شارع المعز.. دُرّة شوارع القاهرة

القاهرة – العمانية |

يعدُّ شارع المعز لدين الله أشهر الشوارع التي يرتادها المصريون والسيّاح خلال شهر رمضان المبارك؛ لما يحويه من عبق التاريخ، وفرص التسوّق التي يُتيحها لزوّاره.

والشارع الذي سُمِّي على اسم الخليفة الفاطمي الأول في مصر، مُدرج بقائمة لجنة التراث العالمي بمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة ( اليونسكو) لمواقع التراث العالمي، كما يضم الشارع أكبر عدد من الآثار الإسلامية في العالم.
ووفقا للدكتور محمد دياب أستاذ التاريخ الإسلامي، فإنّ الشارع اكتسب
أهميته من بناء الكثير من المساجد و”الخانقاوات” على طوله، إضافة إلى أنّ الحكام الفاطميين اعتبروا القاهرة وخاصة شارع المعز المركز الجديد
والرئيسي لهم.
وأضاف أنّ الشارع يزخر بعلامات مميّزة للعصر الإسلامي، وخاصة في
العصر المملوك، الذي تميّز بكثرة بناء المساجد، مقارنة بالعصر الفاطمي.
وتُفيد الروايات التاريخية بأنّه لم يكن يُسمح للعامة في العصر الفاطمي
بدخول الشارع إلا بعد الحصول على تصريح، على أن تتم مغادرته قبل
غروب الشمس.
ويمتد الشارع على طول قلب القاهرة الإسلامية، من باب الفتوح في الشمال إلى باب زويلة في الجنوب، وهو أحد أهم الأماكن في تاريخ مصر
الإسلامي.
ويضم الشارع أيضًا حيًا مزدحمًا من الحرفيين الذين يصنعون الأواني لبيعها في خان الخليلي، والسير في هذا الشارع الذي ينتهي بنزهة عبر متاهة المحلات التجارية في خان الخليلي.
وتمّ ترميم الجزء الشمالي من الشارع الممتد من باب الفتوح إلى شارع
الأزهر (بجوار خان الخليلي) وبدأت أعمال الترميم في الجزء الجنوبي من
الطريق.
ومن الأماكن التي يُفضِّل الناس زيارتها في الشارع مسجد الأقمار الذي يعدُّ من أقدم وأعرق المباني في القاهرة الإسلامية القديمة، وهو يقع أسفل شارع المعز، وكذلك بيت السحيمي الذي يقع على بُعد أمتار فقط من شارع المعز، وكان البيت الذي بُني في القرن السابع عشر، من أفخم المنازل في القاهرة، وتمّ ترميمه في العقد الماضي بعد أن أصبح في حالة سيئة خلال القرن العشرين، وهو الآن مِثال جميل لرُقي الهندسة المعمارية غير الأثرية في القاهرة في العصور الوسطى.
ومن أهم معالم الشارع كذلك مسجد السلطان قلاوون، الذي بُني عام 1284 من قِبل السلطان المنصور قلاوون، ويقع داخل مجمّع يضم مسجدًا ومدرسة وضريحًا و”موريستا” داخل أسواره، وتمّ استبدال مستشفى موريستان بمستشفى حديث في عشرينيات القرن الماضي، ويعرض المجمّع العمارة النموذجية للمماليك في ذلك الوقت.
وهناك أيضا مجمّع الغورية في بداية الجزء الجنوبي من شارع المعز
المؤدي إلى باب زويلة، فعلى الجانب الشرقي من الشارع يوجد الضريح
الذي بناه السلطان قنصوة الغوري لنفسه، وتمّ بناء المجمّع كمساحة فريدة
متعددة الاستخدامات، تضمنت المسجد والضريح، والاسبلة التي وفّرت
المياه مجانًا للناس، كما ضمّت سوقًا مسقوفة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*