مسقط – وجهات|
تنظم الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات «إثراء» يوم الثلاثاء المقبل 16 يونيو، أول أمسياتها الاقتصادية هذا العام والتي تسلط الضوء فيها على الفرص الاقتصاديّة القادمة المرتبطة بالتحديات التي تواجه المناخ عالميًّا، وسيتم تنظيم الأمسية إلكترونيًّا بدءًا من الساعة السابعة والنصف مساءً وحتى الساعة الثامنة والنصف.
وأشار إسحاق بن خلفان البوسعيدي، مدير عام التسويق والاتصال المؤسسي بإثراء قائلا: شهد المناخ تغيرات متسارعة عالميًّا خلال الفترات الأخيرة، ما جعل تغيرات المناخ على رأس الموضوعات التي تصدّرت المؤتمرات الدوليّة، واليوم تسعى دول العالم إلى تطوير استجاباتٍ مختلفة لهذه التغيرات تتماشى مع قيمها الأساسيّة وأهدافها الاقتصاديّة بما فيها السلطنة التي جعلت البيئة المستدامة أحد المحاور الرئيسة الأربعة في رؤية عُمان 2040.
كما أضاف قائلا: أثّرت الأزمة الصحيّة الراهنة اليوم على منحنى الاقتصاد العالمي وعلى ديناميكيّة الحياة، وبلا شك فإنّ التغيرات المناخية المتسارعة سيكون لها تأثيرها المستقبلي على ذلك أيضًا، ولهذا فنحن بحاجةٍ إلى تعزيز عوامل استدامة الاقتصاد الصديق للبيئة في السلطنة وتعظيم الاستفادة من الفرص التي يقدّمها؛ إذ تُشير دراسة نشرتها منظّمة العمل الدوليّة منتصف العام 2018 إلى أنّ الاستراتيجيات الداعمة للمناخ يمكن أن تولّد أكثر من 24 مليون فرصة عمل جديدة حول العالم، كما أنّ التحول إلى اقتصادٍ منخفض الكربون ساهم في العام 2017 في إنشاء سوق عالمي سنوي بقيمة 1 تريليون دولار أمريكي في مجال الطاقة المتجددة، والزراعة الذكيّة، والمباني الخضراء ووسائل النقل الصديقة للبيئة، ومجالات البنية الأساسيّة الأخرى.
وعن الفرص الاقتصاديّة التي يمكن أن يوفّرها دعم وتنمية القطاع الأخضر في السلطنة، أشارت نسيمة بنت يحيى بن زيروك البلوشيّة، المديرة العامة للاستثمار والصادرات بإثراء قائلةً: إن توسيع أسواق السلع والخدمات الخضراء (الصديقة للبيئة) في الأسواق الأخرى سيوفّر فرصًا للشركات العُمانية لزيادة صادراتها في مجال الاقتصاد منخفض الكربون وسيعزز من استدامة اقتصادنا الوطني؛ إذ تُظهر الأبحاث التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع المؤسسات المختصّة أن توفير المنتجات والخدمات المستدامة يرفع من نمو المبيعات، ويزيد حصتها في السوق، ويعزز علامتها التجارية، وهي العوامل الثلاثة التي تحتاج إليها كل شركة لتحقيق النجاح.
وأضافت قائلة: العالم اليوم يتجه نحو تعزيز المشاريع الصديقة للبيئة لتحقيق الاستدامة فيها، ولهذا سعينا إلى تعزيز الفرص الاستثمارية في القطاع الأخضر، واليوم تعرض منصّة “استثمر في عُمان” مجموعة من المشاريع الاستثماريّة في مجالاتٍ مرتبطة بهذا القطاع، وهي متاحة أمام المستثمرين الراغبين في بدء استثماراتهم في السلطنة.
وتناقش الأمسية عددًا من المحاور منها العلاقة الطبيعيّة بين ظهور وتنوّع الفيروسات وبين تغيرات المناخ؛ فإزالة الغابات وتجارة الحياة البرية زادت من احتمالية التغيرات الجينيّة للفيروسات، كما ساهم تلوث الهواء في إضعاف الجهاز التنفسي للإنسان، وقد حذر العلماء منذ سنواتٍ طويلة من حتمية حدوث جائحة بسبب التعدي المستمر على النظم البيئية الطبيعية وعلى الحياة البرية، وأكدوا أنّ التغيرات المناخيّة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل انتشار كوفيد-19 بحسب ما نشره يوهان روكستروم، عالم نظم الأرض ومدير معهد بوتسدام .
كما تناقش الأمسية تأثير أزمة المناخ على السياسات الاقتصاديّة في العالم عمومًا، وأهمية تحقيق الاستدامة في نمط العيش والعمل في ظل التغيرات المناخية، وأساليب دعم الشركات العُمانية للدخول إلى قطاع الاقتصاد الأخضر، ونمط العمل في القطاعات الاقتصاديّة بالسلطنة مع تطبيق سياسة تخفيض الكربون، كما ستتناول عرض أفكارٍ وأمثلةٍ على إجراءات بيئيّة اتخذت مع العملاء أو مع سلسلة التوريد أو الموظفين بالشركات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمسية سوف يديرها خالد بن الصافي الحريبي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “إرث المتكاملة” وتستضيف كمتحدثين كلا من: الدكتور عامر بن سيف الهنائي، أستاذ مساعد ومدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة بجامعة السلطان قابوس، والدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية المدير العام المساعد لصون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية، وسعاد بنت صالح الحارثيّة المدير التنفيذي لجمعية البيئة العُمانية، وريان بنت إبراهيم الكلبانيّة شريك مؤسس والمدير التنفيذي لمزون للخدمات البيئية والفنية، وأيمن بن محمد الشكيلي رئيس قسم الطاقة المتجددة في شركة تنمية نفط عمان.
يُذكر أنّ الأمسيات الاقتصاديّة مبادرة مفتوحة للجميع وهي متاحة للجمهور ومجّانيّة، وتتميز الأمسيات بكونها تعزز البحث في الفرص والاتجاهات التي تخدم بيئة الأعمال التجارية بالسلطنة، لمناقشة التحديات المتعلقة بهذه القطاعات وعرض التجارب والأفكار مع المختصين في مختلف القطاعات، إضافة إلى دعوة عدد من الأكاديميين ورواد الأعمال المهتمين، وذلك لتعزيز ثقافة الحوار المفتوح في عرض القضايا المختلفة.