عبري – العمانية |
تحتضن الرقعة الجغرافية لمحافظة الظاهرة تنوعا إحيائيا فريدا ومتميزا وبتضاريس مختلفة المناخ منها الجبلية والسهلية والصحراوية حيث تميزها من ناحية الشرق الجبال الشامخة التي تكون معتدلة صيفًا وباردة شتاءً كما توجد بها الأشجار النادرة وأهمها (شجرة العلعلان) الموجودة في منطقة جبل السراة بولاية عبري.
وتنحدر من هذه الجبال الأودية التي تصل حتى المناطق الصحراوية ما يجعل المحافظة تتمتع بتضاريس مختلفة منها العيون المائية والنباتات المختلفة والحيوانات البرية المتنوعة والعديد من الطيور المختلفة.
مواسم وأوضح المهندس طارق بن حسن المعمري مدير إدارة البيئة بمحافظة الظاهرة لوكالة الأنباء العُمانية، أن المحافظة تحتضن العديد من المواسم لهجرة الطيور والتي تأتي على مختلف فصول السنة حيث تأتي بعضها في موسم التزهير والتكاثر النباتي مما يكون له دور ايجابي في نقل البذور وتلقيح النباتات مثل هجرة طائر الشقراق الأوروبي (العقعق) في فصل الربيع إلى جانب أهم الطيور المهددة بالانقراض وهو طائر الحبارى الذي يأخذ موائله في المناطق الصحراوية في المحافظة كونها تتمتع خلال فترة الخريف والشتاء بتوفر الغذاء والمأوى والجو المناسب لهذا الطائر.
وأضاف أن ولاية عبري تشتهر بطير القطا وهو من الطيور المحلية ويعيش في المناطق الصحراوية بالولاية وهو من أكثر الطيور انتشارًا فيها ويعيش بمجموعات كما تحتضن المحافظة العديد من الطيور العملاقة مثل النسر (الاوذن) وهو من الطيور المهاجرة التي تتكاثر في المحافظة.
حيوانات نادرة وأضاف حول موضوع الحيوانات النادرة، أن المحافظة تأوي العديد من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض وذلك بسبب اختلاف تضاريسها ومن أهم هذه الحيوانات الوعل العربي والغزال العربي والثعلب الأفغاني والوشق.
وأما المنطقة السهلية في المحافظة فقد أشار المعمري إلى أنها تشتهر بالعديد من الأشجار البرية أهمها شجرة السمر والسدر وهي من أكثر الأشجار انتشاراً في السلطنة مشيراً إلى أن المحافظة تتميز بمناخها الحار وقلة الغطاء النباتي لذلك كثفت إدارة البيئة مؤخراً الجهود لزراعة الأشجار البرية وتشجيع القطاع العام والخاص والمجتمع المحلي بكافة أطيافه لدعم المبادرة وزراعة أشجار السمر والغاف والسدر والشوع والتوعية بأهميتها في زيادة الغطاء النباتي حيث إنها قادرة على تحمل المناخ الحار في المنطقة وكذلك هي أشجار معمرة وإرث حضاري للسلطنة.
ويتميز الجزء الشرقي من المحافظة الذي يدخل ضمن محمية أضواء النجوم والذي توجد به أشجار العلعلان وهي أشجار معمرة ونادرة عالميًا حيث تطرق المهندس طارق المعمري إلى الجهود التي تبذل في هذا الجانب قائلا إنه من هذا المنطلق فإن إدارة البيئة بمحافظة الظاهرة تبذل العديد من الجهود للحفاظ على المنظومة البيئية وذلك لتحقيق بيئة نظيفة مستدامة ومن هذه الجهود تنفيذ دوريات مراقبة مستمرة للحفاظ على الحياة الفطرية وتنفيذ العديد من الدوريات المشتركة مع المحافظات المجاورة الأخرى وخاصة في مواسم هجرة الطيور المهددة بالانقراض.
تعاون كما تعمل على تلقي البلاغات من المواطنين المتعاونين في الحفاظ على الحياة الفطرية على مدار الساعة وكذلك تقوم الإدارة بالتنسيق المستمر والمسبق مع الجهات الأمنية للمساندة وبذل أقصى الجهود للحد من التجاوزات تجاه الحياة الفطرية.
وحول التوجيهات السامية لجعل البيئة أحد المحاور الرئيسة في رؤية عمان 2040م التي تضمن تحقيق الاستدامة في البيئة العمانية وصون مواردها الطبيعية، فإن الهيئة تسعى لمواصلة جهودها لتحقيق ذلك من خلال مشروع تطوير استراتيجية عُمان للبيئة وبعض المشاريع البيئية المستدامة مثل مشروع زراعة 10 ملايين شجرة برية في ربوع السلطنة لمكافحة التصحر ونشر الرقعة الخضراء.