مدريد – مسقط – وجهات|
أكدت منظمة السياحة العالمية في تغريدة على حسابها في “تويتر” مسفاة العبريين في سلطنة عُمان، تعد مجتمعا ريفيا مكتفٍ ذاتيا، ومثال على التراث الحي وأن اختيارها مؤخراً من قبل المنظمة ضمن قائمة أفضل القرى السياحية في العالم يؤكد على أنه تحظى بحضور سياحي مهم. وأشار المنظمة إلى ان رؤية عُمان 2040، تبني مستقبلًا مستداما للبلد في ظل ما تتمتع به من مقومات سياحية.
بدوره، أكد سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة في تعليق له على ما نشره حساب منظمة السياحة العالمية، أن قرية مسفاة العبريين مثال حي وحيوي وسيتم دعمه واستدامته.
جدير بالذكر ان منظمة السياحة العالمية ادرجت قرية مسفاة العبريين في ديسمبر من العام الماضي، ضمن قائمة منظمة السياحة العالمية كواحدة من أجمل القرى السياحية، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في العاصمة الإسبانية مدريد.
وتمثل مسفاة العبريين، واحدة من القرى الجميلة التي تقع في ولاية الحمراء بسلطنة عمان، والتي نجحت في توظيف التراث لتتحول إلى مقصد سياحي.
فقد نجح سكان قرية مسفاة العبريين في جعلها مقصدا سياحياً إثر تحويل المنازل القديمة والتقليدية المصنوعة من الطين إلى فنادق صغيرة.
وتمكنت القرية بفضل هذه الفكرة من استقطاب آلاف الزوار إلى منطقة تشتهر بمسارات المشي الجبلي والحارات القديمة.وقبل ست سنوات، فتحت القرية التي يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، حاراتها الضيقة للأجانب والسكان المحليين الباحثين عن المغامرة في الصحارى والزوايا الخضراء في السلطنة الخليجية.وكان أصحاب هذه المنازل التي يعود تاريخ بناؤها إلى قرون مضت قد هجروها خوفا من انهيارها، وانتقلوا للعيش في الجانب الآخر من القرية حيث بنوا مساكن جديدة.
وبدأت حينها بلورة فكرة تحويل المنازل ذات الجدران البنية المصنوعة من الطين والطوب، إلى نزل بسيطة وأنيقة مفروشة بالخشب والمنسوجات التقليدية.
وبعد خمس سنوات، أنشئ أول فندق “بوتيك” للعائلة وتشغيله، مما ألهم العديد من الجيران والقرى الأخرى في أجزاء مختلفة من السلطنة فساروا على النهج ذاته محولين منازلهم إلى أماكن ضيافة.
وتستقطب قرية مسفاة العبريين بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية آلاف السياح للاستمتاع بالطبيعة وعبق التراث الضارب في القدم ومحبي السياحة التراثية وسياحة المغامرات من داخل السلطنة وخارجها.
وعمل الأهالي على مدار السنوات الماضية على ترميم بيوت القرية القديمة حتى غدت مقصدا سياحيا حيث يتوفر حتى الآن 6 نزل تراثية تحوي أكثر من 70 غرفة فندقية وبيتا تراثيّا أو متحفا متكاملا يضم كل ما يتعلق بحياة القرية العمانية قديمًا ويستطيع من خلاله السياح التعرف على تفاصيل كثيرة عن تاريخها وعاداتها ومقتنياتها، ومن المتوقع أن تصل عدد الغرف الإيوائية بنهاية هذا العام إلى مائة حيث سيُفتتح المزيد من البيوت الأثرية كنزل سياحية.وتضم هذه النزل مقاهي حديثة تقدم خدماتها للزوار ومنفذا تسويقيا لبيع الحرف التقليدية المحلية وصناعة الغزل والنسيج والزيوت الطبيعية والفخاريات والسعفيات إلى جانب إنشاء بيت أو معرض مختص لتربية عسل النحل ومشتقاته.