مسقط – العمانية |
أعاد المتحف الوطني افتتاح المعرض البيلاروسي “الأنماط والرموز: تراث الزخرفة البيلاروسية” الذي يستضيفه المتحف إلى نهاية أبريل المقبل، ويضم عشرات من القطع المتحفية ذات البعد التاريخي والدلالة الجمالية المتميزة من قطع أثرية، وصناعات حرفية وقطع فنية تعرض لأول مرة خارج جمهورية بيلاروس.
وكان المعرض قد تم افتتاحه في الخامس من مارس عام 2020م، وأغلق في 17 من نفس الشهر التزاما بقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد 19، وتم الاتفاق على تمديده مؤخرا إلى نهاية أبريل 2021م ، وهو يأخذ زائريه طوال أيام الأسبوع في جولة تاريخية ملؤها الأصالة لاستكشاف الأنماط الزخرفية البيلاروسية المتجسدة في تفاصيل الملابس وتطريزها، والتي تم انتقاؤها بعناية من ضمن معروضات المتحف التاريخي الوطني في جمهورية بيلاروس، ومن بينها “الروشنيك” (منشفة بالزخارف القومية) مصنوعة من القطن، والكتّان، والنسيج، وغرز متقاطعة من القرن (20م)، وهي دليل قوي على تغلغل الحِرف اليدوية البيلاروسية في كافة مناحي الحياة حتى مطلع القرن (20م).
ويضم المعرض أيضا المغزل الدوراني المصنوع من الخشب، وبه نقش ثلاثي الرّؤوس ونقش “مشرشر”، ونقش “كنتوري” وهو ينتمي إلى منطقة (غرب بوليجي) بمقاطعة (كيمنيتس) في بيلاروس، وهي مغازل صغيرة وخفيفة الوزن كانت تستخدم لغزل الصوف والكتان، وكان الحرفيون يولون اهتماما ورعاية عند صناعة هذه المغازل؛ فهي في الأغلب كانت تقدم كهدايا للأصدقاء والعائلة ممن يعيشون في المناطق الريفية، وتحمل بعض المغازل اسم من صُنعت لأجله واسم من صممها وأحيانا تاريخ صناعتها. وهناك أيضا شوكة وملعقة من مقاطعة بريست، مصنوعة من الخشب، وبها نقش بارز، وطبق للخبز من الخشب، وأسلاك، حيث اتسمت أدوات المائدة التي كانت تستخدم في الحياة اليومية في بيلاروس بالزخارف المحفورة والبسيطة كالزهور والأمثال الشعبية التي تعبر عن كرم الضيافة، بينما كانت أدوات المائدة المستخدمة للمناسبات الخاصة مزخرفة بزخم، وتقدم كعلامة للاحتفاء بالضيوف. كما تقوم شراشف (الروشنيك) بدور مهم في الاحتفالات والأعياد البيلاروسية، فتستخدم كغطاء للمائدة أو لتزيين سلة الخبز، وكان استخدامها علامة على الكرم.
كما يضم المعرض لوحة الأيقونة المتعّددّة الأجزاء ذات الأجنحة الخمسة لعدد من الرموز الدينية، وكانت تصاحب المسافرين في رحلاتهم الطويلة بغرض الدعاء ويمكن طيها لحمايتها من التلف، كما انها كانت تلف بقطعة (روشنيك) قبل إدخالها في الحقائب أو المحافظ. ومن بين المعروضات بيضة عيد الفصح (بوسانكا) وهي مصنوعة من الخشب، ومزينة بالألوان المائية، وكانت عادة تزيين البيض بالرسومات مرتبطة بفصل الربيع كونه رمزا على صحوة الطبيعة بعد انتهاء الشتاء وكعلامة على الخصب والنماء، إضافة إلى عرض أيقونة “القديس نيقولا” التي تستخدم عادة في المناسبات والأعياد الدينية في بيلاروس، وقالب كعكة عيد الفصح مصنوع من الخشب، وكان يستخدم لتشكيل الرموز والزخارف المحفورة على جانب الكعكة، وهناك أيضا زي معروض مصممٌ لعريس بيلاروسي، وهو عبارة عن قميص علوي مبطنٌ وصدرية وبنطال مبطن، ويتم إضافة حزام ملون مزين بشراشب مدلاة ليكتمل الزي الاحتفالي، أما الأحزمة فهي جزء لا يتجزأ من الملابس البيلاروسية؛ حيث كان يُعتقد أنها تمنح مرتديها القوة، والحماية من الأمراض، وتجلب الخير والرخاء له ولأسرته مستقبلًا.
ويضم معرض “الأنماط والرموز: تراث الزخرفة البيلاروسية” كذلك صندوق جهاز عروس مزخرف مصنوع من الخشب، والمعدن، وثوب العروس من نسيج القطن والكتان، تم تصميمه في مطلع القرن (20م).يأتي المعرض في إطار مذكرات التفاهم المبرمة بين الجانبين العُماني والبيلاروسي خلال عام 2018م في مجالات العمل الثقافي والمتحفي، بين المتحف الوطني في السلطنة والمتحف التاريخي الوطني في جمهورية بيلاروس، ويسلط الضوء على أنماط وأشكال الزخارف البيلاروسية التقليدية وأهميتها التاريخية والثقافية للشعب البيلاروسي، ويقف على معانيها ومدلولاتها، والتي تجسد لمفاهيم وقيم نبيلة تعكس المعتقدات الدينية، وفلسفة دورة الحياة، وخصوصية الطبيعة البيلاروسية، والمشاعر والاهتمامات الإنسانية.