مسقط – وجهات|
أكد دليل السفر العالمي الشهير “لونلي بلانيت” أن سلطنة عمان لديها تراث ثقافي نابض بالحياة، يرتبط ارتباطا وثيقا بهدايا تضاريسها، وهو ما يجده زائرها في كل تجربة سفر.
وأضاف في تقرير جديد نشره على موقعه الإلكتروني”: تم العثور على قصص البلاد في كل مكان تذهب إليه، من الممرات ذات الأجواء الرائعة في سوق مطرح في مسقط، حيث تظهر الخناجر المزخرفة (الخناجر التقليدية)، والكمه المزخرفة (غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال العمانيون) ببراعة فنية ممتازة وفخرا، إلى قرى الجبل الأخضر، حيث كبار السن يرتدون الصنادل، ويتنقلون بخبرة في مسارات المزارع الضيقة، ويقطرون ماء الورد في أواني فضية، ولذا فكل لقاء في عمان يثير إحساسا قويا بالأرض.
وأشار إلى أن قلة من الزوار يدركون أن تاريخ سلطنة عمان يعود إلى 10،000 عام، وتشير الاكتشافات والآثار الأثرية من العصر الحجري الحديث إلى وجود مستوطنات قديمة مرتبطة بتجارة اللبان، وفي القرن السابع عشر، امتدت سيطرة العمانيين على الطرق البحرية والموانئ من سواحل بلاد فارس (إيران الحالية) إلى شرق إفريقيا.
وتشتهر سلطنة عمان حاليا باهتمامها بمناظرها الطبيعية، وبتوازنها المثالي بين التقاليد والحداثة.
وذكر أن في مسقط، تقف الحصون الحجرية مع أبراج المراقبة والقصور ذات الشرفات الشبكية، جنبًا إلى جنب مع المباني المنخفضة الارتفاع، والتحف المعمارية المعاصرة، وكلها تتلاءم معًا بسهولة.
وتابع: يوجد في العاصمة العمانية الكثير لتراه، بما في ذلك المتاحف الساحرة في المنازل القديمة التي تم ترميمها، والمطاعم، ومراكز التسوق الفخمة، فيما يعد جامع السلطان قابوس الأكبر، بممراته المقوسة، وبلاط الموزاييك الملون، والقبة المزخرفة، والثريا المرصعة بكريستال سواروفسكي، مثالاً رائعًا على العمارة الإسلامية الحديثة.
كما تحدث عن قلعة بهلاء، مؤكدا ضرورة زيارتها، وهي من أماكن مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتقع داخل مجمع شيدته قبيلة بني نبهان بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر، ثم توسعت القلعة بعد ذلك من قبل السلالات الحاكمة اللاحقة، وهناك يجد الزائرين أبراج الرياح، والمساجد والمنازل والآبار. كما تتمتع القلعة بإطلالات رائعة على المنازل الطينية القديمة، والآثار في القرية، وتحيط بها مزارع النخيل.
وحث علي زيارة مدينة نزوى، عاصمة عمان في القرنين السادس والسابع، حيث ترتفع قباب ومآذن المساجد فوق أبنية رملية اللون، تحيط بها جبال الحجر، مؤكدا إنه نظرًا لموقعها الداخلي (مقابل موقع مسقط على الساحل)، لذا كان لنزوى صلة قوية بتراثها الديني والثقافية.
وذكر دليل السفر العالمي أن قلعة نزوى التي تعود إلى القرن السابع عشر حميت ببرج المراقبة المستديرة، والجدران العالية المدينة من الغزاة، عبر تاريخ السلطنة، وهي من المعالم السياحية الرئيسية، مضيفا بأنه في سوق نزوى القريب، يمكنك التسوق لشراء المجوهرات الفضية والدلال (أواني القهوة التقليدية) والزعفران والتمر والتوابل.
وتحدث عن شبه جزيرة مسندم، حيث المناظر الطبيعية الرائعة للقمم الخشنة لجبال الحجر، التي ترتفع من البحر الفيروز، تاركة مداخل ضيقة من المياه بينهما، وهو مشهد يمكن مقارنته بمضايق النرويج.
كما أشار إلى أن الجبل الأخضر هو أحد أجمل الأماكن في عمان، وهو أيضًا بين أبرد الأماكن ، حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي 15 درجة مئوية (59 درجة فهرنهايت)، اي يكون أكثر برودة من مسقط على مدار العام، كما يرى الجبل يرى تساقط بعض الثلوج في الشتاء.
وحول الجبل الأخضر، ستجد قرى عمانية هادئة (بعضها مهجور)، ومنحدرات مغطاة بمزارع متدرجة، تسقى بقنوات الفلج، إضافة إلى بساتين الرمان، والتفاح، والمشمش، والجوز، وفي الربيع، يُغطى الجبل الأخضر بالورود الدمشقية الوردية، ويستخدم ماء الورد المقطر في الطبخ وكعطر.