مسقط -العمانية | رعى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء اليوم حفل افتتاح المتحف الوطني بمحافظة مسقط تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد. وقد ازاح صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد الستار عن حجر افتتاح المتحف الوطني بالمدخل الرئيسي. وتم طباعة الاصدار رقم 1 من تذكرة دخول المتحف لصاحب السمو السيد راعي الحفل .
وقد أُنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (62 / 2013) الصادر بتاريخ 16 محرم 1435 هـ الموافق 20 نوفمبر 2013م ليكون مشروعًا حيويًا مهمته الحفاظ على مكنونات التراث العُماني والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وثقافة وفنون السلطنة بكافة تجلياتها وبالشكل الذي يبرز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة.
ويهدف المشروع الوطني إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار ومختلف الفئات العمرية خاصة للأطفال والفئات العمرية للطلاب ومن خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة وللفئات الخاصة.
ويتميز المتحف الوطني بأنه يضم أول مركز للتعليم المتحفي في السلطنة وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صُممت وفق معايير المجلس الدولي للمتاحف كما أنه أول مبنى عام في السلطنة يضم تسهيلات متقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفون وذوو الاعاقة الجسدية من خلال توظيف رموز لغة (بريل) بالعربية وتوظيف العرض المكشوف حتى يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر وهو أول متحف في الشرق الأوسط يقوم بتوظيف رموز (بريل) العربية في سياق التفسير المتحفي ومنظومة المخازن المفتوحة.
ويستطيع الزائر أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها التحف الأثرية من جرد وتوثيق وفحص مبدئي وحفظ وصون وصولاً إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في المخازن المفتوحة وما كان سابقا يتم خلف الكواليس سيكون في المتحف الوطني متاحا للمشاهدة بشكل ثابت ومتواصل.
وتبلغ مساحة المتحف الإنشائية 700ر13 ألف متر مربع منها أربعة آلاف متر خصصت لقاعات العرض الثابت
وعددها 15 قاعة متحفية منها قاعة الأرض والإنسان وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة وقاعة عمان والعالم الخارجي وقاعة عظمة الإسلام وقاعة عصر النهضة إلى جانب قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميُا لهذا النوع من المنشآت.
ويحتوي المتحف على أكثر من 7000 مقتنى متوزعة على قاعات العرض الثابت.
ويطبق المتحف منظومة المخازن المفتوحة والتي تتيح للزائر التعامل مع القطع المتحفية بشكل مباشر تحت إشراف خبير متخصص.. أما بقية القاعات فإنها ستمكن الزائر من التفاعل مع مقتنيات تم ترميمها وتأهيلها وعرضها وإبرازها بشكل متكامل.
وقد ألقى جمال بن حسن الموسوي المكلف بأعمال مدير عام المتحف الوطني كلمة المتحف الوطني بمناسبة حفل
الافتتاح الرسمي قال فيها : ونحن إذ نحتفل بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد لنهضة عمان المباركة، بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، نتوجه إلى سموكم الكريم بالشكر على رعايتكم لهذا الحفل؛ إيذانا بدخول المتحف الوطني مرحلته الجديدة، كما أود التوجه بالثناء إلى مجلس أمناء المتحف الوطني، وفي مقدمتهم صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، رئيس المجلس، على الجهود الجبارة المبذولة من قبلهم، وكذلك من الوكلاء، وجميع المسؤولين والعاملين بوزارة التراث والثقافة، وزملائي وزميلاتي بالمتحف الوطني، ومؤسسات الدولة المختلفة، والقائمين على المشروع من مقاولين، واستشاريين، وخبراء، ومديري، وفنيين، طوال السنوات الماضية؛ لجعل مشروع إنشاء المتحف الوطني تتجسد واقعا ملموسا، نعايشه اليوم من خلال حفل افتتاحنا الرسمي هذا.
واضاف الموسوي في كلمته أنه بموجب المرسوم السلطاني رقم (٦٢ /٢٠١٣م) الصادر بتأريخ (١٦ من محرم سنة ١٤٣٥ه)، الموافق (٢٠ من نوفمبر سنة ٢٠١٣م)، أصبح للمتحف الوطني الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة .. ويهدف متحفكم هذا بتحقيق رسالته التعليمية والثقافية والإنسانية إلى ترسيخ القيم العمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام، لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، وتنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعمان، وتوظيف، واعتماد أفضل الممارسات، والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
وأشار إلى أن توزع تجربة العرض المتحفي على (١٥) قاعة، تتضمن (٦٠٠٠) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(٤٣) منظومة عرض تفاعلي ويعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزا للتعلم، مجهزا وفق أعلى المقاييس الدولية.
كما يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزا كاملا و أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية بتقنية (UHD) بالإضافة إلى أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة”برايل” باللغة العربية و أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.
واختتم المكلف بأعمال مدير عام المتحف الوطني كلمته قائلا: إن حفل الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني يأتي إيذانا بدخول المتحف إلى مرحلة التشغيل الفعلي لاستقبال الزيارات الرسمية، والمنظمة، على أن يفتتح المتحف أبوابه للزوار مطلع العام القادم بإذن الله تعالى.
وقد قام صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء واصحاب السمو والوزراء والمستشارون بجولة تفقدية في قاعات المتحف مع تقديم شرح موجز من قبل فريق المتحف ، كما تم تقديم عرض مرئي خاص بتقنية العرض الفائق الدقة في قاعة العروض السمعية والمرئية بعنوان “عمان درة الشرق في ارض الأمل
وتطمح السلطنة من خلال هذا المتحف إلى تبوء مكانتها المرموقه في مجال الصناعة المتحفية ومواكبة التطورات
الفنية والتقنية في قطاع المتاحف باعتماد أفضل المعايير والتقنيات المتبعة في مجال الإدارة المتحفية.
وسيكون للمتحف لاحقاً موقع على الشبكة العالمية للمعلومات “الانترنت” حيث سيتاح المجال للباحثين والدارسين للاطلاع على الأبحاث والدراسات المتاحة في هذا الجانب والتعرف عن كثب على هذه المفردات.
ويتميز المتحف عن مشاريع متحفية إقليمية مماثلة بأن جذوره راسخة في عمق التاريخ العماني وتنبع من تراب هذا البلد فهو مختص بتناول مكنونات التراث الثقافي العماني عبر العصور إذ إن المعروضات إما انها عمانية المنشأ أو ذات صلة بعمان، وخلال الفترة من 2010 م الى 2014م شهد المتحف دعوة 30 خبيرا وباحثا من داخل وخارج السلطنة وتمت الاستعانة بـ 21 بعثة أثرية لإعداد وتطوير مكنونات قصة السرد المتحفي.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السمو والوزراء وعدد من المسؤوليين بالدولة.