مسقط – وجهات|
تشكل الموارد البشرية أهمية كبيرة كونها تمثل أهم أصول المؤسسة، فبها تبنى الأوطان وترقى الأمم، ولاشك أن من أهم ما تبنى به الأوطان وترقى به الأمم هو خلق جيل قادر على هذه المسؤولية لذا كان بناء وتأهيل الاجيال من أهم الألويات التي تم تبنيها منذ بزوغ النهضة المباركة وقد حذت الجهات بمختلف أنواعها كل في مجال اختصاصه تطوير وتأهيل الشباب وبناء قدراتهم لمواجهة التحديات المختلفة إنطلاقا من إيمانها المتواصل بأهمية استمرار صقل وتطوير مهارات الموظفين.
ومن بين أهم الجهات البارزة في الاهتمام بموظفيها عمانتل حيث أولت منذ وقت مبكر أهمية كبيرة من أجل إيجاد بيئة حاضنة للمواهب وثقافة عمل مشجعة على الابتكار، وكانت أيضا من بين أولى المؤسسات في السلطنة التي قامت بتأسيس مركز تدريب خاص بها في عام 1978م أسهم في تخريج العديد من الكفاءات العاملة اليوم في مختلف الجهات الفاعلة بالقطاع.
عملت الشركة على الاستثمار في مواردها البشرية وفقا لاستراتيجية واضحة تستهدف ترسيخ ثقافة عمل مشجعة للابتكار وإيجاد بيئة تمكن الشركة من استقطاب أفضل المواهب والحفاظ عليها علاوة على ضمان توفير أفضل الخدمات المساندة للموظفين.
مسيرة استراتيجية
بدأت مسيرة تطوير إستراتيجية عمانتل للموارد البشرية في عام 2008م مع إندماج العمليات التشغيلية لعمانتل وعمان موبايل ونقل جميع الموظفين بعد ذلك للعمل من المبنى الرئيسي السابق للشركة في الموالح وذلك في عام 2010م، غطت هذه الإستراتيجية التي عكست الأهداف الرئيسية العريضة للإستراتيجية العامة للشركة العديد من الجوانب المتصلة بالموارد البشرية ومن أهمها إيجاد ثقافة واحدة وفق النموذج التشغيلي الجديد للشركة، وتطوير الكفاءات، وبناء قاعدة بيانات واضحة للموارد البشرية العاملة وتطوير الخدمات الخاصة بوحدة الموارد البشرية وتحويلها إلى خدمات إلكترونية إضافة إلى تمكين القيادات من خلال إيجاد نموذج تشغيلي وهيكل واضح لتفويض الصلاحيات بمختلف أنواعها.
أسهمت هذه الإستراتيجية ليس فقط في التغلب على التحديات التي تواجهها الشركة في السوق وإنما أيضا في إيجاد بيئة عمل متميزة قادرة على استقطاب والحفاظ على أفضل المواهب، وقد شملت هذه الإستراتيجية العديد من المبادرات والمشاريع، وتعتبر أكاديميات الكفاءات من أهم هذه المشاريع وتعد مزيج من المهارات والمعارف والخبرات التي يحتاجها الموظفون لتحقيق النجاح المتواصل، وعادة ما تكون هذه القدرات فريدة من نوعها وحصرية حيث أنها تتجاوز المهارات الفنية والوظيفية وتركز على الاستثمار في بناء قدرات الموظفين وذلك من أجل تعزيز عملية التحول في عالم التعلم والتطوير.
أحدث الدورات
تعتمد أكاديميات الكفاءات على شراكات مع جامعات ومعاهد مرموقة لتقديم أحدث دورات التعلم عن بعد والتي تركز على التخصصات المستقبلية من خلال منصات رقمية متطورة وشهادات متخصصة ذات معايير عالمية. ومن أهم هذه الجامعات تم التعاقد مع جامعة ستانفورد الامريكية العريقة والتي تصنف في المرتبة الثانية عالميا في مجالات الحاسب الآلي وعلوم المعلومات وخدمات الدعم كما ساهمت في دراسة العديد من بحوث الابتكار المتعلقة بالتكنولوجيا و المعلومات، كما تم التعاقد أيضا مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا والذي يعتبر من أعرق المؤسسات التعليمية في أمريكا و العالم و الذي يصنف الأول عالميا في مجالات التكنولوجيا وعلوم الحاسب ونظم المعلومات وبحوث العمليات.
