مرباط – العمانية |
ينفرد حصن مرباط بموقعه الاستراتيجي ويطل على ساحل الفرضة “ميناء مرباط القديم” بولاية مرباط ويبعد عن ولاية صلالة نحو 76 كيلو متراً.
شُيّد الحصن على الطراز المعماري العُماني كحصن دفاعي رئيسي عن المدينة وسكانها، وتبلغ مساحته 467 متراً ويصل ارتفاعه إلى 12متراً ويتكون من دورين وبرجين للمراقبة أحدهما في الركن الجنوبي الغربي والآخر في الركن الجنوبي الشرقي.
ويحتوي الدور الأول من الحصن على جناح للحراس ويتكون الجناح من غرفة لقائد الحراس ومطبخ وسجن بطول 9 أمتار وعرض 3 أمتار بالإضافة إلى مخزن وغرفة الحرس بطول 18 متراً وعرض 3 أمتار وتوجد بها فتحات بهدف الاستطلاع والمراقبة.
ويشتمل الجناح الجنوبي للحصن على مجلس للوالي يجتمع فيه بالأعيان وأهل المدينة لمناقشة قضاياهم ومشاكلهم، بالإضافة إلى مكتب للوالي وغرفة لموظفي مكتب الوالي بطول 7 أمتار وعرض 4 أمتار إلى جانب بيت للماء، كما يتكون الدور العلوي من مجلس لاستقبال الضيوف بطول 14 متراً وعرض 3 أمتار بالإضافة إلى مجلس للنساء يبلغ طوله 14 متراً وعرضه 3 أمتار إلى جانب غرف نوم للوالي وعائلته، إضافة إلى منصة للدفاع أمام الحصن تتكون من 3 مدافع موجهة إلى البحر للدفاع عن الحصن في حالة التعرض لأي هجوم من السفن البحرية.
وتضم مرافق وقاعات الحصن مقتنيات من القطع الأثرية التي كانت تستخدم قديماً ومن أبرزها حجر من أساس المسجد القديم القريب من الحصن وقد حفرت عليه عبارة ”ت312هـ”.
وأُعيد ترميم الحصن في عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، في عام 1991م وافتتح رسمياً في عام 1994م ليصبح مزاراً سياحياً، كما رُمم مرة أخرى في عام 2011م من الداخل والخارج. وخصص أحد مرافق الحصن ليكون مكتبًا للإدارة وموظفي الحصن الذين يشرفون عليه وينظمون أوقات الزيارة ويقومون بتعريف الزوار بتاريخ الحصن ومكوناته بالإضافة إلى توزيع مطبوعات عن الأماكن السياحية بالولاية ومحافظة ظفار.
ونفذت وزارة التراث والسياحة أعمال تأهيل وتطوير الحصن اشتملت على معرضٍ متكاملٍ يحوي عددًا من الجوانب التاريخية للحصن، إضافة إلى توثيق وعرض مختلف الحرف التقليدية للمجتمع المحلي والجوانب التاريخية والجيولوجية والمعمارية والاجتماعية والاقتصادية والحياة البحرية باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وشملت أعمال التطوير في الحصن في الدور الأرضي قاعات تتناول تاريخ مرباط قديماً وصناعة السفن والطرق التجارية البحرية والبرية وتجارة اللبان، وغرفًا تفاعلية لمشاهدة الفنون والرقصات الظفارية القديمة وغرفة لتجربة ارتداء الأزياء التقليدية المحلية من خلال مرآة يستطيع الزائر من خلالها التعرف على الأزياء النسائية أو الرجالية المختلفة مع الحلي التقليدية المتنوعة إضافة إلى غرفة للأسلحة التقليدية ومكتبة وشاشات تفاعلية تعرض مجموعة من الفنون.
وفي الدور الثاني مجلسٌ وغرفة أطفال يستطيع فيها الطفل التعرف على الألعاب التقليدية القديمة والاستمتاع بقراءة القصص العالمية إلى جانب عرض الأفلام الوثائقية التي تعرف بصناعة العسل مع الأدوات المستخدمة لهذا الغرض، وغرفة الآلات الموسيقية التقليدية.
كما يحتوي الحصن على المرشد الآلي الذي يوفر للزائر تسع لغات عالمية وهي العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية والإسبانية والروسية والهندية.
وقامت الوزارة بإشراك المجتمع المحلي بشكل فعال من خلال المشاركة في الافلام الوثائقية والصور الفوتوغرافية والدراسات التاريخية بالإضافة إلى مشاركة الجمعيات كجمعية المرأة العُمانية في مرباط وهيئة الصناعات الحرفية المتنوعة من خلال تزويد الحصن بالمقتنيات والمشغولات اليدوية، بالإضافة إلى المشاركات الفردية من قبل المجتمع المحلي.