مسقط – وجهات | واصلت القوارب العمانية تميزها في اليوم الثالث من جولة كارديف لسباقات الإكستريم 40 الشراعية في ظل الرياح القوية والأجواء المشمسة والحضور الجماهيري اللافت، حيث أحكم قارب الموج مسقط قبضته على المركز الأول لليوم الثالث على التوالي بفارق 15 نقطة عن غريمه في المركز الثاني فريق أس.أيه.بي الدنماركي، كما عاد فريق الطيران العُماني للتألق الذي أبداه في اليوم الأول، وسجل فوزاً نظيفاُ في أول سباق ثم أحرز المركز الثاني في السباق الرابع، إلا أنه اضطر لمغادرة المنافسة في السباق الخامس بسبب عطل فني طارئ، مما أدى إلى تراجعه في الترتيب العام إلى المركز السادس بعد احتساب متوسط نقاط السباقات الماضية.
فبعد أداء متواضع في اليوم الثاني من السباقات عاد فريق الطيران العُماني إلى تقديم أداء مشرف بقيادة البريطاني الأولمبي ستيفي موريسون، وبمعية العماني علي البلوشي، وتيد هاكني، ونِك آشر، وكانت بدايتهم في اليوم الثالث مبشرة حيث سيطروا على السباق الأول من بدايته تقريباً في ظل سرعة رياح بلغت 23 عقدة، وسجلوا سرعة لافتة في الإبحار عكس اتجاه الرياح، ثم عززوا من هذا الأداء بحصولهم على المركز الثاني في السباق الرابع، وكانوا قريبين من استعادة مستواهم المعهود للوصول إلى منصة التتويج، إلا أن الحظ لم يكن في صالحهم بعد تعرض قاربهم لعطل فني طارئ في منتصف السباق الخامس مما اضطرهم لمغادرة منافسات اليوم.
وعن هذه المجريات قال الربان موريسون: “تتعرض هذه القوارب للكثير من الضغط في مثل هذه السباقات، وهذه الأعطال واردة بالرغم من الصيانة الدورية للقارب، ولم يكن عطلاً يسهل إصلاحه فاضطررنا لمغادرة المنافسة لبقية اليوم، على أمل أن نعود لخوض المنافسة في اليوم الأخير غداً”. وبعيداً عن الحظ العاثر، أضاف موريسون بروح رياضية متفاءلة عن أداءهم في السباقات الأولى وقال: “في اليوم الثاني لم يكن أداؤنا جيداً وكنا في ذيل الترتيب في أغلب السباقات عند أول نقطة من المضمار، لذلك ركزنا على تجاوز هذه العقبة وحافظنا على تقدمنا على بقية القوارب في أول نقطة من المضمار في ثلاثة سباقات من أصل أربعة في اليوم الثالث، وكانت نتيجة رائعة وكفيلة برفع معنويات الفريق. ولسوء الحظ لا يبدو أننا سنصل إلى منصة التتويج بسبب خروجنا من منافسات اليوم، ولكننا سنقدم أفضل ما لدينا في اليوم الأخير استعداداً للجولة القادمة في هامبورج”.
ومن جهة أخرى واصل فريق الموج مسقط تألقه بقيادة البريطاني لي ماكميلان، وبمعية العماني ناصر المعشري، والبريطانيان سارة أيتون وبيت جرينهال، والنيوزلندي إيد سميث، وحافظ على صدارته في الترتيب العام، وأثبت أنه قادر على اللحاق بالقوارب المتقدمة حتى لو كانت انطلاقاته متأخرة في بعض السباقات”.
وعن ذلك قال العُماني ناصر المعشري الذي رافق فريق الموج مسقط في أغلب انتصاراته واحترف رياضة الإبحار الشراعي من خلال برامج التدريب في عمان للإبحار: “أنا سعيد جداً بالنتائج التي حققناها في سباقات هذه المرحلة حتى الآن فالرياح هنا متقلبة وقوية جداً وبقي أمامنا يوم واحد ونتطلع إلى تقديم أفضل ما لدينا للفوز بكأس كارديف”.
وعن سر الأداء الثابت في الأيام الثلاثة من مرحلة كارديف، قالت سارة أيتون، المرأة الوحيدة المشاركة في هذا السباق، والتي تتولى مسؤولية رسم التكتيكات والخطط للفريق: “نقوم باستعراض أداءنا بعد كل سباق ونناقش الجوانب التي يمكننا تحسينها، ثم نطبق ما اتفقنا عليه في السباق الذي بعده”. وأضافت سارة عن أسلوب العمل للفريق في اليوم الأخير من مرحلة كارديف: “سنركز في السباقات الأولى غداً على ضبط الانطلاقات والتركيز على العمل الصحيح بدلاً من التفكير في النتيجة، وعند وصولنا إلى منتصف سباقات اليوم الأخير سنحول تركيزنا إلى التكتيكات الاستراتيجية”.
وختمت سارة أيتون حديثها عن بعض المشاعر التي رافقتها في الإبحار في مياهها الوطنية وقالت: “الأجواء المحيطة رائعة للغاية بوجود الكثير من المشجعين، وبوجود عائلاتنا معنا، ومع الجماهير التي احتشدت للاستمتاع بالسباقات والإثارة. هنا تتمثل أهداف هذه السباقات فعلاً حيث تهدف إلى منح الجماهير فرصة لمشاهدة الإثارة، وإلهامهم وجذبهم إلى هذه الرياضة العريقة”.
ويتطلع الفريقان مع بقية الفرق الأخرى إلى اليوم الأخير الذي سيكون الحاسم في نتائج هذه المرحلة، ولذلك سيحمل في طياته جرعات مضاعفة من الإثارة والأدرنالين للبحّارة والجماهير على حد سواء.