وقد شمل هذا البرنامج تطوير القياديين أيضا حيث تم التعاقد مع جامعة جورج تاون العريقة بالولايات المتحدة لتنفيذ عدد من البرامج الخاصة التي تستهدف القياديين بالشركة بالاضافة الى التعاقد مع جامعة هارفارد للأعمال لتقديم بعض الدورات ومنح شهادات تخصصية وذلك من أجل تطوير موظفي الشركة وتمكينهم من مواكبة أحدث المستجدات على المستوى الإداري والتقني.
10453 فرصة تدريبية
استفاد من هذا البرنامج خلال العام الماضي 1601 موظف من خلال 10453 فرصة تدريبية في مختلف المجالات خلال فترة كوفيد بالرغم من تحديات الجائحة وذلك بهدف مواصلة رفع امكانيات الموظفين وتعزيز مهاراتهم، وقد عملت عمانتل خلال هذه الفترة على تسخير الرقمية وحلول التعلم عن بعد كبديل لوسائل التعلم والتدريب المعروفة.
ومن أجل تعظيم الاستفادة وترشيد التكاليف الخاصة بالتدريب، قامت الشركة بتطبيق مبادرة ناجحة تتمثل في نقل الخبرات والمعارف بين مختلف الموظفين، وتعتمد هذه المبادرة على مشاركة الموظفين أنفسهم في نقل المعرفة وتقوم الشركة بإيجاد الأدوات والوسائل التي تساعد على نقل هذه المعارف.علاوة على ذلك، تسهم عمانتل في تأهيل الطلبة من مختلف الجامعات والكليات من خلال تدريبهم في مختلف قطاعات واختصاصات الشركة تحت إشراف إخصائيين مشرفين يقومون بتوجيههم ومتابعتهم بالإضافة لمدهم بالمهارات الفنية من خلال محاضرات وورش العمل الافتراضية. وركز التدريب الافتراضي على مجالات تقنية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمدن الذكية، بهدف ضمان تدريب ورفع كفاءة الشباب المقبلين على التخرج ، من خلال إكسابهم المهارات والمعرفة التي يحتاجونها لدخول سوق العمل وكذلك التعرف على مدى جاهزيتهم للتعامل مع مختلف التطورات المستقبلية وبالتالي تأهيلهم للمتطلبات الوظيفية”.
تجدر الإشارة إلى أن عمانتل قامت بتدريب مجموعة كبيرة من الطلبة خلال العام الماضي، وقد غطى البرنامج التدريبي الخاص بطلبة التعليم العالي مختلف الدوائر والأقسام الفنية والإدارية في الشركة ، وذلك ضمن برنامج انتهجته الشركة منذ عدة سنوات لرفد الطلبة الدارسين في الجامعات والكليات بالمعارف العملية والمهنية.
برامج ومبادرات
كما تقدم عمانتل الدعم للعديد من البرامج والمبادرات التي أطلقتها مختلف الجهات حيث وقعت عمانتل مع وزارة التربية والتعليم إتفاقية لتطوير منهاج لسلاسل تقنية المعلومات والبرمجة لمرحلة التعليم الأساسي في الحلقة الأولى (الصفوف ١-٤) تهدف الاتفاقية إلى تطوير منهاج تربوي لإكساب الطلبة مهارات المستقبل والثورة الصناعية الرابعة بما يتماشى مع رؤية عمان ٢٠٤٠ التي تهدف إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وسيطبق المنهج على طلاب مرحلة التعليم الأساسي في الحلقة الأولى (الصفوف١-٤) في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة أحادية اللغة ومدارس الديوان والأوركسترا السلطانية العمانية ومدارس شرطة عمان السلطانية وذلك لمدة ثلاثة أعوام دراسية تبدأ من العام الأكاديمي 2021 – 2022.
كما أطلقت عمانتل العديد من مبادرات المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى بناء قدرات الشباب العماني وخاصة من الباحثين عن عمل ورواد الأعمال، ومن أهم هذه البرامج برنامج Upgrade بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعدد من الشركاء الآخرين وجائزة ريادة الأعمال بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبرنامج مهنتي وغيرها من البرامج والمبادرات الآخرى.