تواصل العمل في إعادة ترميم حارة حجرة الشيخ التاريخية في وادي المعاول

وادي المعاول – سعود المعولي |

تواصل وزارة التراث والسياحة في عملية إعادة ترميم حارة حجرة الشيخ بولاية وادي المعاول، وهي من الحارات القديمة التاريخية في الولاية، وتعتبر من الآثار التاريخية العريقة، وترمز الى تاريخ الولاية وميراث الأجداد الحافل بالعادات والتقاليد، وللحارة تاريخ عريق يجسد نمطا معماريا في بناء المدن والقرى القديمة، ورغم قدم الحجرة إلا انها ظلت شامخة شموخ التاريخ العماني طوال السنين وحتى بعد أن تأثرت الحارة بفعل العوامل المناخية، كما أن مرور الزمن قد ترك على مباني هذه الحارات علامات التصدع والتشقق حيث كانت معظم جوانب القرية أصبحت آيلة للسقوط، الا أنه وبجهود الحكومة ممثلة بوزارة التراث والسياحة والجهود المجتمعية للمحافظة على سلامة القرى التراثية وتفعيلها لتكون معلما تراثيا وحضاريا ومزارا سياحيا بدأت عملية الترميم للحارة حيث العمل في الترميم مازال مستمرا، ومع كل ذلك تظل حجرة الشيخ محتفظة برونقها رمزا لمآثر الاباء والأجداد كغيرها من المآثر العمانية الخالدة في ربوع السلطنة، فالمباني القديمة والممرات المتعرجة داخل الحجرة بمثابة مرآة ينعكس عليها التاريخ وكذلك فهي تحكي حكاية الأجداد. 

كان لسبلة حجرة الشيخ الدور البارز في تربية الأبناء وتعليمهم تلقائيا العادات والتقاليد المتوارثة فعندما يصطحب الوالد ابنه اليها يصطحبه ليعلمه اسلوب الحديث وكيفية التعامل مع الاخرين والاعتماد على النفس وزرع كل ما هو مرتبط بعاداتنا وتقاليدنا حتى ينشأ الابن النشأة الصحيحة التي اساسها التعاليم الاسلامية الحنيفة وحب الارض التي سيعمل ويكدح عليها. 

يتميز هذا الحصن الجميل بمرور فلجين داخله اضافة إلى انه محاط ببساتين النخيل والأشجار والليمون والمانجو. أضف إلى ذلك أن ارتفاع كل برج من الأبراج يمتد إلى حوالي 150 قدما وهو ما يتيح الفرصة لاخذ نظرة شاملة على الأماكن المحيطة بالحصن وبلدة أفي.

الباب الرئيسي لحصن حجرة الشيخ يظهر في الصورة انه مطعم بقواعد وسهام فولاذية لأغراض دفاعية إنه، برج خالد وشامخ على مر العصور  الخطوط الدفاعية للحارة  تتكون من عدة خطوط للدفاع وهي أسوار المدينة أي جدران المدينة ثم الأبراج. 

وفي الماضي كانت الحارة محمية بالكامل بواسطة الأبراج والبوابات الدفاعية، كما يؤكد السكان المحليون أن الحارة في أوقات الحصار كانت تعتمد على نفسها بسبب وجود عدة آبار داخلية بحيث لايوجد نقص الماء داخل المدينة حيث يتم الوصول الى حجرة الشيخ من خلال البوابة العلوية وخط الدفاع الثاني مكون من سور أي الجدار يمر على محاذاة الحجرة من ناحية الشرق ويحتوي على السبلة والمدرسة والفلج.

البوابات

حجرة الشيخ تحتوي على ثلاث بوابات محصنة: الباب الحدري “بوابة المدينة” وتعتبر أحد البوابات الخارجية وتقع في الشمال الشرقي بجوار المدرسة والمسجد ومباشرة إلى حدائق النخيل المحيطة بالحجرة من الغرب والشمال والشرق.
اما الباب الشرقي فقد تبقى منه فتحة في الجدار فقط وكانت البوابة تقع خلف المسجد إلى الشمال الشرقي من الحجرة.
بينما البوابة العلوية ” البوابة العليا” هي البوابة الرئيسية والداخلية لحجرة الشيخ . وبعض أجزاء بوابة الدفاع الخشبية المعززة بالمسامير المعدنية باقية.

يذكر أن الخشب المستخدم للبوابة من خشب الميرانتي المستورد من أفريقيا. كما تشير المصادر الى أن بوابة رابعة كانت موجودة في الماضي وكانت تقع بالقرب من البرج الشرقي الحالي، وكانت تحمي من الدخول إلى حجرة الشيخ من الجنوب .

الأبراج
وتحتوي حجرة الشيخ على أربعة أبراج برج في الشمال الشرقي وآخر في الشمال الغربي وواحد في الجنوب الغربي وواحد في الجنوب الشرقي . من مجمل الأبراج الأربعة واحد فقط في حالة جيدة نسبيا، وأثنان مدمران نسبيا، والبرج الذي في الجنوب الغربي مدمر كليا.
البرج الذي في حالة جيدة هو الذي على الشمال الشرقي ويقع في الباب الحدري . كان يتم الدخول إلى هذا البرج من مبنى مجاور للبرج . منذ إنهيار سقف المبنى المجاور للبرج وأصبح من غير الممكن الوصول إلى البرج.

المسجد
 تم بناء المسجد على منصة مرتفعة، ويتم الوصول الى ساحة المسجد عن طريق درج مغلق ببوابة خشبية منقوشة بأشكال زخرفية وفي وسط  فناء المسجد يوجد بئر ماء قديم. كما يوجد درج في الفناء يقود الى سطح المسجد وبجانبه غرفة (غالبا مخزن) وهو مغلق ولا يمكن الوصول اليه.
على الجدار الغربي من فناء المسجد-ويعتبر الجدار الخلفي للمدرسة-يقع المحراب. المسجد تم بناؤه من الطوب القوي، وله باب واحد ونافذة على الجانب مطلة على فناء المسجد ونافذتان جديدتان تطلان على الواحة.
أما السقف فعبارة عن شكل قوس يمتد على طول الغرفة مرتكزاً على دعامتين مستديرتين سميكتين، والمحراب تم بناؤه من الجبس ويتكون من ثلاثة أقواس متفاوته الأحجام (كبير ومتوسط وصغير) بداخل شكل مستطيل.
أما المسجد والمدرسة والمجالس تقع خارج الباب العلوي، ولكن بداخل المنطقة المسورة، بين الباب الشرقي والباب الحدري. وامام المجالس تنتصب ثلاثة مدافع برتغالية مرتكزة على خراسانات قوية.

المدرسة
كانت مدرسة القرآن الكريم تستخدم لتعليم الأطفال الذين لم يبلغوا سن مرحلة المدرسة (ماقبل المدرسة) القراءة والكتابة، بالاضافة الى القرآن الكريم. ويقع مبنى المدرسة على مستوى أرضي بجوار المسجد.
جدير بالذكر أيضا أن حجرة الشيخ تحتضن ثلاثة أشجار عملاقة تدعى أشجار الصبار التي يصل عمر أكبرها الى اكثر من سبعمائة عام ويصل قطر الجذع الرئيسي لها إلى حوالي الثلاثة أمتار ونصف المتر بينما ارتفاعها يتجاوز الخمسين متراً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*