الدوحة – وجهات|
اعتبر برافيد جوغنوت، رئيس وزراء جمهورية موريشيوس، أن البنية التحتية القوية للرعاية الصحية العامة، وتطوير استجابة متعددة المستويات، تدعمها البيانات العلمية والطبية، تمثل أساساً لنجاح أي جهد لاحتواء تفشي جائحة كوفيد-19.
جاء كلام جوغنوت خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في اليوم الختامي لفعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2020″، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
في كلمته، تطرق جوغنوت إلى كيفية نجاح موريشيوس، بجزرها الصغيرة المتصلة، في احتواء الجائحة، وتحقيقها الدرجة الكاملة في التقييم الذي تجريه جامعة أكسفورد حول السياسات والإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة الوباء. وهو نجاح لافت في الجزر التي تستقبل أكثر من 1.3 مليون سائح سنوياً، ويمثل المسنون فيها نسبة عالية من السكان، مع أرقام مرتفعة بأمراض السكري والقلب والأوعية الدموية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه “نظراً إلى ظروفنا، فقد تم اعتبار استجابتنا لمواجهة الجائحة باعتبارها من الأكثر فعالية في العالم، حيث تمكنا في غضون ستة أسابيع من احتواء الفيروس الذي وصل إلى شواطئنا في 18 مارس 2020”.
واستند هذا النجاح إلى اتباع استجابة متعددة المستويات، تميزت بتنفيذ بروتوكولات صارمة فيما يتعلق بالتدابير الصحية عند نقاط الدخول، وسياسة صارمة للغاية لاختبارات الإصابة بالفيروس، واتباع إجراءات العزل والحجر الصحي والعلاج كجزء من استراتيجية الاحتواء الحكومية.
رغم ذلك، لا يزال هذا الوباء يفرض تحديات غير مسبوقة على موريشيوس، وتحديداً على اقتصاد الجزيرة “مع التراجع الكبير في أعداد الزوّار الدوليين، من حيث الأعمال والسياحة”، حسبما أشار جوغنوت. وللتخفيف من حدة هذا التباطؤ الحتمي، تقدم الحكومة دعمًا اقتصاديًا وعملياً كبيراً للقطاعات الاقتصادية المتضررة، لضمان أن تمر البلاد بهذه الأوقات الصعبة.
وقال جوغنوت: “كركيزة أساسية لسياسة التعافي الخاصة بنا، التزمت حكومتي بضخ موارد وطنية كبيرة ستبلغ ما يقرب من 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، لدعم وبناء الانتعاش الاقتصادي لموريشيوس”.
وتطرق رئيس وزراء موريشيوس إلى أوجه انعدام المساواة بين الدول التي أظهرها انتشار هذه الجائحة، داعياً إلى التأمين العادل والمتساوي للقاحات الفعالة والآمنة بتكلفة مقبولة. وقال: “هذا التوزيع العادل للقاح سيكون مفتاح تغيير مسار الوباء، ومساعدة البلدان التي تعاني من آثار اقتصادية ومالية كارثية، والانتقال إلى مرحلة التعافي المرن”، داعيًا إلى قيادة عالمية واستجابة منسقة لضمان توزيع أي لقاح معتمد بشكل عادل. وأضاف: “لا بد من الإشادة بجهود التنسيق الدولية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين، لتطوير لقاح، من خلال مرفق إتاحة لقاحات الكوفيد-19”.
وعلى الرغم من محدودية مواردها، أشار جوغنوت إلى أن دولته طلبت اللقاحات مسبقاً لـ 20% من السكان، في إطار مبادرة تسريع الإتاحة (كوفاكس)، ليستفيد منها الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية والأفراد العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس.