الجبل الأخضر – وجهات |
يسعى كثير من المصورين في السلطنة للحرص على عدم تفويت موسم قطف الورد وتقطيره في الجبل الأخضر الذي يبدأ في شهر مارس وينتهي في بدايات شهر مايو من كل عام.
ونرى كثير من المصورين يحرصون على التوجه إلى الجبل الأخضر حاملين معهم كاميراتهم الخاصة والاستعداد لجولات بين المزارع في نيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية.
ورصدت “وجهات” عدة صور لعدد من المصورين هذا الموسم منهم المصورة عفيفة الهاشم وأحمد الحوسني ومنذر البوسعيدي وعبدالرحمن الهنائي وبعض الزوار هواة التصوير الذين نشروا صورا عن موسم قطف الورد وتقطيره على حساباتهم في موقع “تويتر”.
وتكتسي المدرجات الخضراء عبر ارتفاعها أكثر من 3000 متر عن سطح الأرض، بالورود في منظر بهيج خلال هذه الفترة من كل عام، وتنتشر هذه الزراعة على مساحات واسعة من الجبل وتتركز في قرى العين والشريجة وسيق والقشع.
وتعد زراعة الورد أحد كنوز الجبل الأخضر، ولا تزال أحد أهم مصادر رزق سكان الجبل، الذين امتهنوا سرّ تقطير الزهور واستخراج مائها الزكي والعذب، الذي يكاد لا يخلو منه بيت في السلطنة.
ويبلغ عدد أشجار الورد التي يتم استخلاص ماء الورد الجبلي منها تقدر بحوالي خمسة آلاف شجرة موزعة على مساحة إجمالية تقدر بـ7 فدادين، وتقدر كمية الإنتاج بـ4000 آلاف لتر للفدان الواحد، أي حوالي 28 ألف لتر لإجمالي المساحة المزروعة بأشجار الورد.
ويصل المردود الاقتصادي من الفدان الواحد إلى 40 ألف ريال عماني أي إنه يمكن أن يصل المردود من 7 فدادين إلى حوالي 280 ألف ريال عماني في الموسم الواحد.
وتعد صناعة ماء الورد حرفة تقليدية التصقت بأهالي الجبل الأخضر منذ مئات السنين، حيث بات يعرف ماء ورد الجبل الأخضر بجودته ودقة صنعه، نظرا لاتّباع الأسلوب التقليدي الذي يعتبره مزاولو هذه المهنة السرّ وراء الجودة والانتشار الكثيف لهذا المنتج.
وتمر عملية إنتاج ماء الورد الجبلي بمراحل عدة، إذ يبدأ المزارعون في شهر يناير بعملية تقليم أشجار الورد وحراثة الأرض وتسميدها وريّها بشكل جيد في انتظار موسم تفتح الزهور، ثم تجهيز المصنع (الدهجان) الذي هو عبارة عن مبنى من الطين والحجارة والأواني الفخارية (البرمة) الموضوعة عليه، وتتفاوت مساحته وفق مساحة أشجار الورد لدى المزارع.
ومع بدء بروز زهور الورد يتجه الأهالي لقطف الورد في الصباح الباكر وأحيانا في المساء بحيث يتمّ جني الورد في الصباح من أحد البساتين، وفي المساء من بستان آخر، ويتعاون كل أفراد الأسرة في عملية قطف الورود من البستان وفي مقدمتهم النساء، في عملية تعاونية رائعة طوال فترة موسم الورود.