عُمان بمياهها المحيطة النقية ومناظرها ومواقع الغطس المثالية جنة الغوص غير المكتشفة
وجهات – باهل قدار|
تعد سياحة الغوص قطاعاً سريع التطور على المستوى العالمي. في كل عام، يتم تحويل قدر كبير من العملات بشكل أساسي إلى البلدان الساحلية وعلى وجه التحديد إلى تلك التي تظهر بيئة كبيرة تحت الماء، غنية بالحياة البحرية كالمناظر الطبيعية ومجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات المائية والكهوف تحت الماء أو البراكين وغيرها.ويعتمد الدخل القومي لبعض البلدان، ماليزيا على سبيل المثال، بشكل كبير على سياحة الغوص بينما تستفيد دول أخرى مثل مالطا ومصر وجزر المالديف وتركيا وغيرها من هذا النوع من السياحة فيما يتعلق بالتدفق المالي، لذلك تبذل الكثير من الدول أي جهد ممكن لاستغلال بيئتها الطبيعية لجذب الزوار وبالتالي الاستمتاع بفوائد سوق الغوص الدولي.
ويمكن اعتبار عُمان بمياهها المحيطة النقية ومناظرها الخلابة ومواقع الغطس المثالية جنة الغوص غير المكتشفة مع مجموعة متنوعة من أنواع الغوص المعروضة والحياة البحرية الوفيرة، فكانت عمان وجهة جذابة لكل من الغواصين المبتدئين والاحترافيين.
عدنان سروار شاب بريطاني شغوف بالرياضة بأنواعها، ويمتهن صناعة الأفلام ولاسيما الوثائقية منها، حيث حصل على العديد من الجوائز كان آخرها جائزة Premio Luchetta في العام الماضي.ولم تمنع الحياة الغربية بكل تفاصيلها وتشعباتها سروار، وهو الإنسان المسلم الذي زار عدداً كبيراً من البلاد العربية، من الاهتمام بلغة العرب والبدء بتعلمها ولاسيما بعد زيارته الأخيرة لسلطنة عُمان، وقد وجد فيها كل ما ينشده الإنسان من صدق مشاعر الناس وكرم ضيافتهم وجمال بلدهم.
مناظر خلابة بعد كل ما شاهده سروار في عُمان قرر وبشكل عفوي إخراج فيلم وثائقي قصير يدون فيه رحلته إنسان غربي إلى بلد عربي، ويفسح المجال لمناظر عُمان الخلابة التي تأسر القلوب.
بحسب ما يقول سروار لمجلة وجهات فإن معلوماته عن سلطنة عُمان كانت محدودة ككل البريطانيين عموماً، ولكن صديقه الذي يعيش هنا رسم له صورة جميلة وحقيقية عن هذا البلد، ودعاه لزيارة عُمان وتعلم رياضة الغوص التي يحبها سروار، حيث تعززت حكايا صديقه عن مزايا العمانيين الأصيلة.يقول سروار إنه اختار سلطنة عُمان لتعلم الغوص، بعد دراسة مستفيضة ونتيجة لسبر عدد كبير من تقييمات الغواصين العالميين الذين ينصحون بزيارة المياه العمانية وزيارة جزر الديمانيات فسلطنة عمان لمن يعرفها من البريطانيين جزء هادئ من الشرق الأوسط وهو أقل زيارة من أماكن أخرى مثل دبي أو مصر.
يخطط سروار في المرحلة القادمة أن يتقن اللغة العربية للاستمتاع بكل ما في سلطنة عُمان من ثقافة وتراث وتاريخ، ولعل عشقه لهذا البلد يتجسد في إنجاز فيلمه الوثائقي عن عُمان باللغة العربية المحكية، بعد أن أنجزه باللغة الإنكليزية، وعن سبب اختياره لذلك أكد سروار أن الاطلاع على جمال سلطنة عُمان وبريقها ليس من حق الناطقين باللغة الإنكليزية فقط بل أيضاً من حق العرب الذين سيرون سلطنة عُمان بعيون غربية ويسمعون عنها من وجهة نظر إنسان زارها وبُهر بجمالها وبحسن أخلاق أهلها.
تعلم الغطس ومن يتابع فيلم سروار عن سلطنة عُمان يلمس صدق المشاعر تجاهها، ولاسيما أن إنجاز هذا الفيلم لم يكن مخططاً له، حيث إن زيارة سروار إلى سلطنة عُمان كانت بهدف تعلم الغطس لا أكثر، إلا أنه سرعان ما وقع في سحرهم ، وكتب بشكل عفوي سيناريو يجسد تجربته، ويشرح الأماكن التي أثرت فيه، بعد أن جمع أكثر من 60 مشهداً، تتنوع بين المدينة والشوارع والمياه وفي الأعماق.من التجارب المثيرة التي عشتها في سلطنة عُمان هو الآذان الذي كان يسمعه في أرجاء المدينة، ولاسيما من مسجد السلطان قابوس الأكبر، والذي أنهى فيلمه بمشهد منه.
سروار وإن كان قد زار كثيراً من الدول والمدن العربية مثل العراق والكويت وقطر وعُمان ولبنان ودبي إلا أن المياه العمانية مازال دفؤها مؤثراً في قلبه وصفاؤها يراه وهو يتحدث عن رغبته الأكيدة في زيارة قريبة إليها.كثير من المواطنين الغربيين في بريطانيا وأوروبا وأمريكا بشكل عام ليس لديهم معلومات كافية ووافية عن سلطنة عُمان بحسب سروار ولهذا فإنه فيلمه يركز على هذا الجانب ويدعوهم لزيارة السلطنة بطقسها الرائع وطعامها المميز وشواطئها النظيفة حيث يقول إن جمال عُمان من جمال العمانيين لأنهم هم من يصنعون الجمال هنا.