (الرحمانيات)، وهي دفاتر صغيرة يدون فيها الملاحون ملاحظاتهم اليومية والمعلومات الملاحية والجغرافية والبيئية المهمة ليسترشد بها رجال البحر، بالإضافة إلى اختراعه آلة الوردة في تحديد اتجاه الرياح في عرض البحر، والخشبات الثلاث لتحديد قياسات النجوم، وكل ذلك شكل رصيدا معرفيًّا وقواعد مرجعية لأسس الملاحة في العالم اليوم. ولا تزال المكتبات العربية والأوروبية تزخر بهذه النفائس والكنوز المعرفية.
ووضحت البلوشية أن إدراج الملاح العماني أحمد بن ماجد في برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا بمناسبة مرور 600 عام على ميلاده يعكس الدور العظيم الذي قام به في اكتشاف البحار والمحيطات، كما يعكس اهتمام سلطنة عُمان بالإرث الحضاري للرموز الإنسانية التي أسهمت في إنتاج المعرفة والإنتاج الفكري، وفي الوقت ذاته فإن هذا الإدراج يعزز جهود سلطنة عُمان في التعاون مع منظمة اليونسكو في المحافظة على هذا الإرث العلمي بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وما هذا الإدراج ما هو إلا تأكيدٌ على المكانة العلمية التي حظي بها أسد البحار، واعترافا عالميا بإبداعاته وعلومه.

وشارك في الجلسة الحوارية عددٌ من الباحثين العمانيين، وهم الدكتور حميد بن سيف النوفلي الذي تطرق إلى الأسباب التي أوصلت الملاح أحمد بن ماجد إلى العالمية، وفلسفة اليونسكو في إدراج الشخصيات في برنامج الشخصيات المؤثرة عالميا، بالإضافة إلى الإجراءات المتبعة لديهم عند تسجيل شخصية من الشخصيات العمانية، والخطوات المتعبة ما بعد الإدراج، ومدى مساهمة تسجيل الشخصيات المؤثرة عالميا في تحقيق التنمية المستدامة.
وتحدث الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي عن تاريخ ابن ماجد، وقدم تمهيدا للأوضاع العامة قبل فترة أحمد بن ماجد في المنطقة، متطرقا إلى أبرز الإشكالات التي تدور حول شخصيته التي يكثر بها الجدل، وذهب الهاشمي ليعطي نظرة عامة عن توزع تراث أبن ماجد المخطوط وآليات العمل عليه، والتأثير الإيجابي له في المنظومة الملاحي العربية واستمراريتها إلى يومنا الحالي.
فيما تحدث الشيخ حمود بن حمد الغيلاني عن الملاحة عند أحمد بن ماجد، متطرقا إلى كيفية تأثير البيئة التي عاش فيها ابن ماجد في تقديمه كملاح متميز في المنطقة، منتقلا في حديثه إلى إضافات أحمد بن ماجد الابتكارية والإبداعية في مجال الملاحة البحرية، كما أعطى الغيلاني رؤية عن نظرة أبن ماجد فيما يتعلق بجوانب الملاحة الخاصة بالسفينة والربان والممارسات اليومية، وفند الغيلاني حديثه حول علاقة التطبيقات العملية في علم الملاحة اليوم بالمنجز الحضاري لأحمد بن ماجد.
أما الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية فقد أشارت في مداخلتها في الجلسة النقاشية إلى الجغرافيا والبيئة عند أحمد بن ماجد، ومكانة الجغرافيا في مسيرته في عوالم البحار، وما مدى استفادة الملاحة البحرية من المعلومات التي قدمها بن ماجد في المسالك الجغرافية في المحيط الهندي، وتطرقت إلى كيفية إبراز العناية بالجوانب البيئية عند أحمد بن ماجد، مرورا بتوظيف تراث أحمد بن ماجد في التعليم المستدام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*