يكتبه: محمود النشيط*
*إعلامي بحريني – dailypr
تمتلك معظم الدول سياحة داخلية، والكثير من المواطنين ربما يجهلون مواقعها لعدة أسباب، بينما تجدهم يمتلكون معلومات وفيرة عن مواقع سياحية في دول عديدة يسافرون إليها كل عام، حتى جاءت الجائحة لتجعلهم يبحثون عن السياحة المحلية ويكتشفون مدى جاهزيتها مقارنة بما يرونه خارج الحدود الجغرافية.
عوامل عديدة تشكل أهم أسباب جهل المواطن والمقيم بما لديه من مواقع سياحية داخلية أبرزها، أن الترويج لهذه المواقع ينصب على وسائل الإعلام الخارجية، بينما قنوات التواصل المحلية تستلم الإعلانات الترويجية المحدودة وفي مواسم معينة مثل الإعلان عن الخيمة الرمضانية، أو افتتاح المطعم الفلاني أو عن صالات الأفراح والمؤتمرات بينما الأمور الأخرى نصيبها يكون في الصحف والمجلات الخارجية.
وعند غياب السياح القادمين من الخارج ألتفت القائمين على هذه المرافق السياحية لحجم الخسارة التي يتكبدونها، وإن العمل الفوري على استقطاب المواطنين والمقيمين وتقديم عروض الإقامة والإستجمام خلال نهاية الأسبوع يمكن أن ينعش الحركة قليلاً والتخفيف من الخسائر، وهذا ما حدث بالفعل بينما من لم يستغل هذه الفرصة كان نصيب عمله الإفلاس والإغلاق.
الكثير من الذين استمتعوا بقضاء إجازاتهم في ربوع البلاد، وأنعشوا السياحة الداخلية كانت تعليقاتهم إيجابية جداً، وتعرفوا عن قرب على الأماكن بمرافقها وخدماتها وكانت مفاجأة لهم، مع حجم التوفير المالي أيضاً، والمشاركة في الإستمتاع بالسياحة الداخلية وهو إنعاش اقتصادي وطني يحافظ على توفير ما يحتاجه سائح الداخل والخارج في نفس الوقت.
من جديد نؤكد، على كل دولة تمتلك المقومات السياحية، وإن الجهات العليا القائمة على القطاع السياحي مطالبة أكثر بتعزيز الترويج للسياحة الداخلية، والإستفادة من تداعيات الجائحة خير استثمار، والتعريف بتاريخ البلد عبر التشجيع على زيارة المتاحف والقلاع وغيرها من المواقع الأثرية، وتقديم التسهيلات والعروض التي تشجع أكثر على مثل هذه الأمور.
السياحة الداخلية ليست مرافق في فنادق أو منتجعات وإنما أكثر وأكبر من ذلك، هي تعزيز الإنتماء الوطني والتعريف الميداني بالبدء على أرض الواقع وليس فقط في الكتب الدراسية خاصة للناشئة من طلبة المدارس والجامعات. إن زيارة المواقع وقضاء وقت جميل برفقة مرشد سياحي سيكون أجمل وذو فائدة كبيرة، وهو ذاته عند القيام بالسياحة الخارجية في أي بلد للتعرف على ثقافته وحضارته، فمعرفة ما لدينا أولى والإعتزاز به هو الأهم في المقام الأول.