أبوظبي – وجهات|
حلّقت طائرة 8787-10 دريملاينر، كجزء من الشراكة بين شركة بوينج وشركة الاتحاد للطيران، ضمن برنامج ecoDemonstrator من سياتل إلى شمال تشارلستون، في جنوب كارولينا، باستخدام 50،000 غالون وقود طائرات مستدام مزيج نسبته 50/50 بهدف تحسين الملاحة الجوية وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقد حلّقت طائرة 787-10، وهي الطراز الأحدث لدى شركة الاتحاد للطيران، والتي كانت تجري الرحلة الاختبارية النهائية في إطار برنامج بوينج 2020ecoDemonstrator، مستخدمة أول مزيج منتج تجاريًا بنسبة 50/50 من وقود الطائرات المستدام والمنتظم، وذلك بهدف تقليل الانبعاثات الضارة بشكل أكبر. كما استعرضت الرحلة العابرة للقارات طريقة جديدة للتواصل في وقت واحد وتحسين التوجيه بين كل من الطيارين ومراقبي الحركة الجوية ومراكز العمليات التابعة للخطوط الجوية.
يتم إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) ومزجه بواسطة شركةWorld Energy ، وهي واحدة من أكبر موردي الوقود الحيوي المتطوّرين وأقدمهم خدمة في أمريكا الشمالية. وتقوم الشركة بتزويد بوينج بهذا الوقود بواسطةEPIC Fuels ، المزود العالمي لوقود الطائرات والإمدادات والخدمات لمشغلي القواعد الثابتة (FBOs)، إلى جانب شركات الطيران التجارية والمطارات ومشغلي التزود بالوقود الأرضي.
من جهته، قال محمد البلوكي، الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات التشغيلية في مجموعة الاتحاد للطيران: “تستخدم شركة الاتحاد للطيران بالتعاون مع بوينج وشركائنا في وقود الطيران المستدام، شركة World Energy وEPIC، 50,000 جالون يتضمّن مزيج 50/50 من وقود الطيران المستدام، علمًا انه أول مزيج يتم إنتاجه تجاريًا، وكذلك الحد أقصى من المزيج مسموح به للرحلات التجارية. وتعد هذه الخطوة غاية في الأهمية في قطاع الطيران، الذي سبق وان شهد العديد من الجهود من قبل المنتجين الذين حاولوا إثبات جدوى إنتاج هذه الكميات من خلال مزيج 50/50. كما ساعدنا في إثبات أن ذلك أصبح ممكنًا في الوقت الحالي، ويمكن أن يكون نقطة تحوّل للقطاع ككل.
وأضاف: “يعدّ هذا المثال خير دليل على مدى تعاون القطاع بهدف التوصّل إلى الطيران والابتكار المستدامين. اما مشاركتنا في برنامج ecoDemonstrator، فهي فرصة مميّزة لتحريك عجلة صناعة الطيران من أجل مستقبل مستدام.”
يستخدم برنامج بوينج ecoDemonstrator تقنيات واعدة من المختبر ويختبرها في الجوّ، بهدف تعزيز السلامة والاستدامة وتجربة المسافرين. وتستخدم جميع برامج اختبار رحلات الطيران الموجودة ضمن برنامج ecoDemonstrator الوقود المستدام، من أجل تقليل البصمة البيئية للبرنامج من جهة، وإثبات جدواها للطائرات التجارية التي تحلّق في الوقت الحالي وتلك التي سوف تحلّق في المستقبل.
وبهذه المناسبة، قالت شيلا ريميس، نائبة رئيس الإستراتيجية في شركة بوينج للطائرات التجارية: ساعد معيار الوقود منخفض الكربون في كاليفورنيا في تمكين شركة World Energy من إنتاج كميات كافية من وقود الطيران المستدام على مستوى الطائرات التجارية، وبأسعار تنافسية. وأشارت إلى ان “هذا يوضح كيف يمكن للحوافز الحكومية أن تسرّع زيادة الإنتاج والاستخدام في قطاع فريد من نوعه ضمن فئات وسائل النقل، لا سيما أنه يعتمد على الوقود السائل. كما أثنت على “التزام الاتحاد للطيران بإثبات جدوى الوقود المستدام من خلال استخدام النسبة المئوية الأعلى المعتمدة للمزيج ضمن طائرات التجارية، وفقًا لبرنامج ecoDemonstrator.
من جانبه، قال بريان شيرباكو، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة “World Energy”: نود ان نهنئ شركة بوينج وشركة الاتحاد للطيران على ريادتهما في القطاع لناحية المساهمة في تطوّر وقود الطيران المستدام من النواحي التقنية وتلك المتعلقة بالاستدامة”. وأضاف: “يظهر المزيج 50/50 الحد الأقصى الذي يمكن تحقيقه من أجل الحدّ من غازات الاحتباس الحراري، علمًا انه المعدّل الوحيد المتاح تجاريًا لوقود الطائرات في الوقت الحالي”.
كما ان الشراكة بين بوينج والاتحاد للطيران تمثّل التعاون طويل الأمد الذي يهدف إلى جعل الطيران أكثر استدامة.
كانت الشركتان من بين الشركاء المؤسسين الذين أنشأوا “اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة” في عام 2010. وينتج المشروع التجريبي وقودًا مستدامًا من النباتات التي تنمو في الصحراء، ويتم رشها بمياه البحر الساحلية. وقد استخدمت الاتحاد للطيران الدفعة الأولية من الوقود من المشروع التجريبي في يناير 2019 على متن رحلة ركاب أقلعت من أبو ظبي لتصل إلى أمستردام.
في يناير 2020، تسلمت الاتحاد للطيران “طائرتها الخضراء” المميزة من طراز 787-10 من مصنع بوينج للتجميع في ولاية جنوب كارولينا. واستخدمت خلال تلك الرحلة مزيج وقود مكوّن من 30% من وقود الطيران المستدام المنتج من قبل شركة World Energy، فيما اعتبر الكمية الأكبر من الوقود المستدام المستخدم في رحلة توصيل عبر طائرة بوينج 787.
وتمتد جهود بوينج في مجال الوقود المستدام إلى ما قبل الرحلة التجريبية الأولى في عام 2008. عملت الشركة، بالتعاون مع شركات أخرى في القطاع، على الحصول على شهادة الوقود المستدام للاستخدام التجاري في عام 2011، كما انها تتعاون مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم من اجل إنشاء خرائط طريق لإنتاجها الإقليمي.
وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج وقود الطيران المستدام بكميات محدودة للغاية، جرّاء الدعم غير الكافي للسياسات الحكومية الهادفة إلى تحفيز الاستثمار. وعلى الرغم من انخفاض التكاليف بشكل كبير منذ عام 2011، فلا تزال أسعار المشغلين ضعف سعر وقود الطائرات الأحفوري. أما السياسات الحكومية المحفزة على خفض الكربون، فقد ساهمت إلى حد كبير في سد الفجوة في بعض الأماكن حول العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة اعتمادها من قبل شركات الطيران في تلك المناطق.
قامت شركة World Energy و EPIC Fuelبإنتاج وقود الطيران المستدام ومن ثم تزويد شركة بوينج به منذ أكثر من عقد من الزمن، بهدف اختبار الطيران. وتوفّر بوينج اليوم لشركات الطيران خيار استخدام الوقود المستدام لرحلات التوصيل لدى طائراتهم، علمًا أنها استخدمته لأول مرة في عام 2012 حين حلّقت شركة الاتحاد للطيران من خلال طائرة 777-300ER الجديدة من إيفريت، واشنطن، إلى أبوظبي.