صلالة – وجهات|
التقى علي بن سالم الكثيري مدير دائرة مواقع أرض اللبان بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، اليوم، مع بشار زيتون، المدير الإداري بجمعية البيئة العُمانية، للاطلاع على مستجدات مشروع دراسة أشجار اللبان وصونها في محافظة ظفار.
وتنفذ جمعية البيئة العمانية بالتعاون مع بعض الجهات المعنية في المحافظة، مشروع دراسة أشجار اللبان وصونها.
تم خلال اللقاء مناقشة سبل التعاون مع فريق الجمعية المتواجد حاليا في المحافظة، ودعمهم وتزويدهم بكافة البيانات والمعلومات الخاصة بأشجار اللبان وبمحمية وادي دوكة أحد مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة التراث العالمي.
وتُعد أشجار اللبان من أقدم المنتجات التجارية على مستوى العالم حيث تتم زراعتها منذ آلاف السنين وتعتبر من المصادر الرئيسية للدخل لدى العديد من الأهالي في السلطنة. وعلى الرغم من دورها المهم في المجتمع العُماني، تشهد أعداد أشجار اللبان تناقصاً كبيراً بسبب الرعي الجائر، والآفات الحشرية، وأساليب حصادها غير المستدامة. بالرغم من أنّ حصاد اللبان يتم استخراجه بتجريح الشجرة، تثبت الدراسات أنّ تجريحه بطرق غير مستدامة لها تأثيرات سلبية.
وعلى مدى آلاف السنين، مثّلت أشجار اللبان مصدراً مهماً للدخل وموروثاً ثقافياً أصيلاً للشعب العُماني في مختلف أنحاء السلطنة ويتم استخدامها في الطب والتجميل ومعطرات غذائية وعلى الرغم من ذلك، استمر عدد هذه الأشجار في التناقص بسبب التجريح المفرط والممارسات غير المستدامة التي تؤثر عليها سلباً. ومن أجل الحفاظ على هذه الأشجار، يتم مواصلة رفع الوعي حول أهميتها وتطبيق نتائج الأبحاث والتعاون مع جميع الشركاء لصون هذا المورد الطبيعي القيَم بكل السُبل الممكنة.
وتشير نتائج الدراسات التي اجرتها جمعية البيئة العمانية إلى أن تجريح الأشجار الصغيرة تؤثر في كميّات البذور وصحتها وقد يستمر أثرها لثلاثة أعوام. الأمر الذي يتطلب التضافر في الجهود لتوعية المجتمع وأصحاب الشأن للوصول إلى استدامة هذا التراث
جديرٌ بالذكر أنّ خبراء جمعية البيئة العُمانية قاموا في سنوات ماضية بمراقبة 180 شجرة لبان مزروعة في 4 مواقع تجريبية في محافظة ظفار لاختبار عمليات التزهير، وإنبات البذور للتأكد من سلامتها. وأظهرت النتائج أن الأشجار التي تعرضت إلى التجريح المفرط أزهرت بكميات أكبر. قد يكون هذا جزء من آلية الأشجار للدفاع. بالإضافة إلى أن الأشجار الكبيرة كانت أكثر إثمارا من الأشجار الصغيرة. قامت الجمعية بحملات توعوية لتثقيف المزارعين بالطرق المستدامة لحصد اللبان.