حاسك.. مقصد السياح برمالها الناعمة وشواطئها الجاذبة للصيادين

  سدح – العمانية |
 
تحظى نيابة حاسك بمحافظة ظفار بالعديد من المواقع التاريخية والسياحية والطبيعية وهي النيابة الوحيدة التابعة لولاية سدح وتبعُد عن مركز الولاية 67 كيلومتراً و180 كيلومتراً عن مدينة صلالة.  وتقع ” حاسك ” على الشريط الساحلي الشرقي من محافظة ظفار وتطل على بحر العرب وتحدها من الشرق نيابة “الشويمية” بولاية شليم وجزر الحلانيات ومن الغرب منطقة نوس ومن الشمال الأطراف الشرقية لسلسلة جبل سمحان حيث يوجد بها أكبر الأودية وأطولها في ولاية سدح مثل أودية سمحال وريكوت وحضبرم وثناء ودحنوت إضافة إلى وادي صناق.

وقد ذكرها ابن بطوطة في كتابه ” تحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ” وذكر أنه يسكنها أناس من العرب صيادون وأن معيشتهم تعتمد على صيد الأسماك ومنها “أسماك القرش” التي يقددونها ويقتاتون عليها، وأن بيوتهم من عظام السمك وسقفها من جلود الجمال، كما أشار أيضاً إلى وجود شجرة الكندر “اللبان” بكثرة في حاسك.  وتضم نيابة حاسك مجموعة من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد حسب اكتشافات البعثة الفرنسية التي زارت المنطقة وحددت موقعين أثريين أوضحت بأنهما يعودان إلى ” حضارة مجان “، بالإضافة إلى عدد من المواقع السياحية التي تشهد نشاطاً سياحياً على مدار العام، ويربطها بولاية سدح طريق ساحلي معبّد أنشئ عام 2003م كما يربطها بولاية شليم وجزر الحلانيات طريق ساحلي آخر أنشئ عام 2014م.

وأكد المنذر بن أحمد المرهون والي سدح على أهمية المواقع التاريخية والسياحية بنيابة حاسك والولاية بشكل عام لما تشكله من أهمية في رفد الجوانب السياحية والاقتصادية.

وأضاف أن منطقة حاسك كانت بمينائها البحري معروفة لدى الكثير من بحارة العرب والرومان والإغريق بسبب مركزها التجاري على بحر العرب وكانت تُنقل منتجاتها من الأسماك المجففة واللبان عبر قوافل تجارية إلى عدد من بلدان العالم.

وأشار والي سدح إلى أن من أبرز المواقع الأثرية والتاريخية بنيابة حاسك منطقة سوق حاسك وبقايا مدينة حاسك القديمة التي لا تزال آثارها باقية على الضفة الشمالية من وادي حاسك، بالإضافة إلى مقبرة كبيرة تضم بعض القبور الهرمية وآثار بلدة ” حلحل ” الواقعة بين حاسك القديمة وموقع النيابة الحالي.

كما تطرق المرهون إلى بقايا مدينة حضبرم التاريخية التي كانت تُسمى ” الرقيبة ” وهي تقع في مصب وادي حضبرم غرب نيابة حاسك الحالية على بعد 5 كيلومترات والتي من المحتمل أن تكون هي حاسك المذكورة في كتب المؤرخين والجغرافيين أمثال بطليموس وابن بطوطة.

من جانبه، قال الشيخ حميد بن ظاهر البطحري نائب والي حاسك إن موقع النيابة وتنوعها الطبيعي جعل منها مقصداً للسياح والزوار ومن هذه المواقع وادي ريكوت الذي تقع فيه عين “غيضة” المحاطة بأشجار النخيل ووادي حضبرم ببحيراته الزرقاء وشلالاته المتدفقة من أعالي المنحدرات إلى جانب جبل ناطف الذي لا تنقطع قطرات مائه المتساقطة طوال العام من النوازل الكلسية من قمة الجبل مشكّلة بركًا مائية على ضفاف البحر وكذلك وادي صناق بجباله الشاهقة وبحيرته الزرقاء التي تحيطها أشجار النخيل إضافة إلى الشواطئ المتنوعة بين الرملية الصالحة للتخييم والصخرية المستقبلة لهواة الصيد.

ويضيف البطحري، حظيت نيابة حاسك بنصيب وافر من الخدمات الحكومية أبرزها بناء مدينة نموذجية تتكون من 173 وحدة سكنية بملحقاتها الخدمية، مشيراً إلى أن الثروة البحرية تُعد من أهم الموارد الاقتصادية لأبناء النيابة فمعظمهم يعملون في النشاطات البحرية لتنوع الثروة السمكية وثرائها وما تشكّله من مردود اقتصادي لهم من خلال مواسمها المختلفة.  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*