صور – العمانية |
تزخر ولاية صور بالعديد من المقومات السياحية والتاريخية المنتشرة في جميع أنحاء الولاية ونياباتها وقراها منها الشواطئ الجميلة، الأخوار البحرية، المواقع التاريخية ومصانع السفن، ومن أهم المناطق السياحية منطقة “العيجة” وهي تمثّل القسم الشرقي من مدينة صور.
وقال طارق بن خميس العلوي الباحث في التاريخ العُماني، إنّ العيجة في اللغة تعني الساحل وأصلها العيقة، ولعل الاسم جاء لكون البحر يُعيق الوصول إليها حيث إنّها شبه جزيرة مُحاطة بالبحر من ثلاث جهات عدا الجنوب، وإنّ اللسان البحري الصغير الذي يحمي العيجة من المد أتاح لسكّان المنطقة مكانا صالحا للسكن ومحمية بشكل طبيعي، فهذه الحماية الطبيعية ساعدت السكّان على الاتجاه نحو البحر لمُمارسة الأنشطة التجارية والبحرية.
موقع بحري
ولفت إلى أنّه وبُحكم هذا الموقع البحري المتميِّز بين بحر عُمان وبحر العرب اشتغل أهلها بالبحر وصناعة السُفن، وارتبطوا مع مناطق وحضارات مختلفة، وسهّل لهم هذا التواصل الازدهار وتطوُّر التجارة مما جعلهم وسيطًا تجاريًا مهمًا في المنطقة.
وأضاف: تُعدُّ العيجة من مناطق مدينة صور، وهي تشكِّل مع أم قريمتين (صور الساحل) مدينة صور الشهيرة؛ حيث تقع العيجة بالجزء الشرقي من المدينة ويفصل بينها وبين الجزء الغربي من المدينة خور البطح، وهو الحد الفاصل بين شطري مدينة صور.
وأشار الباحث طارق العلوي إلى أنَّ العيجة يُحيط بها سور يرتبط مع الجبال المحيطة بها، ولها بابان تدلُّ آثارهما على الأهمية التاريخية للمدينة، الأول باب من الجهة الشرقية ويُسمَّى (باب السدة) والثاني باب من الجهة الجنوبية يُطلق عليه باب (خبة الناقة) ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم.
حصن العيجة
وقال: تضمُّ الجبال المحيطة بالعيجة مجموعة من الاستحكامات الحربية والأبراج للدفاع عن المنطقة في حال تعرُّضها لهجوم وتشمل الدفاعات حصناً يُطلق عليه حصن العيجة ويُسمِّيه السكّان (بيت الشيخ) ويقع في وسط المنطقة وهو عبارة عن بناء معماري على شكل مربع وبه العديد من الغُرف المخصصة لإدارة شؤون المنطقة سابقًا، وهناك السور الذي لا يزال قائماً والبرج في الناحية الغربية، وسلسلة من الأبراج الصغيرة في الجنوب ولعل هذه الأبراج بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي.
وأشار إلى أنّ العيجة ترتبط مع صور الساحل قديماً بعبَّارة (سفينة صغيرة) تنقل السكّان بين ضفتي خور البطح وهذه الوسيلة انتهت الآن مع تقدُّم وسائل المواصلات وإنشاء الطريق البري الذي يربط صور بالعيجة وأيضا إنشاء جسر (خور البطح) وهو جسر مُعلَّق بين ضفتي الخور ويربط المنطقتين.
اطلالة سياحية
وأضاف أنّ العيجة تتميّز سياحياً بإطلالتها على خور البطح حيث السُفن والجسر المعلَّق والذي يمكن مشاهدته من أعلى الجبل المطل على الخور، كما يوجد بها فنار العيجة (منارة العيجة) وهي منارة تُطلّ على مدخل الخور تم تطويرها بعد أنْ كانت سورا يُحيط بالمنطقة لتُعطي طابعا جماليا حول المكان، وتمَّ إنشاء مسار يُحيط بالمنطقة أضاف لمسات جمالية.
وقال الباحث طارق العلوي: يوجد بالعيجة الكثير من البيوت الأثرية التي تتميَّز بلونها الأبيض فيُعطيها سحرا وجمالا مع انعكاسها على زُرقة البحر، حيث لا تزال تحافظ على طابعها الأثري، وتُبرز الأهمية التاريخية للمدينة والوضع الاقتصادي لسكانها، وتعدُّ العيجة حاليًا من المناطق السياحية البارزة في عُمان وقد شملتها العديد من الخدمات التنموية التي عمَّت ولاية صور.
صناعات حرفية
وحول الحرف والصناعات التقليدية التي تتميَّز بها منطقة العيجة، قال طارق العلوي بأن العيجة اشتهرت بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية أبرزها صناعة السُفن الخشبية حيث يوجد مصنع لصناعة السفن يُطلّ على الخور البحري للعيجة، والذي هُجر حاليًا لتوجُّه الصيادين نحو السُفن الحديثةالمصنوعة من الـ”فيبر جلاس”، إضافة إلى صناعة النسيج وصيد الأسماك.