دبي – مصر – وجهات |
ستشهد مصر ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الإنفاق من قبل السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي عام 2020، والذي من المتوقع أن يصل إلى 2.36 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 11% عن عام 2019. جاء ذلك في التقرير الأخير الصادر عن معرض سوق السفر العربي 2020 الذي سيقام في مركز دبي التجاري العالمي من 19 إلى 22 أبريل، كما أشار التقرير أيضاً إلى أن السياح القادمين من المملكة العربية السعودية سيقودون هذا النمو.
وفي هذا الجانب، بلغ عدد الرحلات التي قام بها الزوار القادمون من المملكة إلى مصر 1,410 رحلات عام 2019، مع توقعات تشير إلى ارتفاع عدد السياح بواقع 1.8 مليون سائح بحلول عام 2024 وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 5%. على مستوى حجم الإنفاق، أنفق الزائرون السعوديون 633 مليون دولار عام 2019 ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.13 مليار دولار حتى 2024 بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 11%، وذلك وفقاً لشركة كوليرز إنترناشونال شريك الأبحاث الرسمي لمعرض سوق السفر العربي.
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: بلغ إجمالي إيرادات السياحة في مصر نحو 16.4 مليار دولار عام 2019، ومن المنتظر أن تقفز إلى 29.7 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 13%. وفي هذا الإطار، تعد مصر سوق خارجي رئيسي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث استقبلت 1.84 مليون زائر عام 2019، ومن المتوقع أن تحقق نمواً ملحوظاً ليصل إجمالي عدد الزوار القادمين إليها من دول المجلس إلى 2.64 مليون زائر بقدوم عام 2024.
وتعد ألمانيا أكبر سوق دولي مصدر للسياح إلى مصر بإجمالي 2.48 مليون زائر عام 2019 بزيادة قدرها 46% عن عام 2018 وبحجم إنفاق كلي بلغ 1.22 مليار دولار أمريكي. وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن تستقبل مصر نحو 2.9 مليون زائر ألماني بحلول عام 2024 بمعدل إنفاق يلامس 2.18 مليار دولار.
على مستوى المناطق الجغرافية، تعد القارة الأوروبية أكبر مُصدّر للسياح إلى مصر بواقع 6.2 مليون سائح عام 2018، ومن المتوقع أن يرتفع عددهم إلى 9.1 مليون سائح عام 2022. في الوقت الذي يسجل فيه القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي إحدى أعلى معدلات النمو بنسبة 11%.
وأردفت كورتيس قائلة: خلال الأشهر الـ 12 الماضية، شهدت صناعة السياحة في مصر نمواً ملحوظاً، حيث ارتفع عدد الزائرين بنسبة 57.5% من 11.3 مليون عام 2018 إلى 17.8 مليون زائر عام 2019 مدفوعاً بانخفاض سعر صرف الجنيه المصري والحوافز التي تقدمها الحكومة لشركات الطيران المستأجرة المشغلة للرحلات الدولية.
بدورها ذكرت شركة “إس تي آر” المتخصصة في البيانات وتحليل البيانات أن منطقة شرم الشيخ قادت الانتعاش في القطاع السياحي عبر ارتفاع مستوى العائد على الغرف الفندقية المتاحة، التي قفزت على نحوٍ هائل بواقع 315% من نوفمبر 2016 لغاية 2019. جاء خلفها مباشرةً الغردقة بزيادة 311%، في حين سجلت القاهرة والجيزة نمواً بنسبة 138%.
وتابعت كورتيس: في ضوء هذه الأرقام المثيرة للإعجاب، شهدنا ارتفاعاً بنسبة 23% بالنسبة للزوار المهتمين بممارسة الأعمال التجارية مع مصر بما يصل إلى نحو 4,000 زائر تقريباً.
واستناداً إلى نمو القطاع السياحي في مصر، سيشهد معرض سوق السفر العربي 2020 مشاركة مصرية واسعة لأبرز الشركات والهيئات السياحية بما في ذلك الهيئة المصرية لتنشيط السياحة ودانا تورز وأوراسكوم للتطوير مصر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 29% على مستوى المشاركة منذ عام 2018.
وجاءت أوكرانيا خلف ألمانيا كثاني أكبر سوق مصدر للسياحة إلى مصر عام 2019، ووصل عدد الزوار إلى 1.49 مليون زائر بمعدل نمو نسبته 50% تقريباً مقارنةً بالعام السابق. ويعزى هذا الارتفاع الملحوظ بشكل رئيسي إلى توفر الرحلات الجوية المباشرة التي استأنفت نشاطها بعد توقف دام نحو عامين منذ أبريل 2018.
وفي هذا الصدد، قُدّر رأس مال الاستثمار السياحي في مصر بنحو 4.2 مليار دولار أمريكي عام 2019 بزيادة قدرها 25% عن عام 2018، ويعود السببب في ذلك إلى إعلان وزارة النقل في المملكة المتحدة في 22 أكتوبر 2019 عن استئناف الرحلات الجوية المباشرة من المملكة المتحدة إلى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.
واختتمت كورتيس بالقول: سيساهم هذا القرار المهم للغاية في زيادة أعداد الزائرين القادمين من المملكة المتحدة إلى مصر عام 2020 والأعوام التي تليه. فبعد أيام قليلة من رفع الحظر على الرحلات الجوية البريطانية إلى شرم الشيخ، أشار السفير البريطاني في مصر جيفري آدمز إلى أن ما يقرب من نصف مليون مواطن بريطاني يعتزمون زيارة مصر قبل نهاية عام 2020 وهو ما يشكل دفعة هائلة للقطاع السياحي فيها.
وقالت: بعد فرض حظر الطيران، ذكرت شركة إس تي آر أن معدل الإشغال الفندقي قد بلغ 33% بالمئة فقط في العام التالي، في حين ارتفع إلى 59.7% العام الماضي.
وبالنظر إلى الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح إلى مصر، سيشهد عام 2020 عودة تدفق السياح من المملكة المتحدة، كذلك الأمر بالنسبة للقادمين من روسيا الذين بدأت أعدادهم بالارتفاع كما هو الحال بالنسبة إلى القادمين من الصين، لذا فإن مستقبل قطاع السياحة في مصر يبدو واعداً للغاية.
يعتبر سوق السفر العربي من أبرز الأحداث في قطاع السياحة والسفر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب رأي أبرز المتخصصين في هذا القطاع، وقد استقبلت دورة عام 2019 نحو 40,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة من 150 دولة. كما شهد المعرض مشاركة أكثر من 100 جهة عارضة جديدة، وسجل أكبر مشاركة في تاريخه من قارة آسيا.
وستشكل الأحداث والفعاليات الكبرى التي تدعم نمو قطاع السياحة المحور الرئيسي لمعرض سوق السفر العربي 2020، الذي سيواصل النجاح الذي حققه في نسخة العام الحالي عبر مجموعة من الندوات والجلسات الحوارية التي ستناقش تأثير الأحداث والفعاليات في نمو السياحة في المنطقة، وكيفية إلهام صناعة السفر والضيافة حول أهمية الجيل التالي من الأحداث.